تدرس وزارة النقل المصرية، ممثلة فى “هيئة موانى البحر الأحمر” مع وزارة النقل السعودية آليات تمويل مشروع الخط الملاحى السياحى “دهب – مقنا”.
كشف مصدر مطلع لـ«المال» أن هناك عقبات تمويلية تقف أمام تنفيذ المشروع الذى يعود طرحه إلى عام 2016، بعد أن أقرت كل الجهات المعنية والمسئولة عن تنفيذ المشروع بجدواه الاقتصادية وأهميته فى جذب السياحة العربية والخليجية لمصر.
وقال المصدر إن هناك مفاوضات تتم حاليا مع الجانب السعودى على مستوى الحكومات للبحث عن مستثمر سعودى يتولى تنفيذ الرصيف البحرى والمارينا بمنطقة تبوك التى تقع بها مدينة مقنا السعودية فى الجهة المقابلة لمدينة دهب المصرية، بعد انتهاء محافظة جنوب سيناء من تخصيص الأرض بالتنسيق مع القوات المسلحة التى تقع الأرض ضمن ولايتها، حتى يتسنى لها الطرح على المستثمرين المصريين والسعوديين الذين لديهم ملاءة مالية للمساهمة فى المشروع.
من جانبه، قال جبلى على، نائب رئيس جمعية رجال أعمال دهب، المتحدث الرسمى للمشروع إن الخط السياحى بين مدينتى دهب المصرية ومقنا السعودية يستهدف استقطاب 20% من تعداد السكان والأجانب المقيمين بمنطقة تبوك فى السنه الأولى لتشغيل الخط، حيث يبلغ تعداد تبوك وحدها 2 مليون نسمة، إضافه لآلاف الأجانب العاملين بالشركات السعودية والعالمية متعددة الجنسيات فى إمارة تبوك، إضافة إلى أنه يتم مضاعفة الأعداد خلال الأعوام التالية.
وتابع أن المسافة بين دهب وتبوك هى أقصر نقطة بين السعودية ومصر، إذ لا تتجاوز 12.5 ميل بحرى، بما يوازى 23 كيلومترًا، وفى أضيق مسافة بخليج العقبة، وستكون العامل الأساسى الأول لنجاح الخط السياحى.
وأوضح “على” أن المسافة لا تستغرق سوى نصف ساعة بالطريق البحرى، لتصبح دهب المعبر السياحى الأول بين مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج، ما ينشط السياحة فى كل المدن المصرية وجنوب سيناء، وكذلك فى إمارة تبوك، مع تضاعف أنشطة النقل السياحى بين كل المدن المستهدفة، وتوفير فرص عمل كبيرة سياحية وفنية وإدارية.
وقال إن تفاصيل المشروع تعود لعام 2016، حيث رأى رجال أعمال دهب أن المسافة بين دهب ومقنا 20 كيلومترا، بما يعادل 12 ميلا بحريا يقطعها القارب السريع فى 30 دقيقة.
ولفت إلى أن هناك مشروعا مماثلا بين طابا المصرية والعقبة الأردنية استطاع خلال عام واحد جذب 300 ألف سائح خليجى، عندما قام رجل الأعمال نجيب ساويرس بعمل منتجعات سياحية وفندقية قبل مدينة طابا، وقام بتأجيرها للشركات، ونفذ رصيفا بحريا داخل المنتجع ممثلة به كل الجهات المختصة، وأسفرت التجربة عن استقدام 300 ألف سائح خلال عام 2010، يتم نقلهم على سفن سياحية صغيرة لا تتعدى حولتها 150 راكبا.
وأضاف أننا قررنا استهداف السائح السعودى مباشرة، خاصة الأجانب المقيمين بمنطقة تبوك، حيث إن مقنا الظهير البحرى لمنطقة تبوك، مشيرًا إلى أن الجمعية قامت بعمل مذكرة لمحافظ جنوب سيناء، وتم تصعيدها لوزير النقل ثم هيئة موانى البحر الأحمر التى خاطبتنا، وتم تنفيذ عدة اجتماعات تنسيقية مع الجهات المعنية والقوات المسلحة التى تملك أرض المشروع بمساحة 300 ألف متر فى 150 متر عرض، وتقام المارينا على مساحة 70 ألف متر مربع.
لجنة النقل بالبرلمان توصى بسرعة إنهاء إجراءاته وتنفيذه
وأضاف “على” أن لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان زارت مؤخرًا ميناء شرم الشيخ، وأوصت بإنهاء إجراءات مارينا دهب السياحى الذى يربط بين مصر والسعودية.
وطالب “على” وزيرة التعاون الدولى بالتنسيق مع الجانب السعودى بعد استصدار كل الموافقات على تنفيذ المشروع، لافتًا إلى أن الجمعية وقعت بروتوكول تعاون مع شركات السياحة، والتى تعهدت بالتسويق لمدن دهب وشرم الشيخ وسانت كاترين على برامجها السياحية بالتنسيق مع شركات السياحة السعودية.
وأعلن عن ترحيب شركات السياحة السعودية بالمشروع، واستعدادها لتسويقه على برامجها، خاصه أن السائح السعودى يأتى لمصر إما جوا من تبوك إلى القاهرة، ومنها لشرم الشيخ، وإما بحرا، حيث يقوم بالذهاب للأردن، ويبيت بها ليستقل العبارة إلى نويبع، ويستغرق زمن الرحلة 3 ساعات كاملة، فيما لا يتجاوز زمن الرحلة من العقبة إلى طابا سوى 20 دقيقة.
ولفت إلى أن السعوديه تكثف اهتمامها حاليًا بالسياحة، ولديها 3 مشروعات كبرى هى البحر الأحمر، ونيوم، وأمالا، حيث قامت بتنفيذ منتجعات سياحية فى منطقة تسمى أوملج عبارة عن فنادق على الجزر مواجهه لمصر على البحر الأحمر وأمالا بمنطقة تبوك والعلا، وتستهدف جذب مليون ونصف من رجال الأعمال، إذ تمتلئ بالفنادق والقصور الفخمة بجانب مشروع نيوم.
ولفت رمضان محمد، مستشار بشركة الجسر العربى للملاحة، إلى أن تنفيذ مشروع مارينا دهب مقنا يمكن أن يسهم فى رفع معدلات الإقبال على عبارات الجسر العربى، حيث يتم تشغيل خط شرم الشيخ، ومنها إلى الغردقة ثم إلى الأقصر وأسوان، حيث يمكن تشغيل خط العبارات الذى يربط الغردقة بشرم الشيخ، مشيرا إلى أن المسافة بالوسيله البرية تستغرق 11 ساعة، فيما تقتصر على ساعتين بالطريق البحرى باستخدام عبارات الجسر العربى.