تشير العقود الآجلة إلى تعرض أسهم التكنولوجيا للمزيد من المصاعب، بعد تراجعها يوم الأربعاء، لتضيف بذلك إلى الخسائر التي تكبدها مؤشر ناسداك المركب والبالغة تريليون دولار من قيمته هذا الأسبوع، تزامناً مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
تراجع أسهم التكنولوجيا
انخفضت العقود الآجلة لمؤشر “ناسدناك 100” بنسبة 0.4% يوم الخميس، بعد أسوأ خسارة في يومين منذ مارس.
وتراجعت أسهم “تسلا” و”نتفلكس” و “أبل” في تعاملات ما قبل الجلسة، وتقترب عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من 1.75% لتسجل أعلى عائد على مدار 10 أشهر، ولم تشهد عقود مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” الآجلة تغيرات ملحوظة في التعاملات المبكرة في نيويورك، ما يشير إلى الاستقرار.
تركزت التراجعات على سهم شركات البرمجيات باهظة الثمن والتكنولوجيا الحيوية والأسهم المدرجة حديثاً، وانخفض “صندوق آرك إنوفيشن” المتداول في البورصة التابع لـ”كاثي وود”، الذي يستثمر بكثافة في الشركات فائقة النمو، بنسبة 9%. وتراجع بـ0.6% في تعاملات ما قبل الجلسة.
موجة بيعية تطال سهم “أبل”
سيكون لرفع أسعار الفائدة أثر سلبي من خلال خفض القيمة الحالية للأرباح المستقبلية، ما سيضغط بقوة على أسهم الشركات سريعة النمو وذات التقييم المرتفع.
خسرت أسهم “زسكالر” و”داتا دوغ” و”بيلوتون إنترأكتيف” و”كراود ستريك هولدينغ” ما يتراوح بين 10% و18% هذا الأسبوع. ولم تنجُ الشركات الكبيرة، وفقدَ مؤشر “ناسداك فانغ+” ما يوازي 2.8% من قيمته، وقادت “نفيديا” و”مايكروسوفت” التراجعات.
وقال جون ريكياردي، رئيس توزيع الاستثمارات العالمية في “ديوتيريوم كابيتال مانجمنت”، إنّ الربع الأول “سيشهد على الأقل انعكاساً مؤقتاً لطفرة تقييم قطاع التكنولوجيا، التي دفعت القيمة السوقية لشركات مثل “أبل” و “مايكروسوفت” لتصدّر الشركات حول العالم”. تعرّض سهم “أبل” لموجات بيعية منذ أن لامست قيمته السوقية عتبة ال3 تريليونات دولار في 3 يناير.
وأشار بن ليدلر المحلل الإستراتيجي للأسواق العالمية لدى “إي تورو” إلى أنه على الرغم من تفاؤله بالعام الجديد لكنه قد يحقق عوائد أقل من 2021 مع مزيد من التقلبات.
قد تقدم السياسة الأكثر تشدداً شرارة الارتفاع لأسهم القيمة.
التخارج من أسهم شركات البرمجيات
بدأت صناديق التحوط، التي واصلت التخارج خلال ديسمبر من أسهم النمو وذات التقييم المرتفع، العام الجديد بالتخارج من أسهم شركات البرمجيات وصانعي الرقائق بوتيرة متسارعة، إذ سجلت المبيعات خلال الجلسات الأربع الأولى حتى يوم الثلاثاء أعلى مستوى منذ أكثر من 10 سنوات، وفقاً للبيانات التي جمعتها “برايم بروكر” التابعة لمجموعة “غولدمان ساكس”.
لكن قد لا يكون التصحيح أمراً حتمياً، فقد تعرضت أسهم التكنولوجيا لتراجعات مماثلة في مارس وعادت بعدها إلى الارتفاع بسرعة. قال الخبراء الاستراتيجيون بقيادة مارك هيفيل في “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” في مذكرة بحثية: “يبدو أن انخفاض الأسهم مبالغ فيه بعض الشيء، ولا ينبغي أن يؤثر تطبيع سياسة الاحتياطي الفيدرالي في توقعات نمو أرباح الشركات، التي لا تزال تستند إلى أسس صلبة وسط زخم الإنفاق الاستهلاكي ورفع الأجور وسهولة الوصول إلى رأس المال”.