عصام عميرة – محمود الصباغ
تستهدف شركة “برمودة” لإعادة ت، إنشاء مصنع بمنطقة النوبارية بطاقة إنتاجية 100 ألف طن، بتكلفة 7 ملايين جنيه قبل نهاية 2020 ضمن الخطة التوسعية لاستغلال المخلفات الزراعية وإعادة تدويرها لإنتاج أسمدة عضوية وأعلاف حيوانية.
وتسعى الدولة إلى التوسع فى إعادة تدوير المخلفات الزراعية على مستوى أنحاء الجمهورية، من خلال دور وزارة البيئة فى تعزيز إستراتيجية تعظيم الاستفادة من الموارد الموجودة فى المتبقيات الزراعية، إذ ينتج القطاع الزراعى فى مصر ما يزيد على 45 مليون طن سنويا من المتبقيات الزراعية والمخلفات الحيوانية،لاسيما أنه لا يستغل منها سوى 20 مليون طن سنويا فقط، فى إنتاج الأعلاف والأسمدة العضوية ويتم التخلص من المتبقى بطرق غير سليمة مثل الحرق مما يؤدى إلى تأثيرات بيئية وصحية سلبية.
وقال مصطفى النابى، رئيس مجلس إدارة الشركة – فى حوار مع «المال» – إن المشروع الجديد سيتم إنشاؤه على مساحة 25 فدانا، وتم تخصيص الأرض، لافتا إلى أن الشركة لديها مصنع آخر فى محافظة قنا، ويعمل بطاقة تدوير 12 ألف طن يوميًا، وتستهدف الشركة رفع طاقة الإنتاجية إلى 20 ألف طن قبل نهاية العام الحالى، موضحا أنه تم التعاقد مع المعدات اللازمة لرفع الطاقة الإنتاجية.
وتابع أن الشركة قادرة على العمل فى جميع المخلفات الزراعية، إلا أنها تركز فى الآونة الحالية على مخلفات كل من الموز وقصب السكر وبنجر السكر والطماطم، ونعمل على تحويلها إلى سماد عضوى طبيعى «الكمبوست» يستخدم فى الأراضى الزراعية أو الصوب الزراعية والتى يتم استصلاحها، فالشركة تعمل على كيفية الاستفادة من مخلفات دون قيمة، وجعلها ذات قيمة للأراضى الزراعية.
وأوضح أنه لإنتاج طن من السماد العضوى نحتاج إلى 1.8 ألف طن مخلفات قصب سكر، مشيرًا إلى أن طن «الكمبوست» يتراوح سعره بين 230 جنيها وحتى 1000 جنيه لافتا إلى أن سعر شراء طن مخلفات قصب السكر يبلغ 120 جنيها، كما تعمل الشركة خلال الفترة الحالية على تحسين جودة السماد من خلال الأبحاث العلمية.
وأشار إلى أن الشركة اتجهت خلال الفترة الماضية إلى توسيع قاعدتها من المخلفات الحقلية لكنها تضطر إلى التوقف نتيجة المواسم الزراعية، موضحًا أن الشركة كانت فى البداية تعتمد على قصب السكر، وهذا كان يدفعها إلى الانتظار 6 أشهر مع زراعة المحصول الجديد منه.
وتابع أن الشركة تعمل على تطوير نفسها بما يناسب التطور العالمى، مشيرًا إلى أنها أصبحت قادرة على تحليل المخلفات حسب ما تحتوى عليه من عناصر، وهذا دفعنا إلى إطلاق «كومبوست» يناسب الأرض الزراعية، ونوع المحصول، موضحًا أن شركة “برمودة” تطلب من العميل تحليل الأرض الزراعية وتحليل التربة بالإضافة إلى معرفة نوع النبات المراد زراعته، وعليه تقوم بمنحه «الكومبوست» السماد العضوى المناسب للتربة والنبات الخاص بها، لا سيما أن الشركة تضع فى اعتباراتها آلية استخدام المنتج، حيث فى حال تصدير المنتج يقدم للعميل «كومبست» بلا كيماويات كما تشترط بعض الدول، وإذا كان الهدف استخدام المنتج فى السوق المحلية تعمل على تقليل تكلفة “الكومبوست” المنتج.
