تقود المغرب جهودًا متقدمة لتطوير أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين القدرة على التنبؤ بالزلازل والاستجابة لها بالطريقة المثلي في ظل النشاط الزلزالي المتكرر في المنطقة، في خطوة تُجسّد تحولًا نوعيًا نحو إدارة الكوارث الطبيعية.
الهدف من إدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي هو إحداث نقلة في دقة وسرعة التنبؤ الزلزالي مقارنةً بالطرق التقليدية التي غالبًا ما ترتكز على البيانات التاريخية والدراسات الجيولوجية، والتي تعجز عن توفير إنذارات فورية وفعالة.
كما يعكس هذا التوجه التزام المغرب بتبني حلول علمية وتقنية متقدمة تُعزز من قدرته على التصدي للكوارث الطبيعية وتدعم التنمية المستدامة، كما أن استمرار هذه الجهود، تعزز من مكانة المغرب كمركز إقليمي لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات السلامة العامة، مما يفتح الباب أمام شراكات دولية واستثمارات جديدة في تكنولوجيا إدارة المخاطر.
من خلال تحليل البيانات الزلزالية بشكل فوري باستخدام الذكاء الاصطناعي، يعمل باحثون مغاربة بالتعاون مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية على تطوير خوارزميات قادرة على رصد الأنماط الزلزالية بدقة، وبالتالي توفير تحذيرات مبكرة تمنح فرق الإنقاذ وقتًا ثمينًا للاستعداد والاستجابة، وتقليل الأضرار وحماية الأرواح.
كما يعزز إدماج أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) في المنظومة كفاءة مراقبة النشاط الزلزالي، إذ تتيح هذه الأجهزة إنشاء شبكة استشعار متقدمة على امتداد خطوط الصدع الجيولوجي، ما يسمح بجمع بيانات عالية الدقة في الوقت الحقيقي.
لا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي على التنبؤ فقط، بل تمتد إلى تحسين الاستجابة الفورية للطوارئ. تُساهم هذه الأنظمة في دعم نشر فرق الإنقاذ بسرعة، وتفعيل آليات التنبيه العامة، ما يرفع من جهوزية المجتمعات في مواجهة الكوارث.
زمع ذلك هناك بعض التحديات وأبرزها التكلفة الأولي، إذ تتطلب هذه الأنظمة استثمارات كبيرة في البنية التحتية والبيانات، بالإضافة إلى التعقيد التقني حيث أن إدارة وتطوير هذه الأنظمة يتطلب مهارات علمية وهندسية متخصصة، اعتماد كبير على البيانات و ضعف التغطية الجيولوجية في بعض المناطق قد يؤثر في دقة التنبؤ.
ويرى المراقبون أن التجربة المغربية تمثل نموذجًا رائدًا في استخدام الذكاء الاصطناعي للتعامل مع الزلازل، ويمكن أن تُلهم مناطق أخرى ذات نشاط زلزالي مرتفع لاعتماد تقنيات مماثلة.