أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن دليل بخصوص المعلومات الخاصة بدعم الملاحة الآمنة، موضحا أنه على سبيل المثال هناك عبارة متداولة بين شركات الملاحة “ما هي الرياح القصوى المتوقعة في منطقة العاصفة؟”
وأشار تقرير صادر عن المنظمة، أن هذه إحدى عبارات الاتصال البحري القياسية في إطار المنظمة البحرية الدولية (IMO) والتي يجب أن يكون الضباط المسؤولون عن الملاحة على متن السفن ، قادرين على استخدامها وفهمها باللغة الإنجليزية.
وذكر التقرير، أنه تلك الخدمات يمكن الاستفادة منها لعدد يصل الى 100 ألف سفينة شحن تسير عبر المحيطات من قبل حوالي 1.6 مليون بحار ، وتعبر العالم وتحمل 24 مليار طن من التجارة سنويا والتي تمثل 90٪ من التجارة العالمية.
كما يمكن مواجهة الرياح العاتية والأمواج والضباب والعواصف في كل رحلة، خاصة وأن الطقس من أهم العوامل التي تؤثر على سلامة الملاحة.
وذكر التقرير، أنه الاتفاقية الدولية الأولى لسلامة الأرواح في البحر (SOLAS) ، التي تم تبنيها في أعقاب كارثة تايتانيك عام 1912 حيث تم انشاء معاهدة سولاس لعام 1914 ويتم العمل بها حتى يومنا هذا، لرصد الجبال الجليدية في شمال المحيط الأطلسي وتضمنت “رمز الإرسال عن طريق الرسم الراديوي للمعلومات المتعلقة بالجليد والطقس”.
ويحدد الفصل الرابع لاتفاقية حماية الأرواح في البحر بشأن سلامة الملاحة التزامات الحكومات المتعاقدة بإصدار ونشر معلومات الطقس والتنبؤات والإنذارات ويشجع السفن على جمع وتبادل بيانات الأرصاد الجوية.
كما يحتوي فصل SOLAS الخاص بالاتصالات الراديوية على أحكام النظام العالمي للاستغاثة والسلامة البحرية (GMDSS) ويتطلب أن يكون لدى السفن معدات على متنها لتلقي وإرسال إنذارات الاستغاثة، ومعلومات السلامة البحرية، والاتصالات المتعلقة بالبحث والإنقاذ والاتصالات الراديوية العامة الأخرى.
وتم اليوم حسب التقرير ما يضمن التعاون الوثيق بين المنظمة البحرية الدولية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة الهيدروغرافية الدولية (IHO) حصول السفن تلقائيا على معلومات السلامة البحرية.
ويشمل ذلك الإنذارات الملاحية والإنذارات والتنبؤات المتعلقة بالأرصاد الجوية من خلال خدمة معلومات وإنذار المحيطات العالمية التابعة للمنظمة البحرية الدولية/ المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WWMIWS)، وكذا خدمة الإنذار الملاحي العالمية (WWNWS) وعبر هذا التعاون سيعمل على تخطيط أكثر أمانا للرحلة.
كما تعمل المنظمة (WMO) بشكل وثيق مع المنظمة البحرية الدولية لدعم زيادة استخدام الرقمنة لدمج البيانات المتعلقة بالتنبؤات الجوية والمعلومات ذات الصلة في الخدمات البحرية في سياق “الملاحة الإلكترونية”.
ويهدف هذا الاتفاق الى تنسيق جمع وتكامل المعلومات البحرية لدعم السلامة والأمن في البحر وحماية البيئة البحرية.
كما ينصب التركيز الرئيسي على تنسيق شكل وهيكل الخدمات البحرية، مع مراعاة احتياجات المستخدمين ، مما يؤدي في النهاية إلى تنفيذ خدمات فنية محسنة وأكثر كفاءة.
وأوضح التقرير، أن المنظمة البحرية الدولية تدرك أن ندرة البيانات من مناطق شاسعة من المحيط (ما يسمى بالمناطق المتناثرة بالبيانات) لدعم التنبؤ الأساسي بالطقس ، وتوفير خدمات الأرصاد الجوية البحرية وعلوم المحيطات وتحليل المناخ والبحوث تمثل مشكلة لكل من الأرصاد الجوية وعلوم المحيطات.
وهو يشجع البحارة على المشاركة في خطة المنظمة (WMO) لسفن المراقبة الطوعية (VOS) التي ترحب بالسفن البحرية للانضمام إلى جمع الأرصاد الجوية البحرية والأوقيانوغرافية لدعم التنبؤات ودراسات تغير المناخ وتطبيقات البحوث .
وأشار التقرير، إلى أنه على مدى العقود الماضية ، انخفض عدد السفن الكبيرة المفقودة في البحر من 130 في عام 2010 إلى 41 في عام 2020 – بمتوسط متجدد قدره 959، ويرجع هذا التقدم على نطاق واسع إلى التحسينات في سلامة الشحن على مر السنين بسبب التنفيذ الأوسع لمعاهدات المنظمة البحرية الدولية ، وزيادة التركيز على إدارة السلامة .
كما تقود المنظمة البحرية الدولية أعمال بناء القدرات لدعم زيادة تنسيق ضوابط دولة الميناء – وهي العملية التي تقوم من خلالها الدول بتفتيش السفن التي تصل إلى موانئها لضمان الحفاظ على المعايير.
فيما يجري إطلاق خطة تدقيق إلزامية للدول الأعضاء لتقييم قدرات الدول على الوفاء بمسؤولياتها كدول علم وميناء ودول ساحلية ولتقديم المساعدة التقنية لسد أي ثغرات في القدرات.
ومع ذلك ، تكشف إحصاءات الضحايا عن الإبلاغ عن “سوء الأحوال الجوية” كعامل مساهم في خسارة واحدة من كل خمس سفن.
في حين أن التحقيق في أي حادث قد يسلط الضوء على سلسلة الأحداث الدقيقة التي تؤدي إلى خسارة ، حيث بين أن هناك حاجة واضحة على المنظمة البحرية الدولية والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمنظمة الهيدروغرافية الدولية أن تواصل العمل معا لاستكشاف سبل زيادة تحسين الدقة وحسن توقيت التنبؤ بالطقس ونقله.
وأشار التقرير، إلى ان تغير المناخ أدى إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية المتطرفة ، مما يهدد سبل العيش ، لا سيما في المجتمعات الضعيفة. يحتاج القطاع البحري إلى أن يكون على دراية بالمخاطر المتزايدة على الشحن والموانئ من العواصف الشديدة.
كما أن هناك تحديات خاصة للسفن التجارية في المناطق القطبية والسفن التي لا تخضع لمعايير المنظمة البحرية الدولية الإلزامية ، مثل سفن الشحن الساحلية الصغيرة ويخوت المتعة الكبيرة وسفن الصيد. قد يكون هناك وفرة من بيانات الطقس التجارية المتاحة عبر الأجهزة المحمولة ، ولكن يحتاج المستخدمون إلى معرفة البيانات الموثوقة.
ستكون بيانات الطقس والتنبؤ به دائما مفتاحا للشحن. تتطلع المنظمة البحرية الدولية (IMO) إلى استمرار التعاون مع المنظمة (WMO) في السنوات القادمة ، للبناء على النظم المنشأة حتى الآن وضمان مرونة واستجابة بيانات المحيطات الخاصة بالشحن.