بعد الجدل الذي أثاره فيلم ريش السينمائي الذي عرض مؤخرا ، انقسم الفنانون المصريون على الفيلم من ناحية انطباعهم عن الفيلم فبعضهم يرى أنه لم يسىء لسمعة مصر رغم تقديمه مشاهد فقر شديدة في أحداثه لأبطاله قدمها المخرج عمر الزهيري ، وذلك من وجهة نظرهم هو شىء موجود في الواقع ولا يمكن إنكاره وطرحه في السينما المصرية أمر مقبولا بالنسبة لهم ، وأن السينما يجب أن تحاكي الواقع الذي نعيشه في بلادنا وتسلط الضوء عليه حتى لو كان قاسيا نوعا ما على الشاشة.
أما الفئة الأخرى من الفنانين فيرون أن الفيلم قدم صورة الواقع بشكل مؤلم للعين والمشاعر لدرجة أنهم شعروا أن الفيلم أدخلهم في مود سيئ ، وأن الواقع يجب ألا يقدم كما هو في السينما المصرية.
في هذا التقرير يتحدث بعض السينمائيين عن رأيهم في تقديم السينما للواقع الذي يعيشه الناس كما هو أم أنه يجب تجميل الأمور كثيرا ، كما عبر بعض المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أزمة فيلم ريش وانسحاب بعض الفنانين المصريين من العرض الخاص له بالجونة السينمائي مثل شريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق فقالوا : ” شريف منير عاوز أفلام في الكمباوندات اللي بيعيش فيها وبس”.
فايزة هنداوي: من حق أي مخرج أن يقدم رؤيته لفيلمه كما يريد
وترى الناقدة فايزة هنداوي، أن السينما يجب أن تقدم حسب رؤية المخرج والمؤلف سواء كان فيلما سينمائيا يميل لطابع الفانتازيا أو سينما كوميدية أو أفلاما تصور الفقر والعشوائيات.
فمن حق أي مخرج أن يقدم رؤيته لفيلمه كما يريد ، وليس من حق أحد المصادرة على رؤيته أو الحكم عليه سوى فنيا فقط وعدم اتهامه أو إصدار أي أحكام ضده مثلما حدث مع فيلم ريش السينمائي مؤخرا.
وتابعت قائلة، أن من يريد أن يقدم السينما الراقية في الكمباوندات من حقه أيضا ولا نلومه ، لكن في نفس الوقت لا يمكن نسيان سينما عاطف الطيب وخيري بشارة وغيرهما ، التي كانت أفلامهما السينمائية تعبر عن الواقع في مصر فترة الثمانينيات والسبيعينيات من تاريخ بلادنا.
ماجدة موريس : الأفلام السينمائية في الماضي كانت تقدم مشاهد قاسية للمجتمع المصري
وقالت الناقدة ماجدة موريس، إن السينما يجب أن تقدم الواقع لكن بشكل فني جمالي ، ليس المطلوب من العمل السينمائي تقديم صورة سيئة للواقع الذي نعيشه أو جيدة مجملة وإنما محاولة توصيل الرسالة المطلوبة من العمل الفني للجمهور بصورة فنية غير قبيحة.
لأن الواقع بالطبع فيه مشاهد قاسية لبعض الفئات في المجتمع المصري ، لذلك لا يمكن أن نقدم كل شىء كما هو واقعيا بل يمكن أن يتم توصيل الرسالة المطلوبة دون مشاهد فيها قسوة كبيرة على المشاهدين.
ونوهت بأن الأفلام السينمائية في الماضي كانت تقدم مشاهد قاسية للمجتمع المصري لكن فيها حرفة وصورة فنية مميزة ، لذلك لم يتأذ منها أحد ، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نحجر على صناع عمل سينمائي معين لكونهم قرروا تقديم سينما واقعية فيها قسوة بعض الشىء في كثير من المشاهد.
محمود قاسم : السينما كلما اقتربت من الواقع بصورة كبيرة كانت مميزة
وأعرب الناقد السينمائي محمود قاسم، أن السينما كلما اقتربت من الواقع بصورة كبيرة كانت مميزة وواقعية وحقيقية وصادقة وارتبط بها المشاهد بعمق.
ولفت إلى أن سينما صلاح أبو سيف وعاطف الطيب وغيرهم من جيل العظماء في تاريخ السينما المصرية ، قدموا أفلاما عبرت عن قاع المجتمع المصري في زمنهم لكن كانت هناك حالة من الوعي والثقافة لدى الجمهور في ذلك الوقت لتقبل هذه النوعية من الأفلام وأصبحت علامات بارزة في تاريخ السينما المصرية.
ويشير إلى أنه في تلك الفترة كان هناك اطلاع وثقافة واسعة لصناع السينما مخرجين ومؤلفين وقدموا أفلاما مأخوذة عن أدب فرنسي من شدة ثفافتهم ، أما حاليا فهناك ضحل في الثقافة لدى الكثيرين فنانين وسينمائيين لذلك لا يتقبلون السينما التي ترصد الواقع في المجتمع.