حققت الدولة إنجازاً ملموساً فى تنفيذ المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، خلال الفترة القصيرة الماضية، إذ شهدت المحافظات طفرة كبيرة فى أعمال التبطين، خاصة تلك التى بدأت فى تنفيذ المشروع أولاً، وبدأت تبطين مئات الكيلومترات، حتى صار المشروع واقعاً بعد أن كان حلماً لسنوات عديدة.
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى فى شهر أبريل الماضى توجيهاته ببدء المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، ومنذ ذلك الحين تشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق فى تنفيذ هذا المشروع الهام الذى يساهم فى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية، بما يحقق وفراً فى مياه الرى بحوالى (5) مليار متر مكعب سنويًا، خاصة وأن التوجيهات تضمنت سرعة الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط بدلاً من عشر سنوات.
الشركات تنتهى من أعمال تأهيل 511.2 كم خلال 2020
ويبلغ إجمالى أطوال الترع التى يستهدفها المشروع (20) ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى (7000) كم تنتهى منتصف عام 2022، وتبلغ أطوال الترع التى تم تبطينها خلال عام 2020 (511.2) كم، ويبلغ إجمالى أطوال الترع التى تم الانتهاء من طرحها (4026) كم.
وتعد وزارة الإنتاج الحربى إحدى الجهات الوطنية المشاركة فى تنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع، إذ تشارك من خلال شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة فى تأهيل (12) ترعة بزمام هندسة رى السنطة بمحافظة الغربية، والتى تم معاينة خمسة ترع منها وهى (اخناواى، وصلة اخناواى، مصطفى فهمى، الكوم، الجانبية اليسرى) وذلك للعمل على تبطينها.
وتبين بعد المعاينة أن طول ترعة «اخناواى» يبلغ 4.40 كم وعرض القاع 2 م ، أما ترعة «وصلة اخناواى» فيبلغ طولها 1.85 كم وعرض القاع 1 م ، وتم عمل ارنكة لجوانب ترعة «وصلة اخناواى» بطول 100م خلال شهر يناير الجارى، وبالمعاينة تبين أن طول ترعة «مصطفى فهمي» 2.34 كم وعرض القاع يبلغ 1.5 م ، فى حين يبلغ طول ترعة « الكوم» 4.24 كم وعرض القاع 1.5 م ، ووُجد بالمعاينة أن طول ترعة «الجانبية اليسرى» يبلغ 3.3 كم وعرض القاع 2 م وقد تم البدء فى تنظيف الجانبية اليسرى وإزالة الأشجار على جانبيها.
كما تقوم شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية بتبطين ترع فى محافظة الأقصر بهندسة إسنا فى ترعتى «ساحل الدير» و«الدير»، وجارى أعمال التبطين بالخرسانة المسلحة والعادية أعلى طبقة من الرمل المثبت بالترعتين وبأطوال مستهدفة (79) كم، كما تقوم بتبطين ترع «ديرمواس» بالمنيا، وعدد من الترع فى محافظة البحيرة.
شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية تسابق الزمن للانتهاء فى المدة المحددة
وتعمل شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة على تنفيذ المشروع بمعدلات تنفيذ عالية وبأفضل جودة وتسابق الزمن ليتم ذلك فى التوقيتات المحددة كما هو معهود فى أعمال الشركة، خاصةً وأن «تبطين الترع» يُعد من أهم المشروعات القومية الجارى تنفيذها فى الفترة الحالية، ويتم أولا بأول التواصل بين الإنتاج الحربى والجهات المعنية لتذليل المعوقات التى قد تطرأ على أعمال تنفيذ المشروع الذى يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية.
الدولة تسعى لتوفير نسبة كبيرة من المياه
ووفق تقرير للوزارة حصلت «المال» على نسخة منه هناك العديد من العوائد والمميزات التى يحققها مشروع تبطين الترع، حيث يستهدف هذا المشروع توفير نسبة كبيرة من المياه المهدرة داخل الترع وخاصة المتهالكة بنسبة كبيرة تصل إلى (520) مليار متر مكعب، نظرًا لأنه يمنع تسريب المياه والرشح فى الترع الرملية وبذلك يتم توفير المياه، وكما هو معروف فإن «توفير المياه» يمثل أحد محاور الإستراتيجية القومية للموارد المائية فى ظل تبنى سياسات فاعلة وإدارة رشيدة للموارد المائية بالدولة من مفهوم شمولى وتكاملى والسعى الجاد لتنميتها وترشيد استخدامها والحفاظ عليها، ويستهدف المشروع أيضاً تحسين حالة الرى وزيادة إنتاجية ودخل المزارعين.
