أكد المهندس فتح فوزي رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، أن مصر في 7 سنوات الأخيرة شهدت نهضة إنشائية وعمرانية وإصلاحا اقتصاديا جريئا كان الدفع الرئيسي لتحقيق العديد من الإنجازت على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي في أصعب السنوات التي مرت على العالم كله بسبب تداعيات جائحة كورونا.
جاء ذلك خلال الندوة الرقمية التي نظمتها لجنة العلاقات الاقتصادية بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال بعنوان: «فرص الاستثمار المباشر والتكامل المصري اللبناني» بمشاركة مروان زنتوت رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية، أحمد زهير مدير عام قطاع الترويج الخارجى بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، نور عطوى الملحق الاقتصادي لدى السفارة اللبنانية، تامر السيد رئيس مكتب التمثيل التجاري بالسفارة المصرية بلبنان، بجانب عدد من المستثمرين الجدد، ونظم الندوة عمرو فايد المدير التنفيذي للجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال.
وأضاف فوزي، ان التكامل المصري اللبناني والعربي يشكل اليوم ضرورة ملحة لمواجهة المخاطر العالمية، وفي هذا الإطار تسعي الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال إلي دفع التكامل بين اجهزة الدولة ومنظمات الأعمال، نحو آفاق أكبر لفرص الاستثمار العربي وخاصة اللبناني في مصر، بالعمل على زيادة التبادل التجارى واقامة مشروعات استثمارية مشتركة وتذليل كافة العقبات واستغلال الفرص والامكانيات والطاقات الإنتاجية في مختلف القطاعات بالدولة.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية، إن الجمعية المصرية اللبنانية تضع إمكانياتها وخبراتها لدعم لبنان الشقيقة للخروج من أزماتها في إطار مساندتها للأشقاء والأخوة من رجال الأعمال اللبنانيين، مضيفاً: «نتمنى أن تجد الأزمة اللبنانية طريقا للحل ، ونحن على ثقة تامة بأنه في النهاية، ستبقي لبنان بأبنائها قبلة السياحة والثقافة والأعمال، معربا عن أمله فى عودة استقرار الأوضاع بلبنان في أقرب وقت.
من جانبه أشار مروان زنتوت رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، إلى أن لبنان قادرة على تجاوز أزماتها وستعود إلى سابق عهدها بالاصطفاف الوطني وإعلاء مصالح الوطن.
وأضاف زنتوت، أنه بالنظر إلى ما تشهده المنطقة العربية من أزمات وتحديات يبقي الشعار الذي نرفعه كمجتمع أعمال أن التكامل الحقيقي بين القطاع الخاص والمسؤولين والدبلوماسيين يبقي الأمل في تجاوز الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تلاحق لبنان ومجتمعاتنا العربية وبالتكامل والتعاون نستطيع أن نحول الأزمات إلى فرص حقيقية.
ولفت إلى أن مصر شهدت عملية إصلاح جريئة وأكبر حركة بناء وتنمية في تاريخها الحديث، مضيفا أن ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات البنية التحتية يوضح كم الفرص المتاحة لرؤوس الأموال العربية والأجنبية في مختلف المجالات.
وقال رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال، إن المؤشرات الدولية حول معدلات النمو في مصر دليل على أنها أرض الفرص الكبيرة لعدد من الاعتبارات أهمها علي الإطلاق الأمن والأمان والاستقرار وبيئة الأعمال التي علي الرغم من بعض الصعوبات لكنها الأكثر جذبا وتحقيقا لمعدلات الربحية في المنطقة العربية.
وقال أحمد زهير مدير عام قطاع الترويج الخارجى بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن مصر ولبنان تربطهما علاقات وثيقة علي جميع المستويات، متمنياً عودة لبنان لعهدها السابق.
وأكد زهير، أن الاستثمارات الأجنبية في مصر شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية، كما أن هناك زخما كبيرا لرجال الأعمال اللبنانين لبحث فرص الاستثمار في مصر، لافتاً إلى أن الاستثمار اللبناني يتركز في القطاع الصناعي والمطاعم ، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات اللبنانية يقدر بنحو 5 مليارات دولار في قطاعات مختلفة علي رأسها التمويل والقطاع الصناعي والخدمي والتشييد.
وأضاف، كما أن افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة يوفر العديد من فرص العمل والمشروعات اللبنانية خاصةً مع انتقال الحكومة وكافة الوزارات والهيئات في يناير المقبل.
ولفت إلي أن الخريطة الاستثمارية، بها جميع الفرص سواء مشروعات خدمية أو استثمارية، ويمكن للمستثمرين اللبنانيين الاطلاع على الفرص المتاحة للاستثمار في مصر.
