الموقف من الأكراد واللاجئين بات هو المحدد للفائز في جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية التركية التي ستعقد يوم 28 مايو الجاري.
ويرجع السبب وراء هذا لحد كبير إلى أن الفوز بات مرهونا بنيل دعم الناخبين الذين صوّتوا لصالح أوغان في الجولة الأولى.
تحوّل سنان أوغان المرشّح القومي المتشدد في الانتخابات الرئاسية التركية إلى نجم صاعد بين الأوساط السياسية في البلاد، بعدما حلّ ثالثاً في الانتخابات بعد الرئيس الحالي للبلاد المنتهية صلاحيته رجب طيب أردوغان مرشّح حزب “العدالة والتنمية”، ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو مرشّح تحالف “الطاولة السداسية” المدعوم من حزب “الشعوب الديمقراطي” المؤيد للأكراد والذي شارك في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأحد الماضي على قوائم حزب اليسار الأخضر.
أوغان يحدد الفائز في الانتخابات الرئاسية التركية
وبالتزامن مع نفي حزب “العدالة والتنمية” وجود أي معلوماتٍ بشأن تفاوضه مع المرشّح القومي الذي أعلن انفتاحه على الحوار مع أردوغان وكليتشدار أوغلو على حدّ سواء، لم يتخذ أوغان بعد قراره الرسمي حول دعم أي من المرشّحين اللذين يشترط عليهما تنفيذ مطالب متعددة تنحصر أغلبها في محاربة “الإرهاب” التي يشير فيها إلى الأحزاب والتنظيمات الكردية وإعادة اللاجئين إلى بلادهم، في إشارة إلى السوريين بالمرتبة الأولى.
وفي هذا السياق رأى متّه كاآن كاينر، الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة هجي تبة التركية أن “المرشح اليميني سيكون أقرب إلى كليتشدار أوغلو لعدّة أسباب تتعلق بالشروط التي وضعها أمام من سيطلب دعمه”.
أصوات أنصار أوغان مهمة
كما أكد أن “أصوات أنصار أوغان باتت مهمة للغاية في الجولة الثانية وأن شروطه الخمسة في الوقت الحالي تبين أنه من المحتمل أن يدعم كليتشدار أوغلو على عكس كل التنبؤات، فهو يطالب بعدم تعديل المواد الأربع الأولى من الدستور التي عرّفت الدولة كجمهورية علمانية اجتماعية، وهذه نقطة ستساهم باقتراب الرجلين خاصة أن المحافظين ومن بينهم أردوغان يريدون إسقاط العلمانية من الدستور”.
إلى ذلك، أضاف أن “الشرط الثاني للمرشح المتطرف يتعلق باللاجئين وهذه نقطة التقاء أخرى مع كليتشدار أوغلو رغم اختلافهما حول آلية هذ الإعادة.
كذلك اعتبر أن “شرطه الثالث يمسّ الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تسبب بها أردوغان وهذا أمر آخر لدعم أوغان المحتمل لمرشح الطاولة السداسية”.
دعم الحزب المؤيد للأكراد
وتابع أن “الشرط الرابع لأوغان يتعلق بمحاربة الإرهاب، ولا شك في أن كليتشدار أوغلو لم يدعم أي منظماتٍ إرهابية حتى الآن، لكن المرشّح اليميني يشير في حديثه عن الإرهاب إلى الحزب المؤيد للأكراد، وهذه نقطة الخلاف الوحيدة بينه وبين كليتشدار أوغلو حتى الآن وهي الأساس في تحديد موقفه المرتقب”.
كما أردف الأكاديمي التركي قائلا إن “أوغان يرفض كشرطٍ خامس إدراج أي مصطلحات عرقية في دستور البلاد وهذه أيضاً واحدة من النقاط المشتركة بينه وبين كليتشدار أوغلو، ولهذا لا أستبعد أن يعلن في نهاية المطاف وعلى نحوّ مفاجئ عن دعمه لمرشّح الطاولة السداسية ضد خصمه الرئيس الحالي أردوغان إذ لم يقدم الأخير عروضاً سخية أكثر من تلك التي سيقدّمها له كليتشدار أوغلو”.
“صانع الملوك”
يشار إلى أن عدم حسم المعركة الرئاسية بين أردوغان وكليتشدار أوغلو في الجولة الأولى من الانتخابات، مهد الطريق لبروز أوغان كـ “صانعٍ للملوك” واسم مؤثر في البلاد قبيل الجولة الثانية من الانتخابات، ما دفع كلا المرشّحين الرئيسيين إلى محاولة كسب أصوات أنصاره في الجولة المقبلة.
ولا ينتمي أوغان إلى أي حزبٍ سياسي، لكنه انشق في السابق عن حزب “الحركة القومية” اليميني المتشدد وحليف أردوغان في الائتلاف الحاكم. وحصل في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية على 5.17% من الأصوات.