المنتدى الدولى «أفريقيا والتنمية» بدورته السادسة.. كثير من «البيزنيس» يدعمه ما يلزم من سياسة

رصدت المال نبض الأعمال والتبادلات التجارية والاستثمار بين مئات من رائدات ورواد الأعمال الأفارقة عبر المنتدى الدولى «أفريقيا والتنمية» بدورته السادسة..، الذين هرولوا على مدار أقل من 48 ساعة متاحة، لإنجاز الحد الأقصى من الصفقات.

المنتدى الدولى «أفريقيا والتنمية» بدورته السادسة.. كثير من «البيزنيس» يدعمه ما يلزم من سياسة
المال - خاص

المال - خاص

6:32 ص, الثلاثاء, 19 مارس 19

■ 8 دول وأكثر من 2000 مشارك و34 جنسية.. بدعوة من التجارى وفا بنك
( 2-2 )

على مدار يومين، حفلا بفعاليات تمازجت فيها آلاف الأنشطة، لحضور مكثف شمل أكثر من 2000 مشارك ينتمون للقطاع الخاص فى 34 دولة أغلبها من داخل القارة بخلاف ممثلى 8 حكومات.. انعقدت الدورة السادسة للمنتدى الدولى «أفريقيا والتنمية» بمدينة الدار البيضاء المغربية، الذى اختتم أعمال أمس الأول الجمعة، تحت شعار «عندما يلتقى الشرق بالغرب».

كانت «المال» حاضرة، كغيرها من عشرات الوسائل الإعلامية الأفريقية والدولية، لترصد نبض الأعمال والتبادلات التجارية والاستثمار بين مئات من رائدات ورواد الأعمال الأفارقة، الذين هرولوا على مدار أقل من 48 ساعة متاحة، لإنجاز الحد الأقصى من الصفقات.

فى الجزء الأول من الرسالة الذى نشر أول أمس الأحد أعطينا الأولوية لمدى أهمية هذا الحدث السنوى، واستفادة الأطراف المختلفة منه.. بجانب عرض استراتيجية البنك التجارى وفا مصر، التى عرضها مسئولوه، الذين اصطحبوا عددًا من عملائهم معهم، لحضور المنتدى.
واليوم نركز فى الجزء الثانى من الرسالة، على أهم ملامح حصاد الشركات المصرية، فى المنتدى الذى عُقد تحت رعاية الملك المغربى محمد الخامس، وافتتحه الرئيس السيراليونى يوليوس مادا بيو.

رسالة الدار البيضاء
حازم شريف

الحصاد المصرى

ما يزيد على 45 شخصًا يمثلون نحو 35 شركة مصرية، عقدوا نحو 650 لقاء عمل ثنائى B2B، مع نظراء أفارقة لهم، لجس النبض، وأحيانًا عرض العيّنات، تمهيدًا لإعداد عروض الأسعار فور العودة إلى أرض الوطن، وبدء إجراءات إبرام الاتفاق، بمشاركة تمويلية أكيدة من فرعى التجارى وفا بنك، فى بلدى البائع والمشتري.

وإذا علمنا أن عدد المشاركين فى المنتدى يبلغ نحو 2000 شخص، رتبوا وعقدوا فى الإجمالى ما يربو على 5000 لقاء، فهذا يعنى ببساطة أن وفد رواد الأعمال المصري، الذى لا يصل حجمه إلى %2.5 من إجمالى المشاركين، قد استحوذ على %13 من لقاءات الأعمال، وفرص عقد الصفقات.
حقًا.. نشاط هائل فى المشاركة المصرية الأولى.

ومن بين 7 جوائز تكريمية، جرى توزيعها فى ختام المنتدى، حصدت شركة مصرية، هى السويدى إليكتريك على أبرزها، وهى جائزة المركز الأول فى مجال التعاون (جنوب-جنوب)، فى حين نالت شركة إيبوماف من بوركينا فاسو المرتبة الثانية، وفى المرتبة الثاثة أنفلوج الموريتانية، أما جوائزالشركات الناشئة، فحصدها شباب أفريقى من تونس والمغرب وفرنسا.

«السويدى إليكتريك» الجائزة الأبرز.. وتستعد للتواجد فى نصف دول القارة السمراء

أحمد السويدي، الرئيس التنفيذى للسويدى إليكتريك، عقد جلسة صحفية مصغرة، حضرتها «المال»، أعلن فيها أن شركته تستعد لاختراق 7 أسواق أفريقية جديدة، لم يحددها بالاسم، ليرتفع عدد الدول التى تعمل بها المجموعة إلى 27، تمثل بالضبط نصف بلاد القارة السمراء البالغ إجماليها 54 دولة.

