دعى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء السبت، لعقد اجتماع طارئ لقادة الخليج والعرب في 30 مايو الجاري بمكة المكرمة، لبحث “تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية”.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن “خادم الحرمين يوجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس 30 مايو 2019”.
وأوضح أنه “حرصا من الملك سلمان على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، في ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به “مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران” من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية”.
ووفق “سبوتنيك” الروسية، رفضت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الجمعة اتهامات السعودية لطهران بأنها أمرت بشن هجوم على منشآت نفطية تابعة لها وأعلنت “أنصار الله” في اليمن مسؤوليتها عنه.
واتهمت الرياض، حليفة واشنطن، طهران بذلك وسط تصاعد للتوتر بين إيران والولايات المتحدة التي عززت من وجودها العسكري في المنطقة قائلة إن قواتها ومصالحها تتعرض لتهديدات من إيران.
وقالت جماعة الحوثي التي تقاتل تحالفا عسكريا بقيادة السعودية في اليمن منذ أربع سنوات، إنها نفذت الضربات بطائرات مسيرة يوم الثلاثاء على خط أنابيب شرق — غرب مما أدى لاندلاع حريق، لكن الرياض أكدت أنها لم تؤثر على إنتاجها أو صادراتها النفطية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي على حسابه على تويتر “ألا زلتم مخدوعون بعد 1500 يوم؟ ألا يكفي ذلك؟” في إشارة لمدة الحرب في اليمن.
وجاءت تصريحات موسوي ردا على تغريدة كتبها عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية أول من أمس الخميس قال فيها “الحوثي جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره وأكد ذلك استهدافه منشآت في المملكة”.
وقال موسوي “آن الأوان لتوقفوا جرائمكم بحق الشعب اليمني. لا يمكنكم إخفاء ضعفكم خلف مثل تلك الادعاءات”.
ووافقت السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي على طلب من الولايات المتحدة لإعادة انتشار قواتها العسكرية في مياه الخليج العربي، وعلى أراضي دول خليجية، بحسب ما نقلته “سبوتنيك” الروسية عن صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم السبت.
وأوضحت الصحيفة السعودية، التي نقلت عن مصادر خليجية وصفتها بـ “المطلعة”، أن الموافقة جاءت بناء على اتفاقات ثنائية بين الولايات المتحدة من جهة، ودول خليجية من جهة أخرى.
وعلى ذمة الصحيفة، فإن “الاتفاق الخليجي — الأمريكي إلى ردع إيران عن أي اعتداءات محتملة قد تصدر منها، بفعل سلوكياتها المزعزعة لأمن المنطقة واستقرارها”.
وكانت مصادر دبلوماسية عربية قد كشفت للصحيفة ذاتها، عن اتصالات مكثفة تجري حالياً بين عدد من العواصم العربية من أجل التجهيز، لعقد قمة عربية محدودة على هامش القمة الإسلامية التي تشهدها مكة المكرمة في العشر الأواخر من شهر رمضان، الذي ينتهي في أوائل الشهر المقبل.
وقالت المصادر، لـ “الشرق الأوسط”، إن “هذه القمة، حال عقدها، ستضم عدداً من الدول العربية التي سيحضر قادتها القمة الإسلامية، والتي تجمعها مبادئ ورؤى منسجمة حيال التطورات الإقليمية والدولية”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قبل عدة أيام، أن الجانبين تحدثا حول الوضع في الشرق الأوسط، والقضية الإيرانية على وجه الخصوص.
وقال بومبيو، بحسب ما نقلت “سي ان ان”، “لقد أوضحت أن أمريكا ستواصل فرض الضغوط الاقتصادية على النظام في طهران، حتى يعيدها قادتها إلى مصاف الدول المسؤولة، والتي لا تهدد دول الجوار ولا تنشر الإرهاب ولا تسعى لزعزعة الاستقرار”.
وحول إمكانية نشوء حرب مع إيران، قال بومبيو، “لا نسعى للحرب مع إيران”، وشدد مجددا على رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ “تغيير السلوك الإيراني”، على حد تعبيره.