انخفضت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية اليوم الاثنين، لتواصل خسائرها من الأسبوع الماضي، وذلك مع تزايد التوقعات بعودة صادرات حقول النفط في كردستان، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون مزيدًا من الوضوح بشأن المفاوضات المتعلقة بإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقا لرويترز.
وتراجعت عقود خام برنت بمقدار 1 سنت لتصل إلى 74.42 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:31 بتوقيت غرينتش، بينما انخفضت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بمقدار 12 سنتًا لتبلغ 70.28 دولار للبرميل. وكان الخامان القياسيان قد فقدا أكثر من 2 دولار لكل منهما يوم الجمعة، ليسجلا انخفاضًا أسبوعيًا بنسبة 0.4% و0.5% على التوالي.
ضغوط أمريكية لاستئناف تدفقات النفط من كردستان
وأوضحت سوغاندا ساشديڤا، مؤسسة شركة SS WealthStreet للأبحاث المالية، أن الضغط الذي يمارسه الرئيس الأمريكي على العراق لاستئناف صادرات النفط من حقول كردستان هو العامل الرئيسي في الهبوط المستمر لأسعار النفط، حيث من المتوقع أن يسهم ذلك في تعزيز تدفقات الإمدادات العالمية بعد توقف دام قرابة عامين.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة النفط العراقية أن جميع الإجراءات قد اكتملت لاستئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب العراق – تركيا، وهو ما قد يضع حدًا للنزاع الذي عطل تدفقات النفط الخام لفترة طويلة. وأكد مسؤول في الوزارة أن العراق سيقوم بتصدير 185 ألف برميل يوميًا من حقول كردستان فور استئناف الشحنات.
الأسواق تترقب تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
يتابع المستثمرون عن كثب تطورات المحادثات لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي تدخل عامها الرابع يوم الاثنين. وأعلن مسؤولون أوروبيون أن قادة الاتحاد الأوروبي سيعقدون قمة استثنائية في 6 مارس لمناقشة دعم إضافي لأوكرانيا وضمانات أمنية أوروبية.
يأتي ذلك بعد أن بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محادثات مع روسيا لإنهاء الحرب، دون إشراك أوكرانيا أو الاتحاد الأوروبي في المفاوضات، مما أثار ردود فعل متباينة. وصرح دبلوماسي روسي رفيع المستوى بأن فرقًا من الولايات المتحدة وروسيا ستجتمع هذا الأسبوع لمناقشة تحسين العلاقات بين البلدين.
لا تزال العقوبات التي فرضتها واشنطن والاتحاد الأوروبي على صادرات النفط الروسية تؤثر على التدفقات البحرية للنفط الخام. ومن المتوقع أن ترتفع الإمدادات العالمية في حال التوصل إلى اتفاق سلام ورفع العقوبات عن روسيا، وهو ما قد يكون له تأثير مباشر على أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وأوضحت ساشديڤا أن الأسعار ستظل متأثرة بالتطورات الجيوسياسية وإعلانات السياسة الأمريكية في المدى القريب، مشيرةً إلى أن أي تغييرات كبيرة في الملف الروسي أو سياسة الإنتاج العراقية قد تعيد تشكيل توجهات الأسواق.
تطورات التهدئة في الشرق الأوسط
وفي الشرق الأوسط، كشف مسؤول في حركة حماس أن المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء بشأن خطوات إضافية لاتفاق وقف إطلاق النار تعتمد على تنفيذ الاتفاق المتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحماس بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير، إلا أن التهدئة لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط جهود دبلوماسية لتثبيتها على المدى الطويل.