رفعت باكستان سعر الفائدة القياسي بمقدار 100 نقطة أساس، إلى أعلى مستوى في أكثر من 24 عاماً، حيث يعاني الاقتصاد من التضخم الهائل ونقص المعروض وتضاؤل احتياطيات العملة وتوقف التمويل الأجنبي.
رفع البنك المركزي الباكستاني معدل الفائدة إلى 17%، وهي خطوة توقعها 25 من بين 43 اقتصادياً استطلعت بلومبرج آراءهم.
وكان غالبية الاقتصاديين قد توقعوا زيادة تتراوح بين 75-200 نقطة أساس، في حين توقع أربعة تثبيتها.
وقال محافظ البنك المركزي جميل أحمد في مؤتمر صحفي يوم الإثنين “ضغط التضخم مستمر وعلى هذا الأساس أكدت لجنة السياسة النقدية على ضرورة السيطرة على الضغوط التضخمية”.
سعر الفائدة في باكستان
تعاني الدولة الواقعة في جنوب آسيا المحاصرة من آثار فيضانات كارثية في العام الماضي ضاعفت من تأثير الاضطرابات السياسية والأزمة المالية، حيث انخفضت احتياطيات العملات الأجنبية إلى أدنى مستوى لها في تسع سنوات مع توقف التمويلات الأجنبية بما في ذلك القادمة صندوق النقد الدولي، حيث اضطرت باكستان لتقييد مدفوعات الواردات.
ونتيجة لذلك، تكدست الموانئ بنحو 6000 حاوية من المواد الغذائية والمواد الخام والمعدات الطبية، مما أدى إلى تفاقم التضخم الذي تجاوز 20% منذ يونيو. فيما تستمر أسعار الدجاج والبيض والدقيق في البلاد في الارتفاع حتى مع انخفاض تكاليف السلع العالمية.
خطر إغلاق الشركات
مع تقليص الحكومة للمشتريات القادمة من الخارج، رفضت البنوك المحلية إصدار خطابات الاعتماد، مما أدى إلى توقف تام يعرض الشركات لخطر الإغلاق.
قد يتسارع التضخم إلى 26.6% هذا الشهر بسبب تعطل الإمدادات، وفقاً لفهد رؤوف، رئيس الأبحاث في شركة إسماعيل إقبال للأوراق المالية. قد تصل السياسات والتطورات الاقتصادية بارتفاعات الأسعار بالقرب من أعلى مستوى في أربعة عقود حيث بلغت 27.25% في أغسطس، وهو أعلى من توقعات التضخم للبنك المركزي عند 21% -23% التي تم تعديلها صعوداً في نوفمبر. رغم رفع المركزي معدل الفائدة بما مجموعه 625 نقطة أساس في عام 2022.
بلغ احتياطي العملات الأجنبية في باكستان 4.6 مليار دولار في 13 يناير، وهو ما يعادل أقل من شهر من الواردات. وقال رئيس البنك المركزي الأسبوع الماضي إن البلاد ستشهد تدفقات للدولار من الشرق الأوسط في الأيام المقبلة، وهو تأكيد أشار إليه مسؤولون آخرون في الأشهر الماضية لكن الأموال لم تصل بعد.
تلوح في الأفق زيادة أخرى في أسعار الطاقة كجزء من شروط صندوق النقد الدولي للقرض. ويُعدّ انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع يوم الإثنين أحدث ضربة تعيشها باكستان.