محمد هانى العسال: لا تقل أهمية عن الشرق وندرس تنفيذ مشروع هناك
◗ شريف حمودة: الطلب سيتضاعف على المنطقة فور الانتهاء من «المتحف والمطار والقرية الكونية»
رغم أن الأنظار تتجه مؤخرًا، نحو منطقة شرق القاهرة بما تشهده من تنفيذ مشروعات عملاقة، يأتى على رأسها المشروع الأكبر؛ «العاصمة الإدارية الجديدة»، بالإضافة إلى مدينة حدائق العاصمة، إلا أن منطقة غرب القاهرة وما تشهده من توسعات متسارعة وتطوير دائم، كان له بالغ الأثر على جذب الاستثمارات لتلك المنطقة.
ولعل السمعة التى اكتسبتها مدينة الشيخ زايد على مدار السنوات الماضية لما تتمتع به من مشروعات سكنية وتجارية وإدارية عملاقة، كان له الفضل فى تشجيع المستثمرين على ضخ استثمارات، فى منطقة غرب القاهرة، إلا أن تنفيذ مشروع المتحف المصرى الكبير، كان القوة الدافعة للتوسع بهذه الاستثمارات.
«المال» تستعرض فى هذا التقرير، عدد المدن الواقعة فى منطقة غرب القاهرة، كذلك عمر كل مدينة، علاوة على حجم المشروعات المنفذه، وعوامل الجذب، بالإضافة لرؤية عدد من المطورين للاستثمار فى منطقة غرب القاهرة.
مدينة السادس من أكتوبر
هى تلك المدينة التى تم تأسيسها منذ ما يقرب من 42 عامًا، وهى من مدن الجيل الأول وتتبع ولايتها لهيئة المجتمعات العمرانية، ولدت هذه المدينة للتقليل من الكثافة السكانية، لكن سرعان ما تحولت المدينة لصرح صناعى، وهو ما فرض على الدولة التوسع بالمدينة وتقسيمها لأحياء وصل عددها لـ12 حيا.
كانت مدينة السادس من أكتوبر، هى الاستثمار الأكبر للدولة فى منطقة غرب القاهرة، لكن الأمر تطلب عددًا من السنوات، حتى شهدت المدينة كثافة سكانية، شجعت المطورين على الاستثمار هناك، وتنفيذ عدد من المشروعات السكانية، بجانب مشروعات الإسكان الاجتماعى والمتوسط التى تنفذها الدولة.
المناطق الصناعية بـ مدينة السادس من أكتوبر مقسمة إلى 6 مناطق، بالإضافة إلى منطقة المخازن، وبها كبرى المصانع العالمية، «جهينة ودومتى، وبى إم دبليو ومرسيدس ونيسان وسوزوكى، وكونكريت للملابس الجاهزة، ويونيون أير وكارير، وأريال، وأى بى إم، وميكروسوفت، وأوراكل بالإضافة لأكبر صرح تكنولوجى فى مصر وهو القرية الذكية».
وتشهد مدينة السادس من أكتوبر العديد من المشروعات السكنية، لعل أبرزها «بيراميدز هيلز، أى سيتى أكتوبر، بادية بالم هيلز، أويست أكتوبر، ليك فرونت، تاونى فرونت، تاونى هايد بارك، كيفا صبور، ذا كروان أكتوبر، ماونتن فيو».
مدينة الشيخ زايد
ما أن شهدت مدينة السادس من أكتوبر التوسع فى الأنشطة الصناعية والسكنية والتجارية، وبعد مرور 16 عامًا على تأسيسها، سارعت الدولة للإعلان عن تأسيس مدينة جديدة، أطلق عليها اسم الراحل «الشيخ زايد» لتكون البوابة الأكبر للمشروعات العقارية فى منطقة غرب القاهرة.
مدينة الشيخ زايد، والتى تم تأسيسها فى العام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبى للتنمية، سرعان ما شهدت تطوير متسارع ليصل عدد الأحياء بها لـ20 حيًّا، يضم كافة شرائح المجتمع المصرى.
