أعلنت المنظمة العالمية للإسمنت عن تنظيم مؤتمرها الدولي الخامس والذي سيعقد لأول مرة في دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة ما بين 25 و28 سبتمبر الجاري بأبراج الإمارات دبي، وذلك بحسب بيان صحفي وصل “المال”.
يذكر أن المنظمة العالمية للإسمنت، التي تأسست عام 2016، هي منظمة غير ربحية، مكاتبها في لندن وبكين، وتعد أكبر منظمة مستقلة على مستوى العالم لتمثيل صناعة الإسمنت والخرسانة وجميع شركاء الصناعة.
جاء إعلان المنظمة العالمية للإسمنت عن تنظيم الدورة الخامسة لمؤتمرها السنوي في المنطقة على ضوء استضافة مؤتمر المناخ العالمي في جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة للدورتين السابعة والعشرين والثامنة والعشرين على التوالي، الأمر الذي يعكس اهتمام العالم بالدور المحوري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مواجهة تحديات المناخ، والتي تتحمل ما يقارب 7% من إجمالي الإنبعاثات الكربونية على مستوى العالم.
ومن جهة أخرى، تعد المنطقة أيضا أكبر منتج للإسمنت في العالم، باستثناء الصين والهند، بحجم إنتاج ما يقرب من 7% من الناتج الكلي، مما يؤكد أهمية انعقاد المؤتمر السنوي للمنظمة العالمية للإسمنت في المنطقة والحاجة الملحة للشروع برحلة صافي الانبعاثات الصفري.
يهدف المؤتمر إلى التركيز على دور صناعة الإسمنت في وضع خطط فعالة من أجل المساهمة في تحقيق الالتزامات التي تتعلق بتخفيض الانبعاثات الكربونية من مصانع الإسمنت في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط من خلال حلول مثبتة تعتمد على الكفاءة الصناعية والتي يمكن تبنيها مباشرة اليوم لتقليل البصمة الكربونية مع تحقيق انخفاض في التكلفة في آن واحد، وذلك من خلال برنامج تم تحضيره بعناية بالتعاون مع شريك المؤتمر شركةA³&Co.® ، شركة مسجلة في الإمارات و تختص بالإستشارات الاستراتيجية والفنية لصناعة الإسمنت.
ويهدف البرنامج لوضع خارطة طريق مشتركة لخفض انبعاثات الكربون لقطاع الإسمنت في المنطقة، بما يتماشى مع الالتزامات المحددة بمسار 1.5 درجة مئوية.
تتضمن خارطة الطريق تبني نهجاً تدريجياً ضمن خطوات عملية محددة، تمت دراستها بما يتناسب مع إمكانيات وقدرات مصانع الإسمنت في المنطقة، بحيث يتم الإنتقال من الوضع الراهن لتحقيق أهداف عام 2030 وأهداف عام 2050 ضمن خطة زمنية محددة.
ويعد متوسط انبعاثات كل طن من الأسمنت فيها حالياً من بين الأعلى على مستوى العالم، وبالتالي يعتبر من ضمن الأولويات لتحقيق متوسط الانبعاثات المستهدفة بحلول عام 2030، المتمثل بهدف الاتحاد الأوروبي البالغ 480 كجم/ طن، مما يحقق انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة أكثر من 40% دون الحاجة إلى استثمارات ضخمة أو استخدام تكنولوجيا غير مثبتة حالياً، على العكس فإن هذه الإنخفاضات يتم تحقيقها بالتزامن مع خفض التكلفة وذلك لاعتمادها بشكل أساسي على الكفاءة في التصنيع والذي سينعكس بشكل مباشر على مواصفات منتجات الإسمنت التي يحتاجها العملاء لتحقيق أهدافهم في البناء الأخضر.
وسوف يتطرق المؤتمر للعديد من القضايا الرئيسية الملحة التي تواجه صناعة الإسمنت من خلال المواضيع التي سيتم طرحها من قبل المتحدثين، بما فيها، استجابة الصناعة لتغير المناخ وتأثير تكاليف الطاقة المرتفعة وكفاءة الطاقة والوقود البديل والتقنيات الجديدة والتمويل والتحول المطلوب لرفع كفاءة رأس المال البشري لتحقيق هذه الغايات وغيرها من القضايا ذات الشأن.
وبهذه المناسبة، أعرب إيان رايلي، الرئيس التنفيذي، للمنظمة العالمية للإسمنت، عن سعادته بانعقاد المؤتمر بهذا التوقيت بالذات واللقاء شخصياً بالزملاء من كافة أنحاء العالم لمناقشة التحديات البيئية والاقتصادية الرئيسية التي يواجهها قطاع الإسمنت، مشيراً إلى أن الحدث سيجمع هذا العام قادة و صناع القرار في الصناعة والخبراء المتخصصين لتسليط الضوء على الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها اليوم لخفض الانبعاثات الكربونية وتحسين الربحية في الوقت ذاته.