وأوضح السويدى أن مجموعته تتوزع على 5 قطاعات رئيسية، أولها الصناعي، والذى تنتشر أعماله فى دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ويركز مشروعاته بالأساس على الأسواق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

أما الثانى فهو قطاع المقاولات الذى ينشط فى أفريقيا ومنطقة الخليج، ويسعى للتركيز على المشروعات التى تهم مصر، وتمنح الشركة مكانة أكبر، وفى هذا السياق أشاد السويدى بدعم الرئيس المصرى والحكومة، الذى لولاه، لما استطاعت الشركة الحصول على مثل هذه المشروعات.

ثالث القطاعات، هو الطاقة المائية، باعتباره أحد المحاور الرئيسية للتنمية فى أفريقيا، بل وأكثر من هذا، فإنه لا يمثل فى ثقافة دول القارة، مجرد أداة لتوليد الطاقة الكهربائية، وإنما مظهر من مظاهر الفخر الوطني، وعلى سبيل المثال-وفقا للسويدي- ينظر التنزانيون للسد الذى تنفذه الشركة فى بلدهم، كما ينظر المصريون إلى الأهرامات.

وتولى الشركة اهتمامًا شديدًا لقطاع التكنولوجيا، فلا يعقل أن تقتصر أنشطتها فقط على القطاعات التقليدية، كما يشير السويدي، وتركز المجموعة فى هذا الإطار على مجالات شبكات الكهرباء الذكية، التى توفر فى استهلاك الطاقة، والعمالة وغيرها، وكذلك مشروعات منظومة النقل الذكي.

وتعد أعمال البنية الأساسية هى القطاع الخامس الذى تنشط فيه المجموعة، ويشمل دراسة الدخول فى العديد من الشراكات فى مجال المطور الصناعى فى الكثير من المناطق فى مصر، كما يتضمن إنشاء شركة خدمات للمستثمرين، وتأسيس مدرسة فنية بكل منطقة، تتناسب مع طبيعة الصناعات التى تضمها، لتأهيل العمال والكوادر اللازمة لها.

كما تعمل المجموعة بقوة على التوسع فى هذا النشاط فى أفريقيا، بهدف تشجيع المستثمرين المصريين، على الدخول معها إلى أسواق القارة السمراء.

«مجموعة نصار»

حين يكون المسمار المحمول جوًا.. رأس حربة لاختراق أسواق غرب ووسط أفريقيا
تمثل مجموعة نصار نموذجًا آخر للشركات الواعدة التى يندر أن تسمع عنها فى وسائل الإعلام.. ولكنها فى الوقت نفسه تسيطر على الحصة الأكبر من سوق المسمار الحديد فى مصر، الذى تنتج مصانعها من أنواعه المختلفة نحو 120 طنًا يوميًّا.

المجموعة عائلية، يعود بدء نشاطها إلى نصار الجد، الذى شرع عام 1972 فى تأسيس ورشة لصناعة منتجات الستيل المختلفة، والأن أصبحت كيانًا كبيرًا يصدر منتجاته للعديد من بقاع العالم المختلفة، بعد أن استكمل أحد الأبناء العمل، ويشرك معه العديد من الأحفاد.

آسامة نصار- أحد هؤلاء الأحفاد – مسئول التسويق بالمجموعة، كان رغم صغر سنه من ضمن الأبطال البارزين لموقعة الـB2B، فعقد بمفرده نحو 15 اجتماعا ثنائيًا للاتفاق على الأعمال وعقد الصفقات.

وتنتج مجموعة نصار 9 منتجات بصفة رئيسية، منها المسمار الحديد بمختلف أنواعه، والسلك رباط بأنواعه، والستيل فيبر، واللوف المعدني، وغيرها، بالإضافة إلى بودرة تيل الفرامل، التى تدخل فى صناعة مكابح السيارات، وتصدرها المجموعة للشركات فى أوروبا.

وتعد مهمة نصار التسويقية سهلة نسبيًا، فمجموعته بالفعل تصدر إلى الكثير من الأسواق، كما أن منتجاته من السهل اصطحاب عينات منها معه جوًّا، وما عليه سوى أن يعرض عيّناته على شركاء البيزنيس المحتملين، ليحصل على رضائهم المبدئي، قبل أن يعود إلى مصر، ليراسلهم إلكترونيًّا بعرض الأسعار الخاص بالكميات المطلوبة.

ويؤكد نصار أن منتجات مجموعته، يتم تصديرها إلى عدد كبير من دول أوروبا، ومنها إيطاليا وبلجيكا واليونان وهولندا ودول البلطيق، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كما تحصل على نصيب منها بعض أسواق شرق أفريقيا، ومنها كينيا ومدغشقر، وكان من البدهى أن يقبل دعوة التجارى وفا بنك للمنتدى، كون العملاء المحتملين ينتشرون فى وسط وغرب أفريقيا، ويسهل إبرام الصفقات معهم بضمانة البنك المغربى المتواجد فى هذه الأسواق.