وساهمت المشروعات التجارية، والتعليمية، والطبية، والترفيهية، التى أقيمت فى المدينة، كمشروعات «هايبر وان، داندى مول، مول العرب، أركان بلازا، مول أمريكانا، جامعة النيل، المدرسة البريطانية، ومستشفيات زايد التخصصى، ودار الفؤاد، جلوبال كير،علاوة على وجود العديد من المؤسسات التعليمية الدولية»، فى جذب العديد من الاستثمارات لتتحول المدينة إلى واجهة للباحثين السكن الراقى.
وتشهد مدينة الشيخ زايد، عدد من المشروعات السكنية الكبرى يأتى على رأسها « كايرو جيت، بيل فى، مون لايت، وان سيكستين، رويال ميدوز، جوار، أليجريا، فيلادج ويست الشيخ زايد، رويال ميدوز، الكرمة ريزيدنس، الصفوة، الجزيرة، تارا، ريتش مونت، زايد ديونز، حدائق السليمانية، زايد 2000، أبراج زيد»، بالإضافة لعدد من المشروعات لـ« سوديك وسيتى إيدج وأوراسكوم للتنمية العقارية».
حجم الطلب على الاستثمار فى مدينة الشيخ زايد لم يكن عائقًا، أمام مدينة السادس من أكتوبر فالمدينة وبالتزامن مع ما تشهده الشيخ زايد، شهدت تطورًا متسارعًا، وباتت محط أنظار الباحثين عن مواقع لتنفيذ المشروعات الصناعية، والتجارية، وهو ما دفع الدولة فى العام 2017، لتقسيم المدينة والإعلان عن تأسيس مدينة جديدة أطلق عليها «حدائق أكتوبر» على مساحة 27 ألف فدان.
مدينة حدائق أكتوبر
وتعد حدائق أكتوبر من أهم وأرقى المدن الجديدة، وتبدأ مساحتها من بوابة أكتوبر على طريق القاهرة الفيوم وتنتهى عند معسكر الأمن المركزى قبل بوابة دهشور، وتشهد المدينة أنشطة خدمية وسكنية وثقافية وتعليمية وسياحية وترفيهية.
ولعل أبرز المشروعات التى تقع داخل حدود المدينة الجديدة «مدينة الإنتاج الإعلامى – النايل سات – مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا – مدينة الملاهى الماجيك لاند – القرية الكونية- القطار السريع – الصالة المغطاة للألعاب الرياضية- مستشفى مجدى يعقوب- بالإضافة لأرض فرع نادى الزمالك»، كما أن موقع المدينة قريب من مشروع المتحف المصرى الكبير.
وتشهد المدينة خلال الفترة الأخيرة تنفيذ آلاف الوحدات السكنية لصالح فئتى محدودى ومتوسطى الدخل، علاوة على منطقة ابنى بيتك، وإسكان دهشور، وأبناء الجيزة، والسكن البديل لسكان المناطق الغير آمنه، وأرض القرعة بالإضافة لأكثر من 66 كمبوند سكنى مملوك لشركات تطوير عقارى.
وتضم مدينة حدائق أكتوبر عدد من المشروعات العقارية الكبرى يأتى على رأسها «كنزى- بيتا جاردنز- دجلة جاردنز- تاون فيو- جولف ريزيدنس- أستوريا- رحاب أكتوبر سيتى- الحى الإيطالى- الحى الأسبانى- المدينة المنورة» علاوة على المشروعات السكنية الفردية والتى سبق وأن خصص لأصحابها مساحات بغرض السكن.
المهندس محمد مصطفى رئيس جهاز مدينة حدائق أكتوبر قال: لدينا فرص استثمارية كبيرة، وهناك العديد من المساحات التى سيتم طرحها خلال الفترة المقبلة أمام المطورين لإقامة عدد من المشروعات السكنية، كما أننا نسعى لجذب كبار المطورين، بعد الانتهاء من عملية حصر حصر الأراضى الشاغرة، مشيرًا إلى أن المساحة التى تم استغلالها تجاوزت الـ%60 منذ تأسيس المدينة.
