بسبب زيادة المعروض وإصرار تجار التجزئة على عدم التخفيض
الغرفة التجارية: الموجة الحالية ستستمر إلى نهاية سبتمبر
تشهد 6 محاصيل هى الطماطم والكوسة والخيار والبرتقال الصيفى والتفاح البلدى والخوخ انهيارا ملحوظا فى أسعارها حاليا، بسبب ارتفاع حجم الإنتاج منها، عقب توجه أغلب الفلاحين لزراعة الخضر والفاكهة بعد تدنى أسعار المحاصيل الرئيسية الموسم الماضى، وعلى رأسها الذرة والأرز والقطن.
ورغم تراجع أسعار بيع الخضر والفاكهة لدى المزارعين «تسليم الأرض»، ولدى أسواق الجملة الرئيسية، إلا أن عددا كبيرا من تجار التجزئة يقف حائلا أمام وصول تلك الانخفاضات الكبيرة للمستهلكين، رغبة منهم فى الحفاظ على هامش ربح مرتفع، وفقا لآراء عدد كبير من تجار سوق العبور.
قامت «المال» بجولة على عدد من الأسواق فى محافظة الجيزة شملت مناطق الدقى والجيزة وفيصل وغيرها، أكد التجار خلالها تراجع أسعار أغلب الخضر والفاكهة بشكل كبير.
وأوضحوا أن الطماطم والكوسة والخيار تباع حاليا بسعر 3.5 جنيه للكيلو، مقابل 6 جنيهات للصنف الأول والثانى و8 جنيهات للثالث الأسبوع الماضي.
وتبدأ أسعار الطماطم والكوسة والخيار والفلفل فى سوق الجملة من 1.5 جنيه للكيلو من كل الأصناف.
وأكد التجار أن أسعار بيع المحصول من المحافظات «تسليم الأرض» تكبد المزارعين خسائر فادحة، حيث يصل سعر كرتونة الخيار التى تزن 20 كيلوجراما على سبيل المثال 15 جنيها وكذلك الطماطم.
وكشف يحيى السني، رئيس شعبة الخضراوات فى الغرفة التجارية بالقاهرة، أن أسعار الفواكه انضمت للخضراوات، وشهدت أسعارها انخفاضا كبيرا فى سوق العبور خلال اليومين الماضيين.
وتبدأ أسعار كل من التفاح والبرتقال والخوخ فى سوق العبور «الجملة» من 1.5 إلى 3 جنيهات، وتصل للمستهلك فى الأسواق بسعر يبدأ من 5-6 جنيهات.
وأكد السنى أن هناك بعض المنتجات الزراعية شهدت أسعارها انهيارا تاما فى مثل الكنتالوب فى سوق العبور، والذى يبدأ سعره من جنيه للكيلو، ولا يوجد من يشتريه رغم ذلك بسبب كثرة المعروض منه فى الأسواق.
وتوقع أن تستمر الموجة المتدنية فى الأسعار لفترة 3 شهور مقبلة ممتدة فى يوليو وأغسطس وسبتمبر، مشيرا إلى أن ارتفاع المعروض وزيادة درجات الحرارة أسهم فى انخفاض الأسعار.
وأكد أحمد مختار، تاجر فى سوق العبور، أن أبرز أسباب انخفاض الأسعار فى الأسواق حاليا ضعف القوه الشرائية للمستهلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات الرئيسية لكل أسرة من تعليم وصحة وغيرها من البنود التى تستقطع نسبة كبيره جداً من دخل المصريين.
وأوضح مختار أن أبرز أسباب التراجع الحالى فى أسعار الخضر والفاكهة هو الانخفاض الذى حدث فى قيمة وسعر المحاصيل الرئيسية وعلى رأسها الأرز والذرة والقطن بصورة مفزعة، مما حول وجهة المزارعين إلى الخضر والفاكهة بشكل أكبر ولكن دون تنظيم أو وعى مما ترتب عليه تضاعف المساحات المزروعة.
وأشار إلى أن تغييرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة أسهم فى نضج الثمار بشكل أكبر من المطلوب ومن ثم انهيار أسعارها.
وقال محمد سليم، مزارع من الأقصر، إن انهيار أسعار المحاصيل الزراعية يرجع إلي اختفاء دور وزارة الزراعة من حيث التنظيم وإعلان البيانات الرقمية والإحصائية للرقعة الزراعية وغياب أى توجه من قبل الدولة فى تقنين مساحات الحاصلات الزراعية من الخضر والفاكهة، مما أسفر عنه وجود كميات كبيرة فائضه عن احتياج السوق المحلي.
وأكد تجار سوق العبور أن عددا كبيرا من تجار التجزئة يقفون حائلا أمام استفادة المستهلك من التراجع الحالى فى الأسعار، فعلى الرغم من أنه يشترى الكميات من المزارعين وأسواق الجملة بأسعار متدنية للغاية، لكنه لا يزال يقوم ببيعها للمستهلك فى المحال وأسواق التجزئة بأسعار مرتفعة نسبيا، رغبة منه فى الحفاظ على مستوى كبير من هوامش الأرباح.
من جانبه، حذر حسين عبد الرحمن «أبو صدام»، نقيب الفلاحين، من خطورة الموسم الحالى على المزارعين للمحاصيل المختلفة مثل الخضراوات والفاكهة، حيث لا يحقق أى محصول حاليا سعر تكلفة إنتاجه خصوصا مع إقبال المزارعين على الخضراوات بعد تراجع مردود القطن والذرة وتقليص مساحة الأرز.
وأوضح أبو صدام أن دور وزارة الزراعة غائب حاليا، وهو المنظم لتلك المنظومة، حيث يجب إعداد قياس للمساحات المزروعة بكل محصول وتطبيق الزراعة التعاقدية وعدم ترك المزارع فريسة لحركة العرض والطلب.
وقال إن وزارة الزراعة منوط بها حماية المزارعين من تقلبات الأسعار مثل الفترة الحالية التى يزيد فيها الطلب على العرض بشكل غير مسبوق منذ فترة طويلة.