هددت كاثرين تاى الممثلة التجارية للولايات المتحدة « USTR» بفرض تعريفات جمركية أمريكية على السلع القادمة من بريطانيا والنمسا وإيطاليا وأسبانيا وتركيا ردا على ضرائب خدمات الديجيتال التى تخطط لفرضها حكومات هذه الدول على شركات التكنولوجيا الأمريكية.
وأكدت أن مكتبها فى أمريكا سيتخذ الإجراءات اللازمة لفرض التعريفات الجمركية المرتقبة، ومنها توفير المعلومات المطلوبة كجزء من التحقيقات التى بدأتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بهدف مكافحة الضرائب الأوروبية المزمعة على إيرادات شركات الانترنت ومنصات التجارة الإلكترونية الأمريكية، مثل فيسبوك وجوجل وأمازون وأبل التى تكسبها في تلك الدول.
وذكرت وكالة بلومبرج أن مكتب الممثلة التجارية فى أمريكا أعلن قرار استمرار التهديد برغم أن الرئيس الديموقراطى جو بايدين جدد إهتمامه ببذل الجهود للتوصل لاتفاقية عالمية بخصوص ضرائب الخدمات الديجيتال بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية OECD .
وأوضحت أن مكتب التمثيل التجارى الأمريكى أنهى التحقيقات المرتبطة بفرض تعريفات جمركية على البرازيل وجمهورية التشيك والاتحاد الأوروبى وإندونيسيا لأن حكومات هذه الدول لم تطبق أو تنفذ ضرائب الخدمات الديجيتال التى كانت تخطط لها ضد شركات الانترنت ومنصات التجارة الإلكترونية الأمريكية.
ويأتى تجديد هذا التهديد من تاى ضمن أول تكتيكات التفاوض الذى تستخدمه بعد تقلدها مهام منصبها كممثلة تجارية للولايات المتحدة منذ أسبوعين ، وأكدت أن تطبيق تعريفات تجارية يمثل إحدى الأدوات الشرعية للسياسة التجارية الأمريكية.
الصادرات الأمريكية توفر ملايين الوظائف
مازالت الحكومة الأمريكية ملتزمة بالتوصل لاتفاق عالمى من خلال «منظمة OECD » بخصوص قضايا الضرائب الدولية، ولكن تاى ترى أنها ستواصل تنفيذ الخيارات المتاحة لها ، ومنها فرض تعريفات جمركية عند الضرورة ضد بعض الدول الأجنبية.
ومدح اتحاد الانترنت الذى يمثل كبرى شركات ومنصات الانترنت فى أمريكا الخطوة التى اتخذتها تاى بمواصلة التهديد بفرض تعريفات ضد تلك الدول واصفا هذه الخطوة بأنها تساهم فى توفير ملايين الوظائف للشعب الأمريكى.
وأشار الاتحاد إلى أن إعلان تاى يمثل تأكيدا قويا لمكافحة الحواجز التجارية التمييزية ، فى الوقت الذى تسعى فيه الإدارة الأمريكية للعمل مع «منظمة OECD» للتوصل لحل يرضى جميع الأطراف المتصارعة.
اشتعال الصراع بين أمريكا وأوروبا
تسعى إدارة رئيس أمريكا جو بايدن للتفاوض مع أوروبا لفرض ضريبة ديجيتال عالمية لإجبارعمالقة التكنولوجيا على التبرع بجزء من أرباحهم للمجتمع، ولاسيما أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أبدت استعدادها للتفاوض فى إطار منظمة OECD.
ورغم أن شركات التكنولوجيا الضخمة أمريكية إلا أنها تأمل فى عبور الحدود، وقد دافع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عن مصالحها بغض النظر عن مفهوم العدالة قبل مغادرته البيت الأبيض ، وهدد أوروبا بأنها إذا قررت فرض ضرائب على شركات تكنولوجيا المعلومات الأمريكية فإن الولايات المتحدة ستعلن الحرب التجارية، وتفرض جمارك على معظم السلع والخدمات الأوروبية.
1.3 مليار دولار جمارك على السلع الفرنسية
تواصل الحكومة الأمريكية أيضا تهديدها الذى وصل إلى مرحلة متقدمة بفرض تعريفات جمركية على واردات فرنسية بقيمة 1.3 مليار دولار من منتجات مستحضرات التجميل وحقائب اليد والشمبانيا وغيرها، ردا على ضريبة الديجيتال التى تخطط لفرضها حكومة باريس على شركات الانترنت الأمريكية.
وأشارت التحريات التى قام بها مكتب التمثيل التجارى فى أمريكا على الضرائب التى تخطط لفرضها بريطانيا والنمسا والهند وإيطاليا وأسبانيا وتركيا إلى أنها تمييزية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية وتخالف معايير الضرائب الدولية.