انتعش السفر في الصين بعد التخلص من قيود الوباء الصارمة، إذ استغل الأفراد العطلة الخالية من قيود الوباء الصارمة للقيام بأنشطة خارج المنازل، بحسب بيانات السفر في الصين خلال السنة القمرية الجديدة، ومبيعات التذاكر.
تتم مراقبة أرقام الاستهلاك عن كثب خلال العام القمري الجديد – أهم عطلة في الصين، حيث يسافر مئات الملايين من الأشخاص إلى منازلهم لرؤية عائلاتهم – باعتبارها تمثل مقياسا للانتعاش الاقتصادي في أكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان.
السفر في الصين
وفقاً لحسابات “بلومبرج” من البيانات الصادرة عن وزارة النقل؛ تم إجراء حوالي 95.9 مليون رحلة عن طريق الجو، والسكك الحديدية، والممرات البرية والمائية خلال الأيام الأربعة الأولى من العطلة العامة التي استمرت أسبوعاً، التي بدأت يوم السبت الماضي، مما يعني أنَّ المتوسط اليومي بلغ حوالي 24 مليون رحلة، مقارنة بمتوسط 18.6 مليون رحلة فقط على مدار كامل الأسبوع في عام 2022.
بحسب الأرقام الصادرة عن منصة التذاكر الإلكترونية “ماويان انترتينمت”؛ بلغ إجمالي إيرادات شباك التذاكر خلال الأيام الأربعة الأولى من العطلة 3.62 مليار يوان (533 مليون دولار)، أي أعلى من 3.5 مليار يوان المسجلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، و3.4 مليار في 2019 قبل الوباء.
ذكرت صحيفة “ناشيونال بيزنس ديلي” نقلاً عن أرقام من وكالة السفر الإلكترونية “تريب.كوم جروب” أنَّ حجوزات الفنادق، ودور الضيافة، والتذاكر إلى المناطق ذات المناظر الخلابة في الفترة من 21 يناير إلى 24 يناير، تجاوزت الفترة المماثلة في عام 2019.
حجوزات تذاكر الطيران
بحسب البيانات؛ تضاعفت حجوزات تذاكر الطيران للرحلات المغادرة أكثر من أربع مرات على أساس سنوي. كما تضاعفت حجوزات الفنادق في الخارج، فقد كانت هونج كونج، وماكاو هما الوجهتان الرئيسيتان للسائحين الصينيين، تليهما بانكوك وسنغافورة.
سافر الصينيون، وقاموا بأنشطة ترفيهية بمعدلات بلغت عشرات الملايين على الرغم من زيادة الإصابات بكوفيد والوفيات في جميع أنحاء البلاد، بعد الخروج من سياسة “صفر كوفيد”، التي شهدت إغلاق المدن الكبرى والحدود ضمن جهود الحكومة للسيطرة على الوباء.
الآن؛ ومع إعادة فتح البلاد، استعاد الناس حرية زيارة عائلاتهم، واستأنفوا حياتهم الطبيعية لأول مرة منذ سنوات.
انتعاش اقتصاد الصين
من المتوقَّع أن يقود الاستهلاك انتعاش النشاط الاقتصادي هذا العام بعد أن بلغت الإصابات ذروتها.
في عام 2022، نما الاقتصاد الصيني في ثاني أبطأ وتيرة له منذ السبعينيات، بسبب الاضطرابات الناجمة عن تفشي كوفيد، وعمليات الإغلاق المفروضة على المدن الكبرى، إلى جانب التدهور التاريخي في قطاع العقارات.
قد تغذّي الحصيلة الأولية لإيرادات فترة العطلات التفاؤل بأنَّ التعافي الاقتصادي العام سيكون أسرع مما كان يُتوقَّع.
رفع الاقتصاديون الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم توقُّعاتهم لنمو الصين إلى 5.1% لهذا العام، و5% لعام 2024، مقارنةً بـ4.8% و4.9% على التوالي في استطلاع ديسمبر.