انخفضت الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة خلال مارس للشهر الثالث لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو عامين، مما زاد من إشارات لا تزال شحيحة بخصوص التراجع في سوق العمل.
تراجع عدد الوظائف المتاحة إلى 9.59 مليون فرصة، مما يقرب من 10 ملايين وظيفة في الشهر السابق، وفق ما أظهره مسح فرص العمل ودوران العمالة لوزارة العمل، اليوم الثلاثاء.
كان متوسط التقديرات في استطلاع بلومبرج للاقتصاديين قد رجح بلوغها 9.7 مليون وظيفة.
البيانات تشير إلى الاعتدال التدريجي في الطلب على العمالة، مما سيؤدي في النهاية إلى تحقيق توازن أفضل في سوق العمل وتخفيف الضغط الصعودي على الأجور. في حين أن بعض الشركات -لا سيما في مجال التكنولوجيا والتمويل- قد تخلت عن الموظفين إلا أن سوق العمل ككل لا تزال قوية وكانت حائلاً قوياً بين الولايات المتحدة والركود.
الوظائف الشاغرة في الولايات المتحدة
أظهر تقرير فرص العمل ودوران العمالة لوزارة العمل أن ما يُسمى بـ”معدل ترك العمل”، والذي يقيس نسبة ترك العمل الطوعي من إجمالي التوظيف، انخفض إلى 2.5%، ليسجل أدنى مستوى في عامين. وهذا يعادل نحو 3.9 مليون أميركي، ويعكس انخفاضاً في عدد العاملين بخدمات الإقامة والطعام.
وانخفضت نسبة الوظائف المتاحة لعدد العاطلين عن العمل إلى 1.6 في مارس، مسجلة أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021. وتجدر الإشارة إلى أن تلك النسبة بلغت نحو 1.2 في سوق العمل القوية قبل اندلاع الوباء.
يتابع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي هذه النسبة عن كثب، كما اعتبروا عدد الوظائف الشاغرة المرتفعة سبباً يجعل البنك المركزي قادراً على تهدئة سوق العمل -وبالتالي التضخم- دون إحداث صعود لاحق في البطالة. ومع ذلك، يتوقع مسؤولو البنك المركزي حدوث ركود في وقت لاحق من هذا العام.
تتزامن هذه البيانات مع بدء اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يستمر يومين في واشنطن، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يرفع المسؤولون أسعار الفائدة، للمرة الأخيرة على الأرجح من دورة التشديد النقدي الحالية.