تعمل شركة فيسبوك “في الظلام”، إذ يخفي مارك زوكربيرج ورفاقه من القادة كافة المعلومات الحيوية عن جمهورها ومساهميها وعن الباحثين وحتى عن جميع حكومات العالم، والسبب هو ضمان ألا يتم إجبارها على إجراء يؤثر على أرباحها حتى لو كان للصالح العام.
وبحسب فرانسيس هوجن، المديرة السابقة في فيسبوك والتي ظلت تنقل وتسرب وثائق الشركة الداخلية لعدة أشهر قبل مغادرة منصبها، فإن خطورة “كتم المعلومات” عن الجميع، تتمثل في أن الشركة التي “تعرف أعمق أفكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا تعمل دون إشراف حقيقي”.
والأمر لا يتعلق فقط بمستخدمي فيسبوك، بل يتخطاه إلى المجتمع بشكل مباشر.
تعزيز الاستقطاب
وتوضح هوجن في نص شهادتها التي ألقتها أمام إحدى لجان الأمريكي، اليوم، أن فيسبوك تغاضى عن مواجهة منشورات وسلوكيات فاقمت الانقسام والاستقطاب في المجتمعات، أو عززت الكراهية والتطرف، حتى لا تتأثر أرباحه.
وقالت صاحبة الـ 37 عاما، إن مثل تلك السلوكيات على المنصة الأشهر في عالم التواصل الاجتماعي تحولت بالفعل إلى أعمال عنف على أرض الواقع، وسالت بسببها الدماء وأُزهقت الأرواح، وشرب من سمومها حتى من لا يعرفون الفيسبوك.
كما لفتت إلى جانب آخر أكثر مأساوية من دهاليز فيسبوك، وهو تأثير بعض منتجاته وأدواته على نفسيات الفئات الأكثر ضعفا.
وتوضح هوجن إن حالات كراهية وإيذاء الذات من قبل المراهقات ليست صدفة أو أمرا لا يعرفه فيسبوك ويعرف علاقته المباشرة به.
وتقول إن الضرر يتمدد فيشمل الأطفال أيضا.
ضمير فيسبوك
ولا تعول هوجن كثيرا على ضمير شركة فيسبوك التي تعمل دون رقابة وبالتالي اختارت في أكثر من مناسبة تقديم أرباحها على مصلحة المجتمع.
وتوضح أن تلك المشكلات تم تسليط الضوء عليها مرارًا وتكرارًا من خلال الأبحاث الداخلية الخاصة بفيسبوك، ومع ذلك فضلت الشركة تجاهلها لأسباب ربحية.
كذلك، تقول هوجن إن فيسبوك يسعى لإقناع الرأي العام بأن تلك المشكلات “خارجة عن إرادته” وغير قابلة للحل.
كما تسعى إلى إقناع جمهورها بأنهم أمام خيارين لا ثالث لهما وهما إما التواصل مع من تحبهم عبر الإنترنت أو أن تحافظ خصوصيتك الشخصية.
وتابعت: “أنا هنا لأخبرك اليوم أن هذا ليس صحيحًا.. هذه المشاكل قابلة للحل.. من الممكن استخدام وسائل تواصل اجتماعي أكثر أمانًا وإمتاعًا”.