وتابع فى تصريحات لـ«المال» رصدنا استثمارات للعام الحالى بحوالى 5 مليارات جنيه، تشمل مشروع سكن مصر، والإسكان الاجتماعى، وأعمال الصيانة والترفيق، وأعمال الكهرباء، كما أنه جارٍ العمل على إعداد دراسة حول المنظومة الجديدة للمياه والصرف الصحى بالمدينة.
وأكد، لدينا مشروعات ستنطلق قريبا، مثل «كارفور» والذى سيقام على مساحة 40 ألف متر، أمام «سكن مصر»، وكذلك مشروع للشركة العالمية هايبر وان، والتى تنتظر القرار الوزارى بشأن عملية التخصيص، علاوة على تخصيص مساحة لإحدى الشركات المصرية بغرض إقامة سباق سيارات، كما أننا لدينا طلبات متزايدة بتخصيص مساحات لإقامة استثمارات كبرى، وقريبا سيتم طرحها من خلال هيئة المجتمعات العمرانية.
مدينة أكتوبر الجديدة
فى ذات العام 2017، أعلنت الدولة عن تأسيس مدينة جديدة، خرجت من رحم المدينة الأم «السادس من أكتوبر»، أطلق عليها مدينة أكتوبر الجديدة، وهى واحدة من مدن الجيل الرابع، تبلغ مساحتها 90 ألف فدان.
وتضم المدينة مشروعات إسكان حكومية وأهلية وخاصة متنوعة وتصلها كافة المرافق، تم تقسيمها إلى مناطق سكنية منخفضة ومتوسطة الكثافة السكانية، ومناطق ترفيهية، ومناطق استثمارية وتجارية، ومنطقة تعليمية، ومنطقة رياضية، ومنطقة ترفيهية خاصة بسباق الخيول والتى لم يشهد مثلها أى مكان آخر بمصر.
وتقع المدينة على طريق الواحات، حيث تبدأ حدودها من خلف المنطقة الصناعية وممتدة على طول طريق الواحات، ويفصلها شارع واحد عن مدينة السادس من أكتوبر، ومن المستهدف أن يصل حجم السكان فى المدينة لـ8.1 مليون نسمة.
ويعد مشروع واحة أكتوبر والمقام بنظام الشراكة بين شركة بالم هيلز للتعمير وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ويتميز بكبر مساحته التى تصل إلى 300 فدان، والتى تم تشكيلها على هيئة منطقة سكنية وأخرى تجارية، هو أحد أبرز المشروعات التى تشهدها المدينة.
كما يعد مشروع الميناء الجاف والمقام على مساحة 400 فدان أحد أهم الأنشطة التى تشهدها المدينة مؤخرا، بالإضافة للعديد والعديد من المشروعات السكنية والتجارية، التى تشهدها، فى ظل عمل جهاز المدينة على الانتهاء من ترفيق ما يقرب من 12 ألف فدان خلال الفترة الحالية، تمهيدًا لطرحها أمام المستثمرين.
المهندس أحمد ثابت، معان رئيس جهاز مدينة أكتوبر الجديدة، قال إن مشروع الإسكان الاجتماعى يعد أكبر المشاريع الاستثمارية بالمدينة، مشيرًا إلى الانتهاء من 42 ألف وحدة و24 ألفًا فى غرب المطار ضمن المشروع الحالى للإسكان الاجتماعى.
وأضاف، ثابت فى تصريحات له، من المقرر اعتماد الطرح الجديد لتنفيذ 9456 ألف وحدة فى منطقة غرب المطار إسكان اجتماعى و504 وحدات فى قطاع د 800 فدان و11 عمارة 75 مترا و432 مترا.
وأوضح، أن المدينة تحتوى على أكبر ميناء جاف فى الشرق الأوسط، بجانب منطقة لوجستية عبارة عن مخازن لخدمة الميناء، على مساحة 5000 فدان وتتضمن منطقة الميناء الجاف الذى يعد أكبر ميناء بالشرق الأوسط.
وأكد، أن قيمة الخطة الاستثمارية للمدينة لعام 2021، بلغت 2.4 مليار جنيه، تم تحقيقها بزيادة تصل لـ%115، مضيفًا كما تم اعتماد 3 مليارات جنيه فى إطار الخطة الاستثمارية للمدينة للعام القادم 2022.
