تراجعت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، وسط مخاوف المستثمرين من قرار تحالف أوبك+ بالمضي قدمًا في زيادة الإنتاج اعتبارًا من أبريل، إضافةً إلى تصاعد التوترات التجارية بعد فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية على كل من كندا، الصين، والمكسيك، وفقا لرويترز.
انخفاض ملحوظ
سجّل خام برنت تراجعًا قدره 45 سنتًا، أي بنسبة 0.63%، ليصل إلى 70.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:53 بتوقيت غرينتش. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 74 سنتًا، أو 1.08%، ليصل إلى 67.52 دولار للبرميل.
في الجلسة السابقة، استقرت العقود الآجلة عند أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر، حيث تأثرت سلبًا بتوقعات بأن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية وردود الفعل الانتقامية من الدول المتضررة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وانخفاض الطلب على الطاقة.
وقال المحلل آشلي كيلتي من بانمور ليبروم:”فرض الرسوم الجمركية على الصين وكندا والمكسيك من قبل الولايات المتحدة أثار ردود فعل انتقامية سريعة، مما زاد المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثير ذلك على الطلب على الطاقة”.
وردّت كندا والصين فورًا على رسوم ترامب يوم الثلاثاء، فيما أكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم أن بلادها ستتخذ إجراءات مضادة، دون الكشف عن تفاصيل محددة.
أول زيادة
في خطوة زادت من الضغوط على أسعار النفط، قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا (أوبك+)، زيادة الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022.
ووفقًا للقرار، سيرتفع الإنتاج بمقدار 138,000 برميل يوميًا اعتبارًا من أبريل، كجزء من خطة تدريجية لإنهاء التخفيضات السابقة التي بلغت نحو 6 ملايين برميل يوميًا، أي ما يعادل 6% من الطلب العالمي.
وعلّق المحلل في بنك UBS جيوفاني ستاونوفو على قرار أوبك+ قائلاً:”هناك قلق في السوق من أن يكون هذا القرار بداية لسلسلة من الزيادات الشهرية في الإنتاج، ولكن بيان أوبك+ يؤكد أن الإمدادات ستعود فقط إذا كان السوق قادرًا على استيعابها”.
من جانبهم، أوضح محللو مورغان ستانلي أنه من المحتمل أن تقوم أوبك+ بتنفيذ عدد محدود فقط من الزيادات الشهرية، بدلاً من التخلي الكامل عن التخفيضات.
قرار أمريكي
أعلنت إدارة ترامب يوم الثلاثاء إنهاء رخصة شركة شيفرون الأمريكية للعمل في فنزويلا وتصدير النفط منها، وهو ما يهدد بخفض 200,000 برميل يوميًا من الإمدادات، وفقًا لمحللي ING Commodities.
من ناحية أخرى، كشفت بيانات معهد البترول الأمريكي عن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 1.46 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 فبراير. ويترقب المستثمرون بيانات رسمية من الحكومة الأمريكية حول المخزونات، والتي من المتوقع صدورها يوم الأربعاء.
يبدو أن الأسواق النفطية تواجه تحديات مزدوجة تتمثل في زيادة الإمدادات من جهة وتصاعد التوترات التجارية من جهة أخرى، مما يعزز حالة عدم اليقين ويؤثر على استقرار الأسعار في الفترة المقبلة.