انطلقت اليوم الإثنين فعاليات اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين بعنوان “اجتماعات الربيع 2024: رؤية لإحداث التأثير”.
والمعروف أن اجتماعات الربيع التي تنعقد سنويًَا في الفترة ما بين 15 حتى 20 أبريل تجمع محافظي البنوك المركزية على مستوى العالم، ووزراء المالية والتنمية، وبرلمانيين، وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والأكاديميين.
قضايا الاقتصاد العالمي
وتناقش الاجتماعات القضايا موضع الاهتمام العالمي، ومنها الآفاق الاقتصادية العالمية، واستئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات.
وتشهد الاجتماعات التي تسضيفها العاصمة الأمريكية واشنطن انعقاد ندوات وجلسات إعلامية إقليمية ومؤتمرات صحفية وفعاليات أخرى تركز على الاقتصاد العالمي والتنمية الدولية والنظام المالي العالمي.
إطلاق تقرير آفاق الاقتصاد العالمي غدا
ومن المقرر أن يطلق صندوق النقد غدًا الثلاثاء 16 أبريل تقرير مستجدات آفاق الاقتصاد العالمي الذي يشمل آخر توقعاته بخصوص معدلات النمو العالمي.
كما سيطلق الصندوق تقريرًا مفصلًا آخر عن معدلات النمو بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى يوم الخميس الموافق 18 أبريل الجاري.
واقع مقلق
وقال عدد من الاقتصاديين بصندوق النقد في مدونة تم نشرها مؤخرًا على الموقع الإلكتروني للصندوق إن الاقتصاد العالمي يواجه واقعا باعثا على القلق.
أضافوا أن معدل النمو العالمي – بعيدا عن فترات الصعود والهبوط الدورية – تباطأ بشكل مطرد منذ الأزمة المالية العالمية التي شهدتها الفترة 2008-2009.
وتابعوا أنه بدون تدخل على مستوى السياسات والاستفادة من التكنولوجيات الناشئة، من غير المرجح أن تعود معدلات النمو الأقوى التي كانت سائدة في الماضي.
تباطؤ متوقع للنمو العالمي بحلول 2029
ونوه خبراء صندوق النقد إلى أنه في مواجهة العديد من العوامل المعاكسة، تدهورت آفاق النمو المستقبلي أيضا، سوف يتباطأ النمو العالمي إلى ما يزيد قليلا عن 3% بحلول عام 2029، وفقا للتوقعات بشأن السنوات الخمس القادمة في أحدث عدد من تقرير آفاق الاقتصاد العالمي.
ويبين تحليل صندوق النقد أن معدل النمو العالمي من الممكن أن ينخفض بنحو نقطة مئوية أقل من متوسط مستواه قبل الجائحة (2000-2019) بحلول نهاية هذا العقد، معتبرًا أن هذا الأمر يشكل تهديدا بعكس اتجاه التحسن في مستويات المعيشة.
وأضاف أن التفاوت في درجات التباطؤ بين البلدان الغنية والفقيرة يمكن أن يحد من احتمالات تقارب الدخل على الصعيد العالمي.
التوترات بين البلدان تزيد مخاطر تشرذم الاقتصاد العالمي
وأشارت كريستالينا غورغييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، في تصريحات صحفية مؤخرًا ، إلى أن البيئة العالمية أصبحت أصعب، وأن التوترات الجغرافية و السياسية تزيد مخاطر تشرذم الاقتصاد العالمي.
وأضافت أن النشاط العالمي يتسم بالضعف وفق المعايير التاريخية، وأن آفاق النمو لا تزال تشهد تباطؤا منذ الأزمة المالية العالمية.
وتابعت مدير عام صندوق النقد أنه لم يتم بعد التغلب على التضخم بشكل كامل، وقد استُنْفِدَت هوامش الأمان المالي. وتشهد مستويات الديون ارتفاعا، وهو ما يشكل تحديا كبيرا للموارد العامة في عدد كبير من البلدان.
وأكدت أن العالم ما زال يعاني من الآثار العميقة للجائحة، مشيرة إلى أن خسائر الناتج العالمي منذ عام 2020 تبلغ نحو3,3 تريليون دولار، وستقع التكاليف على عاتق أشد البلدان تعرضا للمخاطر أكثر من سواها.