ويشير الخبراء إلى أن مشروع التبطين يمنع نمو «الحشائش» فى الترع الطينية والتى كانت إزالتها تكلف الدولة أموالاً باهظة، وهكذا يساهم المشروع فى توفير الإمكانيات المالية التى كانت تهدر فى تنظيف الحشائش والمخلفات داخل الترع، كما يساهم هذا المشروع – إلى جانب التوسع فى التحول للرى الحديث – فى تغيير وجه مصر فى مجال الزراعة وتوفير المواد الغذائية بوجه عام، ويسهم فى تخلص المياه من المخلفات لتصل إلى الشبكات بشكل سلس وبدون انسدادات وعراقيل لتسهيل عملية الرى والتنقيط وتوفير المياه وتقليل نسبة التبخير.
وبتأهيل الترع سيتم استعادة مساحة كبيرة على جانبيها والتى كان بعضها يشهد تعديات لتعود إلى أصلها وتعود بالنفع على الدولة سواء مقابل حق انتفاع أو بالمساعدة على توصيل المياه إلى نهايات الترع بشكل أسرع دون عوائق والمساهمة فى ضمان توزيع المياه بمنتهى العدالة وزيادة الإنتاجية الزراعية.
فضلاً عن ذلك هناك فائدة صحية واجتماعية للمشروع، لأن المشروع يحقق حمايةً لأهالى المناطق المحيطة بالترع التى سيتم تبطينها حيث كانت القمامة والمخلفات التى توجد بالترع سبباً أساسياً فى وجود الحشرات وانتشار الأمراض، كما أن سوء الصرف فى بعض الترع القديمة التى تأثرت بالجرف وغيره كان يتسبب فى غمر الأراضى المنخفضة حولها بالمياه فلا تصلح فيها الزراعة وبالتالى فإن تبطين الترع وتحسين الصرف سيساهم فى تلافى تكرار حدوث هذه المشكلة، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يُعتبر من المشروعات كثيفة العمالة مما يساعد فى تحقيق أهداف الدولة فى مكافحة البطالة.
ونظراً لأهمية مشروع تبطين الترع، هناك اهتمام من وزارة الموارد المائية والرى بالتعاون مع جميع الجهات المعنية ومن بينها «الإنتاج الحربي» لمتابعة مراحل تنفيذ المشروع ومدى الالتزام بالجدول الزمنى المحدد.
والتبطين يعنى عمل تكسية فى قاع الترع والجوانب، حيث تأخذ الجوانب الميل المصمم عليه الترع أو القنوات بالشكل المضبوط فيما يعرف بالدبش الغشيم أو المنحوت، أما التأهيل فهو عبارة عن استخدام الدبش الغشيم والخرسانة العادية، حيث يتم تغليفه بها بالكامل وهذا يؤدى إلى تعديل شكل الترع لتأخذ الشكل الهندسى الذى تم التصميم عليه، وذلك لمنع تسريب المياه فمن المعروف أن التربة الطينية تسمح بنفاذ كمية كبيرة جداً من المياه وهو ما يؤدى إلى الهدر، وبالتالى فإن التبطين يحافظ على كمية المياه الموجودة كما يقلل تكلفة نزع الحشائش ويضمن وصول المياه إلى نهايات الترع بأسرع وقت ممكن.
وهناك أكثر من نوع فى التبطين فمنها ما يتم بطبقة من الأحجار سمك 30 سم وفوقه طبقة من الخرسانة العادية سمك 10 سم وهناك نوع آخر خرسانة مسلحة وخرسانة عادية يعلوه طبقة من الرمال المثبتة، ويتم تحديد نوع التبطين طبقا لطبيعة التربة المارة بها الترعة.
جدير بالذكر أن الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بالغربية كشفت عن أنه سيتم استخدام تقنية الجيوسيل فى أعمال تبطين الترع ضمن المشروع القومى لتبطين الترع، وهذه التقنية جديدة من نوعها وأثبتت كفاءتها فعلياً بجودة عالية وتعمل على توفير الوقت والنفقات والجهد، وسيتم إنشاء خط إنتاج جديد لهذه التقنية وسيقوم بالإشراف عليها شركة المشروعات التابعة لوزارة الإنتاج الحربى ومعهد الإنشاءات التابع لوزارة الرى لتوفير هذه التقنية لاستخدامها فى أعمال التبطين.