نظمت جمعية “أطفال السجينات” برئاسة الكاتبة نوال مصطفى رحلة تثقيفية لمعرض الكتاب، وذلك في إطار البرنامج التثقيفي الذي يقدمه مركز إبداع الطفل التابع للجمعية، حيث شمل اليوم العديد من البرامج المتنوعة المقدمة لـ30 طفل برعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم “وزيرة الثقافة”، وحضور الدكتور هيثم الحاح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، ونائبه الدكتور أحمد بهى الدين.
وأكدت الكاتبة نوال مصطفى على حرصها الشديد لزيارة الأطفال معرض الكتاب في دورته الـ53، وذلك لما تعكسه الثقافة على شخصية الطفل من حيث تشكيل الوعي ومنحهم الثقة والمعرفة، قائلة: “مشهد الأطفال أمامي والفرحة تملأ أعينهم وسط الألعاب والكتب، يعطيني سعادة كبيرة”.
وأضافت الحاصلة على جائزة صنَاع الأمل أن الجمعية خصصت ميزانية لكل طفل لشراء ما يفضله من المعرض دون تدخل من فريق عمل الجمعية المصاحب لهم، وذلك لتعزيز قدرتهم على الاختيار وشراء ما يرغبون في اقتنائه.
وتقدمت الكاتبة نوال مصطفى إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور هيثم الحاج رئيس الهيئة العامة للكتاب على التعاون والاستقبال غير المسبوق وتسهيل كل الإجراءات وتقديم هدايا للأطفال.
ومن جانبها قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في بيان صحفي أن وزارة الثقافة تقدم كافة الأدوات والأساليب الإبداعية وتوفير الرعاية الفكرية لأبناء السجينات، والسعى المستمر لتفعيل محاور استراتيجية تحقيق العدالة الثقافية لكافة أطياف وفئات للمجتمع.
وأشارت وزيرة الثقافة إنه انطلاقا من ارتباط أبجديات الدور الثقافي بالابعاد الاجتماعية، فقد حرصت وزارة الثفافة على استقبال واستضافة عدد كبير من أبناء السجينات بهدف إدماجهم بشكل طبيعي فى المجتمع كأحد أدوار الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تجاه هذه الفئات.
وأضافت أن تقديم كافة الأدوات والأساليب الابداعية والثقافية إليهم يستهدف توفير الرعاية الفكرية لهم، وأكدت أن وزارة الثقافة تفتح المجال بشكل جاد وفاعل مع كافة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المعنية بمثل هذه القضايا ذات البعد الاجتماعي المتميز، وحشد كافة الجهود لتقديم الزاد الثقافي بشتي تنويعاته لتحقيق الدمج المناسب بما يستهدف خلق مجتمع متجانس.
العديد من الفاعليات بالتعاون بين وزارة الثقافة و«جمعية أطفال السجينات»
شمل اليوم العديد من الفاعليات الثقافية والفنية، وذلك بالتعاون بين وزارة الثقافة وجمعية أطفال السجينات، ومنها استخدام التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، لمشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف “شخصية الدورة الحالية” مجسمة افتراضيًا من خلال كاميرات VR ونظّارات 3D، كما قاموا بمشاركة الاطفال وذوى القدرات الخاصة من رواد المعرض في رسم وتلوين جدارية كبيرة.
وتخلل اليوم ورش حكي يقدمها عدد من المتخصصين للأطفال عن شخصيات معرض الكتاب بلغة شيقة.
وحرصت إدارة المعرض على توزيع عدد من الهدايا الرمزية والإصدارات المتعلقة بالاطفال اليهم وسط سعادة بالغة.
وشملت الزيارة جولة بجناح وزارة الدفاع، حيث تم استقبالهم بحفاوة بالغة وتم تقديم العديد من الهدايا التذكارية والإصدارات للتعريف بتضحيات البواسل من القوات المسلحة، لدعم اواصر الانتماء الوطني لديهم وسط حالة تفاعلية.
وفيما يتعلق بردود أفعال الأطفال، عبرت “سلمى أحمد 14 عاما” عن انبهارها بمعرض الكتاب وما يحتويه من قصص الخيال العلمي التي تفضلها قائلة: “أحلى حاجة حصلتلي من زمان أوي أن جبت قصة الخيال العلمي إللي كان نفسي فيها”.
وبدورها أكدت “مروة محمد 15 عاما” على سعادتها الكبيرة باقتناء مجموعة قصص الأنبياء، التي كانت تحلم بالحصول عليها.
كما عبر الأطفال الأصغر التي تتراوح أعمارهم من 5 – 10 سنوات عن سعادتهم بالحصول على الألعاب وأدوات الرسم، معبرين “إحنا بنحب ماما نوال أوي عشان بتودينا أماكن عمرنا مارحناها وبتجبلنا كل إللي نفسنا فيه”.
جدير بالذكر أن مركز إبداع الطفل يشمل على أكثر من مكون، على رأسهم المكون الفني للتدريب على مهارات المسرح والحكي والغناء والرسم، إلى جانب المكون الرياضي والذي يشمل تدريب الأطفال على (كرة القدم، والسباحة، والكارتيه)، والمكون الثالث هو المكون التعليمي التثقيفي الذي جاء بناء على تصويت ورغبة عارمة من قبل الأطفال، ويشمل زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية المصرية عبر مر الأزمنة، إلى جانب المكون الترفيهي الذي ينفذ بشكل مفيد لتشمل الرحلات مجموعة من المسابقات التي تغرس لدى الأطفال قيم من قبيل (التعاون، وحب وتقبل الآخر، والعمل ضمن الفريق).