تشهد الموانئ المصرية زيادة غير مسبوقة في استقبال سفن الفحم خلال الفترة الراهنة، وذلك بالرغم من استمرار ارتفاع أسعار الفحم عالميا بسبب الاعتماد عليه كوقود بديلا للغاز الطبيعي من ناحية، واعتماد شركات الاسمنت على الفحم كوقود من ناحية، خاصة من السوق الامريكي، بالاضافة الى السوق الروسي، والالماني.
وحسب بيانات الموانئ المصرية، فمن المقرر أن تستقبل ميناء الأدبية شحنة من الفحم البترولي بنحو 18 ألف طن لصالح الشركة المصرية لبلوكات الانود الكربونية.
كما استقبلت ميناء الدخيلة شحنة من الفحم الحجري من الولايات المتحدة بواقع 32 ألف طن لصالح شركة أسمنت العامرية، كما استقبلت ميناء الاسكندرية شحنة من الفحم الحجري نحو 3 ألآف طن من روسيا لصالح الشركة الدولية للفحم وشحنة أخرى عبر نفس الميناء بنحو 5 ألآف طن من روسيا أيضا.
وتستقبل ميناء الدخيلة يوم 11 أغسطس الجاري شحنتين من الفحم الحجري لصالح شركة أسمنت العامرية بنحو 60 ألف طن، بينما يوم 5 أغسطس تستقبل ميناء الإسكندرية شحنة من بلجيكا من الفحم البترولي لصالح شركة سيناء للأسمنت الابيض بورتلاند، بالاضافة الى استقبال ميناء الإسكندرية شحنة من الفحم الحجري من السوق الامريكي بنحو 52 ألف طن.
كما تستقبل ميناء الإسكندرية شحنة من الفحم الامريكي لصالح الشركة الوطنية للأسمنت بني سويف يوم 14 أغسطس بنحو 52 ألف طن، كما تستقبل ميناء الإسكندرية يوم 3 أغسطس شحنة من الفحم الحجري الروسي لصالح الشركة الدولية للفحم والفيرو الويز، بالاضافة الى استقبال شحنة 4.5 ألف طن من الفحم الروسي يوم 14 أغسطس لصالح شركة اسكندرية للصناعات الوسيطة للصناعات الوسيطة.
وخلال يونيه الماضي واصلت أسعار الفحم العالمية الارتفاع غير المسبوق، بعد أن تضاعفت العام الماضي مع عودة الدول الصناعية الكبرى والدول الصاعدة للاعتماد عليه في توليد الطاقة الكهربائية، على الرغم من التعهدات بوقف محطات الطاقة بالفحم ضمن أهداف المناخ باعتباره أكثر تلويثاً للبيئة لزيادة الانبعاثات الكربونية منه بكثير عن النفط والغاز.
وارتفعت أسعار عقود الفحم الآجلة في أوروبا بنسبة 137 في المئة، ليصل سعر الطن المتري من هذا الأسبوع إلى 323.5 دولار، أما سعر الطن المتري في منطقة المحيط الهادي فارتفع بنسبة 140 في المئة هذا العام.
ومنذ العام الماضي، أي حتى قبل الحرب في أوكرانيا وارتفاع أسعار النفط والغاز، أعادت كثير من الدول في أوروبا تشغيل محطات الطاقة، التي تعمل بالفحم، لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء ونقص إمدادات الشبكات من المصادر الأخرى.
وفي مقدمة الدول التي أعادت تشغيل محطات طاقة تعمل بالفحم، كانت على وشك التفكيك ضمن أهداف تقليل الانبعاثات الكربونية للحد من التغير المناخي، ألمانيا وبريطانيا، هذا إضافة إلى زيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الطاقة في الصين والولايات المتحدة.
وفي ظل صعوبة زيادة المعروض من الفحم بالسوق العالمية مع ارتفاع الطلب، يتوقع المصدرون زيادة كبيرة في العائدات، وبالفعل قدرت أستراليا أن تحصل على عشرات مليارات الدولارات الإضافية من تصدير الفحم، لكن ذلك التقدير ربما ينخفض الآن مع توقعات زيادة الاستهلاك المحلي في أستراليا مع زيادة الطلب على الطاقة وتشغيل محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم.
كما تحاول الصين زيادة إنتاجها من الفحم لتلبية الطلب الداخلي، لكنها تظل بحاجة لاستيراد كميات كبيرة من إندونيسيا وروسيا، وفي الولايات المتحدة ارتفعت أسعار الفحم للبيع الفوري بنسبة 40 % مع عودة محطات طاقة تعمل به للعمل لتلبية زيادة الطلب على الكهرباء في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والنفط.
كما تعهدت الهند بعودة استخدام الفحم بكثافة في محطات الطاقة في ظل الأزمة الشديدة التي شهدتها البلاد في الأسابيع الأخيرة، حيث أنه بسبب موجة الحرارة الشديدة عانت الهند من أسوأ أزمة نقص إمدادات الكهرباء في 6 سنوات.