أسدل الستار خلال الساعات الماضية على الدورة 74 لمهرجان كان السينمائي، وشهدت الدورة الأخيرة مفاجأت كبيرة بفوزفيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري بالجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الدولي، والفيلم هو الروائي الطويل الأول للمخرج الزهيري 33عاما الذي ساهم في كتابته أيضا، وهو من إنتاج مصري فرنسي هولندي يوناني مشترك، ولاقى الفيلم استحسان النقاد لدى عرضه مؤخرا في المهرجان ضمن 7 أفلام مشاركة في المسابقة.
ويمزج الفيلم بين الواقع والفانتازيا، إذ يتناول قصة أب استدعى ساحرا في حفل عيد ميلاد ابنه الأكبر، لتقديم فقرات مسلية للأطفال، وفي إحداها يدخل الأب صندوقا خشبيا فيتحول إلى دجاجة، ومع محاولات الساحر إعادته تفشل الخدعة ويبقى الأب في هيئة دجاجة، لتستمر مفارقات الفيلم بظلال من النقد الساخر للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية وكذلك أوضاع المرأة المعيلة.
يذكر أيضا أن المخرج المصري، سامح علاء، فاز بالسعفة الذهبية لمسابقة الأفلام القصيرة في الدورة السابقة من المهرجان عن فيلمه “ستاشر”.
فايزة هنداوي: فور الفيلم بجائزة في مهرجان كان يؤكد أن الإمكانات المادية ليست معوقا للتطور
وأوضحت الناقدة فايزة هنداوي أن فيلم ريش يعتبر أول فيلم روائي طويل يشارك في مهرجان عالمي مثل كان، بالإضافة أنه سيشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي الفترة القادمة.
ولفتت إلى أن فوز فيلم ريش في مسابقة أسبوع النقاد شيئا هاما للسينما المصرية، لافتة إلى أن ذلك يؤكد فكرة أن الإمكانيات ليست هي الأساس في تقديم فيلم سينمائي ناجح، لأن الفكرة هي الأهم وذلك ساعد على تقديم فيلم مثل ريش ويؤكد أيضا أن السينما المصرية مازال بخير .
وتابعت قائلة إننا يجب ان نهتم الفترة المقبلة بالكوادر الشابة ، حتى لو قدم الفيلم السينمائي بدون نجوم لكن يمكن الوصول لمهرجان كان العالمي والحصول على جائزة هامة مثل التي فاز بها ريش ، فذلك فيه املا كبيرا للسينمائيين .
وأكدت أن ذلك يدل على أن المعوقات المادية ليست هي الصعوبات التي يمكن أن تواجه السينما المصرية للتطور بصورة كبيرة ، موضحة ان هذه الخطوة لن تجعل نجوم السينما المصرية مثل أحمد السقا وأحمد عز وكريم عبد العزيز بتقديم هذه النوعية من الأفلام السينمائية التي تشارك في المهرجانات العالمية .
سلوى محمد علي: السينما تحتاج لإمكانات مادية وفوز ريش يلفت أنظار العالم لمصر
وأعربت الفنانة سلوى محمد علي للمال : عن كون فوز فيلم ريش بجائزة هامة في مهرجان عالمي مثل كان يعد انجازا للسينما المصرية عظيما ، وليس هو الاول من نوعه فالسينما المصرية متواجدة في كان منذ سنين طويلة فاتن حمامة وغيرها من الفنانات كانا متواجدين في كان بافلامهما القديمة .
وأوضحت أن فيلم المخرج أبو بكر شوقي منذ سنوات كان فيلم روائي طويل في مهرجان كان ، وفيلم بعد الموقعة للمخرج يسري نصر الله ايضا شارك في مهرجان كان ، لافتة ان اي فيلم مصري يفوز في مهرجان سينمائي عالمي مثل كان يلفت انظار العالم للسينما المصرية بصورة كبيرة مثلما يحدث للفيلم الايراني حينما يفوز بجائزة في كان تلتفت الانظار للسينما الإيرانية.
وأكدت سلوى أن الإمكانات المادية مطلوبة لتقديم سينما هامة ، لانهل ايمكن ان يشارك فيلم مصر في كان الا بعد انتاج حوالي 50 فيلما سينمائيا سابقا اي انه يجب ان تكون هناك غزارة في الانتاج السينمائي ، وذلك يتطلب امكانات مادية كبيرة.
طارق الشناوي: المخرج نجح بالفعل في أن يحول العادي والمتعارف عليه إلى إبداع
وعلق الناقد السينمائي طارق الشناوي على فوز فيلم ريش في مهرجان كان الاخير فقال : عمر الزهيري يعتبر اخر عنقود الموهوبين العصريين وسبق ان شاهدة له في كان قبل 7 سنوات فيلمه السينمائي القصير ” مابعد وضع حجر الاساس لمشروع الحمام بالكيلو 375 ” حيث كان اقتبسها من قصة قصيرة لتشيكوف وتقدم به ضمن قسم أفلام معهد السينما ، كما شاهدت له أول أفلامه السينمائية تنفس في مهرجان دبي .
وأكد الشناوي أن الزهيري يملك حقيقة روح المغامرة ، فافلامه تشي بمذاق السخرية اللاذعة ، وجاء فيلمه الاخير ريش يكسر تماما الخط الفاصل بين الواقعية والواقع وبات الواقع هو المسيطر .
وأضاف أن المخرج نجح بالفعل في ان يحيل العادي والمتعارف عليه الى ابداع ، حيث لم يوجد ممثلون محترفون بفيلم ريش فاغلبهم يقف امام الكاميرا لاول مرة والحركة والاداء طبيعيان ، ونسي الجميع أن هناك كاميرا مؤكدا الفيلم حمل تعاطفا مع الفقراء لمكافحتهم من اجل الحياة ، والتكوين الدرامي في مشاهده الخارجية بالشارع جاء من اعلى ليزداد احساسا بالتعاطف مع الاسرة في الفيلم .
واستطرد قائلا إن السينما غيرت من اسلوب الحكي في الصوت والصورة في العالم ، ومازال أغلب السينمائيين في مصر لا يجيدون سوى قراءة سوى الأبجدية القديمة.