أشادت ماريان أمير عازر، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشباب والمرأة في البرلمان الدولي للتسامح، بمبادرة روتاري إسكندرية رمل تأسيس أول حديقة ترفيهية للأطفال ذوي الإعاقة في مصر، وذلك بمحافظة الإسكندرية بمنطقة محرم بك.
وعلّقت عازر أن هذه مبادرة إنسانية ونموذج يُحتذى به؛ لأن الفكرة وإن تبدو في ظاهرها بسيطة جدًّا ولكن في باطنها عمق إنساني كبير، وهنا يكمن سحر هذا العمل الذي يجسد السعادة من منظور مختلف لا يراه إلا مَن حُرم منه؛ لأن مِن حق الأطفال ذوي الإعاقة التمتع بطفولتهم؛ مثلهم مثل غيرهم من الأطفال.
وعقّبت قائلة إن هذا لا يُسعد الأطفال فقط، بل يسعد الآباء والأمهات حينما يرون البهجة والسعادة على وجوه أبنائهم.
وأضافت قائلة إنه من الممكن الآن اصطحاب الأسرة أطفالها معًا حتى يلهو الجميع سويًّا بلا تفرقة بين الأبناء، وسيسعد الطفل المعاق والطفل غير المعاق على حد سواء.
وتوجهت عازر بالشكر لنادي روتاري إسكندرية رمل برئاسة خالد مصطفى، خاصة أن العمل استلزم تنفيذه شهورًا طويلة وجهدًا كبيرًا، حيث لا توجد تمامًا في مصر بل هي موجودة في عدد محدود من الدول الأوروبية والإمارات وأمريكا.
وأبدت الدكتورة ماريان عازر إعجابها بالإصرار على تصنيع هذه الألعاب محليًّا مع مراعاة جميع المواصفات والأبعاد القياسية والأكواد العالمية، تم تدبير الموارد المالية الضرورية لتغطية التكاليف بمعرفة أعضاء النادي، وجاء دور اختيار المكان الأنسب لإقامة هذه الحديقة المكان الذي يوفر عامل الحماية والأمان للأطفال ويوفر الأمن والصيانة ومن ثم الاستمرارية للألعاب.
ولفتت إلى أنه تم عرض الموضوع كاملًا على الدكتورة صفاء الشريف وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية والتي تحمست كثيرًا للفكرة واختارت أن تكون البداية بمركز شباب النصر امبروزو بمحرم بك، وتم التنفيذ فعلًا بعد الانتهاء من تجهيز وإعداد البنية التحتية لموقع الحديقة، وتم وضع مجموعة الألعاب بها بألوانها الزاهية المبهجة، ولم يفوّت فريق العمل تزويد الحديقة بدورة مياه مخصصة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وباتت الإسكندرية الآن تحتضن أول حديقة ترفيهية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في مصر.
وقالت عازر: “من الرائع أن يتلقى النادي اتصالات عديدة من أندية روتارية من دول عربية وأجنبية تطلب المشورة والتعاون من أجل إنشاء مثل هذه النوعية من الحدائق للأطفال ذوي الإعاقة لديهم، وقد قرر النادي مد يد العون التقني والفني لأيّ كيان يرغب في المساهمة لنشر هذه النوعية من الحدائق الترفيهية المتخصصة في ربوع مصر كلها وخارج مصر”.
وشددت على أنه على سبيل أن الاهتمام بذوي الإعاقة الخاصة لتأهيلهم وتدريبهم ودمجهم بالمجتمع لهو رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية ونبيلة، كما أنها تمثل أحد أهم المعايير الرئيسيّة والمهمة لقياس مدى تقدم الأمم والحضارات، ولعل هذه الحديقة تكون حجر الأساس لسلسلة حدائق متخصصة من هذا النوع، مثلما كانت سببًا في إدخال البهجة والسعادة والأمل لقلوب كل أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ذوي الإرادة ذوي الهمم، ومن الطريف أن تولد هذه الفكرة بسبب حديث جانبي بين خالد مصطفى رئيس النادي وبين طفل في العاشرة من عمره لا يفارق كرسيه المتحرك طوال حياته.
وفي هذا الحديث أشار الطفل تجاه أخيه الذي كان يلعب ويصرخ ضاحكًا مبتهجًا فوق إحدى المرجيحات بحديقة للأطفال وقالها صراحة إنه يحلم بأن يلهو ويلعب مثل أخيه ثم تسأل: أليس هذا من حقي، بل هو من حقك يا صغيري ومن حق كل أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة أن نوفر لهم مثل أقرانهم حدائق وألعابًا ترسم البسمة على وجوههم وتُدخل الفرحة والسرور للقلوب.