وأشار إلي الهيئة العامة للاستثمار اتخذت منحي جديداً وسياسات مختلفة لتشجيع الاستثمار المباشر في مصر من خلال العمل علي توفير فرص الاستثمار والعمل لمختلف الشركات خارج مصر في ظل ما أصبحت تتمتع به العديد من الشركات من حيث القدرة والخبرة لتوسيع نشاطها في الخارج ومنها توفير فرص إعادة الإعمار.
وحول القطاعات ذات الأولوية للدولة في المرحلة المقبلة، أكد مدير عام قطاع الترويج الخارجى بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن أزمة كورونا غيرت بوصلة اهتمامات الدول في العالم كله، مشيراً إلى أن قطاع الصحة حالياً على رأس أولويات الدولة المصرية سواء لمشاريع تحسين المنظومة الصحية وجودة الخدمات والمعامل الصحية أو التطعيمات والأمصال والأدوية، حيث نستهدف تصنيع لقاحات سينا فارما محليا.
وأضاف أحمد زهير مدير عام قطاع الترويج الخارجى بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، يأتي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات التحول الرقمي في المرتبة الثانية في أولوية الدولة لجذب المستثمرين، موضحا أن قطاع IT من القطاعات الجاذبة للاستثمار، حيث من المستهدف تداول أكثر من 500 مليار جنيه سنويا من خلال بطاقات الائتمان والدفع الإلكتروني، متوقعا ضخ استثمارات إجمالية في هذا المجال تقدر بنحو 1.5 مليار دولار بداية من العام المقبل.
وقال تامر السيد رئيس مكتب التمثيل التجاري بالسفارة المصرية بلبنان، إن التمثيل التجاري يعمل بالتوازي مع زيادة حجم التجارة البينية والاستثمار المباشر، يقوم أيضا بدور مهم بالتنسيق مع الحكومة والوزارات المعنية للعمل علي إيجاد حلول للمشكلات التي تتعرض لها التجارة البينية ومنها أزمة تصدير الألومنيوم إلى لبنان بسبب فرض رسوم الإغراق، حيث تم التواصل مع مدير عام وزارة التجارة والصناعة وجار العمل على حلها.
وأضاف، كما يساهم مكتب التمثيل التجاري والسفارة المصرية في لبنان في عمليات إعادة إعمار مرفأ بيروت بالتنسيق مع الجهات المصرية، حيث تم زيارة المنطقة وحصر الدمار الذي تسبب عنه الانفجار خارج المرفأ وجميع الأعمال المطلوبة من مشروعات للمرافق والطرق والبنية التحتية المطلوبة.
وأكد السيد، أن التجارة البينية تأثرت بشكل ملحوظ نتيجة لتقلبات سعر الدولار وضعف القوة الشرائية للبنانيين، حيث انخفضت الصادرات المصرية إلى لبنان بنسبة 50٪، بينما تراجعت الصادرات اللبنانية لمصر بنسبة 40٪ في 2020.
وفي مجال الاستثمار المباشر أشار تامر السيد رئيس مكتب التمثيل التجاري بالسفارة المصرية بلبنان إلى أن قطاع المطاعم يشهد طلبا متزايدا للاستثمار اللبناني في مصر، مؤكداً أن هناك حركة قوية لوفود رجال الأعمال والمستثمرين اللبنانيين لمصر في الـ 4 شهور الماضية لبحث فرص الاستثمار.
وقالت نور عطوى، الملحق الاقتصادي لدى السفارة اللبنانية بالقاهرة ، إن ميزان التبادل التجاري بين البلدين علي مر التاريخ يصب في مصلحة مصر بإجمالي صادرات مصرية تقدر بنحو 300 مليون دولار، مقابل 85 مليون دولار حجم الصادرات اللبنانية، وهي أرقام لا تتناسب مع حجم العلاقات بين البلدين.
وأضافت عطوي، بينما في مجال الاستثمارات المباشرة، يحظي قطاع المطاعم باهتمام اللبنانيين في مصر في الفترة الحالية بجانب الصناعة والسياحة.
وأشارت إلى الهدف الأول للسفارة اللبنانية هي الحفاظ ومساندة استمرارية الاستثمارات وحركة التجارة اللبنانية في الوقت الحالي من خلال الاستفادة بالعلاقات الطيبة مع جميع الهيئات المصرية حيث أبدت وزارة التجارة والصناعة وهيئة الاستثمار اهتماما كبيرا لمساعدة المستثمرين اللبنانيين بالعمل على إيجاد حلولا للمشكلات وفرص عمل جديدة للنمو والتوسع.
وقالت رانيا ملّي من المستثمرين الجدد، إن حجم العمل بالمشروعات التنموية والقومية في مصر والذي يوفر فرصا ضخمة للنمو الشركات اللبنانية كان الدافع للاستثمار في القطاع الصناعي بمجال الرخام.