وأضاف أن الشركة لديها مصنع فى محافظة قنا على مساحة 7 فدادين بطاقة إنتاجية 20 ألف طن فى السنة، وتعمل حتى نهاية العام المقبل لرفع الطاقة الإنتاجية الخاصة بالمصنع، مشيرًا إلى أنها تستهدف خلال 2020 أن يكون لديها مصنع فى النوبارية، موضحا أن النوبارية بها حاليًا مليون فدان استصلاح زراعى وهذه سوق كبيرة نسعى إلى اختراقها.
وعلى صعيد التعاون مع جمعية «مصر الخير» أشار إلى أن الشركة تمد مشروعات الصوب الزراعية الخاصة بالجمعية بـ «الكومبوست» فى بنى سويف والمنيا وسوهاج والأقصر وقنا، مشيرًا إلى أن طلبيات «مصر الخير» تصل إلى 700 طن فى ربع العام، كما يتم التعاون مع مؤسسة «الندى» فى برنامج الحفاظ على الزراعة.
وأكد أن الروتين الحكومى هو أهم العقبات التى تواجه شركته، إذ أنه لم ينجح فى التواصل مع القطاع الحكومى للحصول على أرض يقيم عليها مصنعه الجديد.
وفيما يخص التمويل.. قال “النابى” إن الشركة حصلت على تمويل بقيمة 2.250 مليون جنيه من «HIM angels» وتستهدف الحصول على 800 ألف دولار خلال العام الجاري.
وأكد أن «Baramoda» هى أول شركة ناشئة فى مجال التكنولوجيا الزراعية فى الشرق الأوسط وأفريقيا متخصصة فى الابتكارات الزراعية المستدامة، وتقوم بتطوير الأسمدة الحيوية من النفايات الزراعية القائمة على الأرض واحتياجات المحاصيل وهدف الزراعة.
وأوضح أن الشركة تقدم حلولًا مبتكرة لزيادة كفاءة إدارة المخلفات الزراعية وتقليل تكلفة الإنتاج الزراعى وتقليل الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية وزيادة إنتاج المحاصيل بأقل استخدام للموارد المائية.
وتابع: لذلك كان علينا إيجاد حلول لمشكلة المياه من خلال إنتاج السماد العضوى الذى يمكن أن يقلل المياه التى تحتاجها التربة بنسبة %30 لأنه يحتوى على نسبة عالية من المواد العضوية التى يمكن أن تصل إلى أكثر من %45 والتى تساعد التربة لتكون أكثر تماسكا ويقلل من ترشيح مياه الرى من التربة”، مؤكدا أن التربة الصحية عامل مهم فى حماية مياهنا، كما يزيد السماد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه ويقلل من الجريان السطحى، إضافة إلى أن الجريان السطحى يلوث المياه عن طريق حمل التربة والأسمدة والمبيدات الحشرية إلى الجداول القريبة.
وأوضح “النابي” أن المخلفات الزراعية تمثل ثروة قومية غير مستغلة ومنجم من المواد العضوية يجب الاستفادة منها فى مجالات مختلفة مثل إنتاج الأعلاف غير التقليدية بأنواعها والسماد العضوى والتربة البديلة للإنتاج الزراعى وأيضًا فى المجال الصناعى مثل صناعة الألياف والأخشاب وإنتاج الطاقة البديلة.
وتعمل وزارة البيئة على تفعيل الإستراتيجية القومية لإدارة المخلفات الزارعية بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع لتوفير المعدات اللازمة لسرعة تدوير المخلفات الزراعية، وتوفير أراض لإنشاء مصانع بالقرب من الأراضى الزراعية بكل المحافظات.
وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة أكدت، فى وقت سابق، أن الوزارة بدأت منذ 15 سنة بالتعاون مع الجهات المعنية التعامل مع المخلفات الزراعية للتقليل من الآثار السلبية الناتجة عن التخلص عنها بطرق غير آمنة بيئيا، مما أسفر عن النجاح فى التعامل مع %98 من قش الأرز الذى تم جمعه من العام الماضى، وخلال الفترة الماضية تم التعرف على التجارب الناجحة واتخاذ الإجراءات لتأهيل البيئة المناسبة للاستثمار فى مجال المخلفات الزراعية.