وأعرب نصار عن رضاه التام عن نتائج المشاركة، خاصة أن مشكلة قيود التحويلات المالية التى تعانى منها المجموعة فى بعض تعاملاتها فى الشرق الأفريقي، كإثيوبيا وتنزانيا، سيحول دونها الغطاء المصرفى، لطرفى الصفقات التى قد يتم الاتفاق على إبرامها.

■ رئيس مجموعة «روتوغرافيا» ينهى اتفاق حصوله على 50 ألف متر بمدينة السادات فى الدار البيضاء!

بطل الـ«B2B» يؤسس مصنع بالمغرب باستثمارات 6 ملايين يورو

مجتمع الأعمال المصرى لا يقتصر على النجوم الساطعة فى وسائل الإعلام، وجمعيات واتحادات وشُعب المصالح النوعية والقطاعية.. هناك دائمًا نماذج واعدة، تقود شركات ناجحة، على مستويى السوق المحلية والتصدير.. من الصعب أن تصل إليها أو تعرف عنها، إلا محض مصادفة، يجلبها إليك الحظ السعيد.

من بين هؤلاء رياض الكيلاني، مؤسس والرئيس التنفيذى لمجموعة روتوغرافيا المتخصصة فى صناعة مواد التعبئة والتغليف، الذى ضرب الرقم القياسى فى عدد المقابلات الثنائية أثناء المنتدى، لتقترب من 20 اجتماعاً لعقد الصفقات الثنائية.

آكثر من ذلك، فقد اتفق مع سلطات الاستثمار المعنية خلال زيارته المكوكية للدار البيضاء، على إنشاء مصنع جديد للمجموعة، بإجمالى استثمارات تصل إلى نحو 6 مليارات يورو ترتفع فى المرحلة الثانية الى 10 ملايين يورو، أشار الكيلانى إلى أنه سيسعى من خلاله، بالتعاون مع التجارى وفا بنك، إلى التوسع فى السوق المغربية، التى يقتصر تواجد مجموعته بها، على عميل واحد فى مدينة فاس.

وتأسست المجموعة عام 1994، وتتكون حاليًّا من 8 شركات، يبلغ إجمالى رأسمالها نحو 15 مليون دولار، ويتوزع هيكل ملكيتها على 3 مساهمين، أحدهم مصرى والآخران أردنيان، وتتشكل من شركتين بالأردن تصدران نحو %80 من إنتاجهما للعراق واليمن ودول الخليج، و6 شركات فى مصر، منها اثنتان بالإسكندرية، و3 فى مدينة 6 أكتوبر، والأخيرة فى بورسعيد، وتعتمد المصانع الستة السابقة على السوق المحلية، فيما تبيع جزءًا لا بأس به من إنتاجها إلى أسواق أوروبا وشرق وشمال أفريقيا وأمريكا، وبصفة عامة تصدر المجموعة نحو 20 – %25 من طاقاتها الإنتاجية.

ووفقا للكيلانى، بلغت إيرادات المجموعة العام الماضى نحو 1.5 مليار جنيه مصري، تخطط لزيادتها إلى نحو 2 مليار العام الحالى.
ويقول رياض الكيلاني- وهو أردنى الجنسية يقيم فى مصر منذ أكثر من 25 عامًا – إن مجموعته تركز على بيع إنتاجها لفروع الشركات العالمية الكبرى بالمنطقة، مثل دانون ونستله وبيبسى كولا بجانب شركات محلية كبرى كجهينة، وهو المنهج نفسه الذى تتبعه فى أسواق التصدير، يساعدها فى ذلك حصولها على اعتماد إنتاجها من جانب فروع الشركات العالمية فى سوقها المحلية.

ويؤكد الكيلاني: فى مجال عملنا.. لا يمكن أن تصدر لدانون المغرب، دون أن تكون تبيع إنتاجك بالفعل لدانون مصر.
ولم ينس الكيلانى أن ينتهز الفرصة، لمقابلة محسن عادل الرئيس التنفيذى لهيئة الاستثمار- الذى ألقى كلمة مصر رسميًّا بالمنتدى- لينهى معه الاتفاق، لحصول مجموعته على 50 ألف متر فى مدينة السادات، لإنشاء مصنع جديد لها.

وردًا على سؤال لـ«المال»، أوضح الكيلانى أن أعلى هامش للربحية تحققه المجموعة يأتى من التصدير فى السوق الأمريكية، يليه إنتاج مصانع الأردن ثم السوق المحلية المصرية، وأن المحدد الأساسى له هو الكميات المبيعة، فكلما زادت للعميل، ارتفع الهامش.