سمحت المملكة العربية السعودية منذ أوائل شهر أغسطس الماضى، باستقبال المعتمرين من خارج المملكة، مع العلم بأن هناك 33 دولة من بينهم مصر محرومون من أداء العمرة حتى الآن، بسبب الوضع الوبائى لفيروس كورونا.
كانت السعودية تركت للسلطات الصحية بالمملكة تحديد الدول المسموح لمواطنيها بالسفر لأداء العمرة، وفقًا لتطور الوضع الوبائى لفيروس كورونا بتلك الدول.
ويرى عدد من أصحاب شركات السياحة المصرية، أن موسم العمرة حتى هذه اللحظة «مبهم» ولا يوجد موعد محدد فيما يخص استئناف رحلات العمرة بالنسبة للمصريين، موضحين أن قرار تعليق سفر المصريين للسعودية لايزال مستمرا.
يذكر أن وزارة الخارجية السعودية، أصدرت تعميماً بصدور موافقة الجهة المختصة برفع تعليق القدوم المباشر إلى المملكة من الدول المعلق منها القدوم للمقيمين الذين تلقوا جرعتى لقاح كورونا داخل المملكة قبل مغادرتهم لها والسماح لهم بالعودة إلى المملكة بشكل مباشر، وأن تطبق عليهم كامل الإجراءات الاحترازية المعتمدة.
ويسرى القرارعلى كافة المواطنين المصريين المتواجدين حاليًا بمصر الحاصلين على هوية مقيم، والحاصلين على تأشيرة خروج وعودة سارية ممن تلقوا جرعتى لقاح معتمد داخل السعودية قبيل مغادرة المملكة على أن تكون العودة مباشرة من مصر إلى المملكة على خطوط طيران مباشرة، كما يلتزم الوافد بالإجراءات الاحترازية المعمول بها فى المملكة.
وقال باسل السيسى، نائب رئيس غرفة شركات السياحة السابق، إنه حتى الآن لم تفتح السعودية باب العمرة أمام المصريين، مشيراً إلى أنه حتى الدول المسموح لها من قبل المملكة بأداء العمرة يأتى منها أعداد ضعيفة لا تتعدى الـ 50 فردا فى المجموعة الواحدة.
وأعرب – فى تصريحاته لـ«المال»- عن تفاؤله بفتح باب العمرة أمام الشركات المصرية قريبا، مرجعا ذلك إلى عدة أسباب منها، أن مصر تطبق إجراءات كبيرة وصارمة فى مواجهة جائحة كورونا، كما أن وزارة الصحة أطلقت شهادات موثقة ومربوطة بجميع الإصدارات الذكية والمؤمنة وتحمل رمز الاستجابة السريع «QR Code».
وتابع إن الشهادات المزودة بـ «QR Code» تتضمن نتيجة التحاليل الخاصة بكورونا، كما أنه لا يمكن استخراجها دون تلقى اللقاح، مؤكدا أن شهادة “كيو أر كود” محل ثقة للجهات المعنية فى السعودية.
وأشار إلى أن السبب الثانى لتفاؤله بفتح رحلات العمرة للمصريين قريبا، هو عودة الرحلات الروسية والإسبانية لمصر، مما يعطى مؤشرات إيجابية وثقة فى السوق المصرية.
وعن توقعاته لأعداد المعتمرين وأسعار الرحلات، قال «السيسى» إن الوضع الحالى لن يسمح بوجود أعداد كبيرة من المعتمرين كالمعتاد عليه من قبل جائحة كورونا.
وأوضح أن الإجراءات الاحترازية التى يتم تطبيقها لمواجهة فيروس كورونا المستجد ستساهم فى زيادة أسعار الرحلات بشكل كبير فعلى سبيل المثال سعر الرحلة المقدرة بنحو 15 ألف سوف ترتفع إلى 30 ألف جنيه.
وأكد أن تلك التكاليف ستمثل عبئا على المعتمرين وبالتالى ستكون هناك منافسة شرسة بين الشركات بسبب ندرة المعتمر.
وأشار إلى أن السعودية سمحت بأداء موسم العمرة حتى نهاية شهر ذو القعدة أى بعد شهر رمضان بنحو شهرين فى محاولة لاستقبال أكبر عدد من المعتمرين.
وعن شرط وضع «خطاب ضمان» بقيمة 200 ألف ريال للوكيل السعودى من أى شركة سياحة خارج المملكة، قال «السيسى» إن هناك حلولا قريبا من الجانبين المصرى والسعودى سوف تقلل من أعباء الشركات فيما يخص خطاب الضمان.
ولفت إلى أن جائحة كورونا تعد أسوأ أزمة مرت على القطاع، مؤكدا أن أصغر شركة سياحة تتكبد خسائر تقدر بنحو مليون جنيه سنوياً، وبالنسبة للشركات الكبرى فالأرقام تتضاعف.
من جانبه، قال علاء الغمرى، عضو غرفة شركات السياحة السابق، ورئيس شركة “إيماج فوياج” للسياحة، إن أسعار رحلات العمرة للموسم الحالى سوف تشهد ارتفاعا بنسبة تتراوح من 50 إلى %60.
كانت أسعار رحلات العمرة للمستوى الاقتصادى تراوحت ما بين 13 إلى 18 ألف جنيه خلال عام 2019 أما مستوى 5 نجوم، فالأسعار بدأت من 20 ألفا.
وأضاف أن موسم العمرة للعام الحالى بالنسبة لمصر مازال مبهما ولا توجد مؤشرات تبشر بموعد العودة.
فى سياق متصل، قال مصدر باتحاد الغرف السياحية، إنه لا توجد رحلات عمرة بالنسبة للمصريين حتى شهر ديسمبر المقبل، خاصة فى ظل استمرار قرار عدم السماح للمصريين بالسفر للسعودية.