عقدت المملكة المتحدة، مؤتمر الاستثمار الأفريقي الثاني اليوم لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية كشريك استثماري مفضل للقارة من أجل مشاريع خضراء صديقة للبيئة، وفقا لبيان صادر من السفارة البريطانية.
وتستضيف وزيرة التجارة الدولية البريطانية آن ماري تريفيليان المؤتمر الافتراضي ليوم واحد، والذي يسعى إلى إطلاق ملايين الجنيهات من الاستثمارات الجديدة، خاصة في صناعات الطاقة النظيفة في كل من المملكة المتحدة وإفريقيا.
وفي “حديث افتراضي” قالت وزيرة التجارة البريطانية خلال لقاء الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، إن التجارة والاستثمار المستدامين ضروريان للحد من عدم المساواة العالمية، وتحسين الاقتصادات العالمية، وزيادة الدخل وخلق فرص العمل.
وفي سياق متصل قالت وزيرة التجارة الدولية آن ماري تريفيليان: “بعد مرور عامين على قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية الافتتاحية، أصبح طموح بريطانيا في أن تكون الشريك الاستثماري المختار لأفريقيا أقوى من أي وقت مضى، حيث تتمتع القارة بإمكانيات اقتصادية، وستساعد شراكتنا المستمرة على استفادة الشركات من فرص الاستثمار التي ستدعم الوظائف عالية القيمة، وستعزز المشاريع في كل جزء من المملكة المتحدة، ويركز مؤتمر هذا العام على أهمية الاستثمارات المرنة والمستدامة لدعم أفريقيا في مسارها نحو نمو أكثر صداقة للبيئة، موضحة أنها تتطلع إلى العمل مع قادة القارة وهم يواصلون السير على هذا الطريق نحو مستقبل أكثر إخضرارا”.
وأضافت: بعد استضافة بريطانيا لمؤتمر المناخ الدولي كوب 26، سيناقش مؤتمر الاستثمار هذا العام كيف يمكن للاستثمار خدمة أفريقيا في التحول إلى مسار نمو أكثر نظافة وأكثر اخضرارا، من خلال إظهار التأثير الإيجابي لعلاقات الاستثمار القائمة بين المملكة المتحدة وأفريقيا على المجتمعات في بريطانيا والقارة.
وتابعت: كدليل على الشراكة المتنامية بين المنطقتين في مجال النمو النظيف، أبرمت شركة تكنولوجيا البطاريات المستدامة البريطانية اكسليرون Aceleron صفقة استثمار مع Mobility 54 Investment SAS ، وهى شركة تابعة لمجموعة تويوتا، كجزء من دورة التمويل البالغة 5 ملايين جنيه إسترليني لتسريع تطوير واستخدام البطاريات المستدامة في أفريقيا.
ستطلق المملكة المتحدة اليوم بوابة نمو جديدة (Growth Gateway)
ولتعزيز الشراكة بين المملكة المتحدة وأفريقيا، ستطلق المملكة المتحدة اليوم بوابة نمو جديدة (Growth Gateway)، وهى أداة افتراضية تربط بين الشركات الأفريقية والبريطانية وبين خدمات وفرص التجارة والتمويل والاستثمار التي تقدمها حكومة المملكة المتحدة.
وتوفر هذه الخدمة دعما عمليا عبر الإنترنت للشركات الأفريقية التي ترغب في التصدير إلى المملكة المتحدة والاستثمار فيها، وللشركات البريطانية التي ترغب في التصدير إلى أفريقيا والاستثمار فيها، حيث يدعمها فريق من المتخصصين في التجارة والاستثمار.
يأتي ذلك بعد جهد متزايد من الحكومة البريطانية لتسهيل التجارة بين بريطانيا وأفريقيا، بما في ذلك وكالة تمويل الصادرات البريطانية UKEF، حيث زادت الوكالة من دعمها بشكل كبير للأسواق الأفريقية في العام الماضي من حوالي 600 مليون جنيه إسترليني في العام 2018-2019 إلى أكثر من 2.3 مليار جنيه إسترليني في العام 2020-2021، وقد دعمت وكالة تمويل الصادرات البريطانية UKEF مجموعة من مشاريع البنية التحتية، بما في ذلك 1.2 مليار جنيه إسترليني لتصنيع قطارين مونوريل للنقل المستدام في القاهرة، وما يقرب من 38 مليون دولار أمريكي من الدعم لشركة مصر للطيران لشراء محركين من طراز Trent-1000 من رولز رويس.
إثبات وجود شراكة استثمارية أوثق مع التركيز على الاستدامة والنمو النظيف
ومن جهته قال وزير الاستثمار البريطاني جيري جريمستون: “في قمة الاستثمار البريطاني الأفريقي، صرح رئيس الوزراء لجعل المملكة المتحدة الشريك المختار لأفريقيا، ومؤتمر هذا العام هو جزء أساسي من هذا الإرث، حيث يجمع شركات من المملكة المتحدة وافريقيا معا لإثبات وجود شراكة استثمارية أوثق مع تركيز متجدد على الاستدامة والنمو النظيف”.
ومن جانبها قالت وزيرة المملكة المتحدة لأفريقيا فيكي فورد: “المملكة المتحدة تعمق من روابطنا الاقتصادية مع البلدان عبر أفريقيا، وهذا المؤتمر فرصة رائعة للجمع بين الشركات البريطانية والأفريقية لإطلاق ملايين الجنيهات في استثمارات جديدة، خاصة صناعات الطاقة النظيفة في كل من بريطانيا وأفريقيا، هناك الكثير الذي يمكن أن تفعله بريطانيا والدول الأفريقية معا، ستسهل بوابة النمو Growth Gateway وصول الشركات الأفريقية أكثر من أي وقت مضى للدعم الذي تحتاجه لتعزيز التجارة والاستثمار في الاتجاهين”.
وبدوره قال المفوض التجاري لصاحبة الجلالة بالنيابة الاستير لونج: “في قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية في عام 2020 حدد رئيس الوزراء طموح المملكة المتحدة لتكون الشريك الاستثماري المفضل لأفريقيا، وبعد عامين نستمر في إعادة الحياة لذلك الطموح.
وأضاف: في العام الماضي أطلقنا غرفة صفقات الاستثمار عبر الإنترنت لتوفير منصة للمشروعات الأفريقية لعرضها على المستثمرين في المملكة المتحدة، وبالفعل خصصت غرفة الصفقات أكثر من 350 مليون جنيه إسترليني من الفرص القابلة للاستثمار التي تم فحصها إلى الآن.
النمو النظيف في صميم برنامج التجارة البريطانية
وأشار إلى أن النمو النظيف في صميم برنامج التجارة البريطانية، ومع استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27 سيكون مؤتمر الاستثمار الأفريقي اليوم فرصة لاستكشاف فرص استثمارية شاملة ومستدامة ومرنة يمكنها مساعدة أفريقيا على الانتقال إلى مسار نمو أنظف وأكثر اخضرارا”.
يذكر أن مؤتمر العام الماضي الافتراضي حضره أكثر من 2800 عضو من وفود أكثر من 40 دولة أفريقية ومن كل جوانب المملكة المتحدة.
وعلى الصعيد ذاته، قال فيمال سيبوروث المدير العام بشركة تصنيع السيارات الكهربائية Arrival المحدودة: “كان المؤتمر 2021 ممتازا، ووسيلة رائعة للجمع بين الشركات التجارية من المملكة المتحدة وأفريقيا، ومن خلال حضورنا حصلنا على فهم أفضل الآليات لدعم نقاط الاتصال لاستخدامها في تطوير أعمالنا في أفريقيا”.