مدينة سفنكس الجديدة
وتنفرد المدينة الجديدة بوجودها ضمن نطاق شبكة طرق محورية وهى «الدائرى الإقليمى – الدائرى الأوسطى – محور تحيا مصر – محور روض الفرج – طريق مصر إسكندرية الصحراوى»، وتعمل الدولة فى الوقت الحالى على تقسيم عملية تنمية مدينة سفنكس الجديدة إلى مراحل، بجانب التركيز على مد المدينة وأحيائها بالمرافق والخدمات، لجذب الاستثمارات لها.
ولعل أبرز ما يميز المدينة الواعدة، هو مطار سفنكس الدولى والذى تم إنشاؤه بهدف خدمة مدن عديدة مثل، « السادس من أكتوبر، 6 أكتوبر الجديدة، الشيخ زايد، حدائق أكتوبر»، بالإضافة لمحافظات «الفيوم، بنى سويف، المنيا».
كما يميزها أيضًا مشروع هايبر ماركت والذى تم افتتاحه فى وقت سابق على مساحة 49 ألف متر، ليكون حجر أساس لمجموعة مشاريع استثمارية وخدمية عديدة بمدينة سفنكس الجديدة، علاوة على العديد من المشروعات السكنية التى تشتهر بها المدينة والمعروفة بـ«أحياء السليمانية – وادى النخيل» واللذان يمتازان بفخامة تصميم الفيلات، مع المساحات الخضراء الواسعة.
فى العام 2018 أعلنت الدولة عن تأسيس مدينة جديدة ضمن مدن الجيل الرابع، على مساحة 77 ألف فدان أطلق عليها مدينة «سفنكس الجديدة»، وهى المدينة الواعدة كما يصفها خبراء التطوير العقارى، نظرًا لموقعها الذى يتوسط محافظة القاهرة والجيزة وقربها من مدينة الشيخ زايد.
محمد هانى العسال الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب لشركة مصر إيطاليا العقارية، قال: إن منطقة غرب القاهرة لا تقل أهمية عن منطقة شرق القاهرة، مشيرًا إلى أن الفرص الاستثمارية كبيرة وهائلة.
وأكد العضو المنتدب لشركة مصر إيطاليا فى تصريحات لـ«المال» أن مصر إيطاليا تعمل فى الوقت الراهن على دراسة عدد من الفرص الاستثمارية فى منطقة غرب القاهرة، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن مشروع جديد للشركة فى هذه المنطقة الحيوية قريبًا.
واعتبر، العسال أن المشروعات القومية التى تشهدها المنطقة علاوة على وجود المتحف المصرى الكبير ومنطقة الأهرامات التاريخية، وتنفيذ وإنشاء عدد من المحاور الرئيسية التى سهلت عملية الحركة ستكون دافع أمام العديد من المطورين للاستثمار فى هذه المنطقة.
من جانبه، قال شريف حمودة، رئيس مجلس إدارة شركة كريو للتطوير العقارى، إن القطاع الخاص يلمس اهتمام الدولة بتنمية منطقة غرب القاهرة، بالتزامن مع المشروعات التى يتم تنفيذها شرق القاهرة.
وأشار حمودة إلى توافر العديد من الفرص الاستثمارية للمطورين العقاريين فى الوقت الراهن، مؤكدا أن حجم الطلب للاستثمار فى هذه المنطقة سيتضاعف فور افتتاح مشروع المتحف المصرى الكبير، ومطار سفنكس الدولى، والقرية الكونية.
وأضاف، منطقة غرب القاهرة تقع ضمن اهتمامات كريو للتطوير العقارى، وتعمل الشركة فى الوقت الراهن على دراسة تنفيذ مشروع بها، وما أن تنتهى الدراسة ونحصل على الموافقات سيتم الإعلان عنه، مشيرًا إلى أن الدولة عملت خلال الفترة الأخيرة على توفير العديد من الخدمات التى كانت تفتقر لها المنطقة.