بحث الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تمديد الموعد النهائي الذي حدده سلفه دونالد ترامب في الأول من مايو العام الماضي مع طالبان، بخصوص سحب القوات من أفغانستان .
اقتراب موعد سحب القوات من افغانستان
قال بايدن في أول مؤتمر صحفي له يوم الخميس منذ توليه منصبه “سيكون من الصعب الوفاء بالموعد النهائي في الأول من مايو” لسحب جميع القوات، مشيرا بالوقت نفسه إلى أنه “لا يمكنه تصوّر” بقاء القوات هناك العام المقبل.
كان هذا أول رد مباشر من الإدارة الأمريكية على موضوع الانسحاب، ولكن دون تقديم جدول زمني دقيق حول موعد إنهاء الولايات المتحدة وجودها العسكري في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
الولايات المتحدة في مستنقع عسكري
جاءت تصريحات بايدن بعد أربعة أيام من لقاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني في كابول، وبعد ذلك قال للصحفيين إن الولايات المتحدة تريد أن ترى “نهاية مسؤولة” لأطول حرب لها.
إن الموعد النهائي هو جزء من الاتفاق الذي وقعته إدارة ترامب مع طالبان في الدوحة في فبراير العام الماضي. ولا تزال طالبان تسيطر على حوالي نصف أفغانستان بعد قتالها ضد قوات التحالف بقيادة الناتو، والقوات الحكومية، في الحرب الأفغانية التي استمرت قرابة 20 عاما منذ الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.
وبموجب الاتفاق، من المقرر أن تنسحب جميع القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان. في المقابل، وعدت طالبان بمنع القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها.
وبينما يتصارع بايدن مع قرار سحب القوات، حذرت طالبان من عواقب وخيمة إذا فشلت الولايات المتحدة في الانسحاب كما هو مقرر.
دفع محادثات السلام
وكتبت حركة طالبان على موقع تويتر يوم الجمعة أن “اتفاق الدوحة هو أقصر طريق لإنهاء الحرب في أفغانستان. وإذا فشلت أمريكا في تنفيذ الاتفاق، فإن الإمارة الإسلامية (اسم نظام طالبان المخلوع) ستضطر للدفاع عن دينها ووطنها”.
يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لدفع محادثات السلام المتوقفة بين طرفي الحكومة الأفغانية وطالبان، في محاولة منها لمغادرة البلاد في أقرب وقت، على الرغم من أن الحكومة الأفغانية تطالب بوجود عسكري أمريكي لردع طالبان، وفقا لخبراء.
في وقت سابق من هذا الشهر، كتب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين، إلى غني، يقترح عقد مؤتمر سلام برعاية الأمم المتحدة، في تركيا.
قد تكون واشنطن قادرة على الضغط على الطرفين للتوصل إلى اتفاق سلام هذا العام، لكن مثل هذا الاتفاق سيبقى غير جوهري لإنهاء الصراع، نظرا لأن الحكومة الأفغانية وطالبان لا تزالان متباعدتين بشأن العديد من القضايا، وفقا لما قاله تشو يونغ بياو، مدير مركز البحوث حول أفغانستان، بجامعة لانتشو في الصين.
فشل الموعد النهائي “غير مفاجئ”
فيما يتعلق بالمقترح الأمريكي بتشكيل حكومة انتقالية، أكد الرئيس غني أن الانتخابات العامة هي السبيل الوحيد للمضي قدما في انتقال السلطة في هذا البلد الآسيوي.
وهناك زعيم من طالبان قال لوسائل الإعلام هذا الشهر، إن طالبان لن تنضم إلى حكومة انتقالية.
قال المحلل السياسي الأفغاني عتيق الله عمرخيل، إن “طالبان ليس لديها نية للتفاوض مع الحكومة على الإطلاق”، مشيرا إلى أن الحركة طالبت القوات الأمريكية بالمغادرة، لكنها لن تتخلى عن قوتها العسكرية في التعامل مع الحكومة الأفغانية.
ويعتقد كل من المحللين الأفغان وكبار الضباط الأمريكيين، أن الحكومة الأفغانية بحاجة إلى دعم قوي من الولايات المتحدة.
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة ((مسعود الأفغانية))، أحمد مسعود، لفرانس 24 الإخبارية يوم الأربعاء، إنه إذا غادرت القوات الأمريكية على عجل، فإن “أفغانستان ستقع في … فوضى”.
إفساح المجال للجهاديين
والجنرال الأمريكي ريتشارد كلارك، رئيس قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، قال أيضا أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الخميس، إنه في حالة مغادرة القوات الأمريكية، يمكن أن تتراجع القوات الحكومية الأفغانية أمام طالبان، وهو وضع يخشى الخبراء من أنه قد يفسح المجال للجهاديين.
وقال تشو إن الولايات المتحدة ترددت مرارا وتكرارا بشأن موعد الانسحاب، بسبب القلق المستمر من أن طالبان ليس لديها الإرادة أو القدرة على أن تقطع فعلا العلاقات مع القاعدة بالطريقة المنصوص عليها في اتفاق الدوحة.
لذلك، ليس من المستغرب أن تقوم إدارة بايدن على الأرجح، بتمديد الموعد النهائي لسحب القوات، وفقا لقول تشو.
من ناحية أخرى، فإن “الولايات المتحدة تريد الحفاظ على وجود استخباراتي وعسكري في أفغانستان” لحماية مصالحها في هذه المنطقة”، وفقا لعمرخيل.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.