قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن مصر نجحت في تحويل العلمين من مدينة “ألغام” بسبب الحرب العالمية الثانية إلى منطقة جذب سياحي واستثماري كبير.
جاذ ذلك خلال جولة موسعة أجرتها الوزيرة في مهرجان العلمين الجديدة لعام 2024، بمشاركة عمرو الفقي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
تفقدت الوزيرة، شاطئ مهرجان العلمين وعددًا من الأنشطة الرياضية والترفيهية، كما التقت بجمع من الشباب المشاركين في المهرجان واستقبلت أسئلتهم.
كما عقدت مؤتمرًا صحفيًا موسعًا بحضور مختلف وسائل الإعلام، ثم اختتمت جولتها بحضور العرض المسرحي الأول لمسرحية “الشهرة”من إخراج المخرج خالد جلال، بمشاركة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة الأسبق.
واستقبلت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أسئلة الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام خلال المؤتمر الصحفي، حيث أكدت حرص الدولة على تعزيز مشاركة جميع الفئات في تنمية الاقتصاد المصري، الذي يتميز بالتنوع الكبير في موارده ويحتوي على فرص كبيرة.
وأشارت إلى أن تركيز وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالتعاون مع كل الوزرارات ومؤسسات الدولة على الاستثمار والقطاع الخاص، خاصة في المرحلة الحالية.
كما أوضحت أن التنمية البشرية وتوطين الصناعة ركيزتان رئيسيتان لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وأوضحت أن اهتمام الحكومة من خلال برنامجها الجديد بالتركيز على ثلاث ركائز رئيسية تتمثل في كيفية استقرار الاقتصاد الكلي، وتنفيذ الإصلاحات التي تفسح المجال للقطاع الخاص، بالإضافة إلى تقوية العلاقات والشراكات مع الدول المختلفة والمؤسسات الدولية المختلفة.
وأكدت أن وزارة التخطيط والتعاون الدولي تعمل بشكل متكامل مع كافة الوزارات لتحقيق استقرار الاقتصاد الكلي وتنفيذ الإصلاحات التي تُفسح المجال للقطاع الخاص.
ولفتت إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحكومة بمجرد حلف اليمين، والتي كان محورها المواطن المصري، وضرورة التعاون في العمل من خلال خطط وبرامج ومشروعات تنعكس إيجابًا على المواطن المصري، مع ضرورة وضع سياسات لتشجيع القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي، وخلق فرص للتشغيل على مستوى المدن الكبرى وكذلك في المحافظات المختلفة.
وتابعت: إن الدولة لديها العديد من المبادرات في الفترة المقبلة.
كما تطرقت إلى مبادرة “شباب بلد” التي تعتبر مبادرة دولية تنفذها الأمم المتحدة في العديد من الدول، ويتم تطبيقها في مصر بالتعاون مع القطاع الخاص والجهات الوطنية ومن بينها وزارة الشباب والرياضة وكذلك الشباب أنفسهم، حيث تعد نموذج جديد للشراكة بين القطاع العام والخاص والشباب والمؤسسات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن أهم السياسات التي تركز عليها الحكومة المصرية من خلال الخطط الوطنية، تتمثل في أن يكون الاقتصاد شامل بمعنى تضمين كل الفئات في النمو الاقتصادي من الشباب والمرأة وكل فئات المجتمع، بالإضافة إلى أن يكون القطاع الخاص ممثل وموجود وفاعل وله دور، ذلك إلى جانب التركيز على التحول الأخضر، مؤكده ضرورة أن يتضمن كل مشروع سواء قطاع عام أو خاص على معايير بيئية ومناخية خضراء.
وشددت «المشاط» على أهمية أن تتضمن أي شركة صغيرة او كبيرة جزءًا خاصًا بالاستدامة أو التحول الأخضر، موضحة أهمية التحول الأخضر أو الاقتصاد الأخضر وذلك من خلال الطاقة الجديدة والمتجددة أو من خلال تدوير أو الاستخدام الموارد الطبيعية بشكل أمثل.
ونوهت أن تلك تمثل أولويات مهمة موجودة في الاستراتيجيات والخطط الوطنية، موضحة أن الدولة لديها العديد من المشروعات في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة ومنها الهيدروجين الأخضر، كما تعاونت مع العديد من شركاء التنمية لجذب الاستثمارات للتحول الأخضر، وإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر.
وأضافت أن مدينة العلمين تمثل مدينة سياحية تضم أنشطة مختلفة ومنها المهرجانات السنوية والتي تسهم بدورها في خلق رواج بمعرفة مقاصد جديدة، حيث أن السياحة تقوم على فكرة المقاصد، حيث تمثل مدينة العلمين فرصة استثمارية كبيرة جدًا.
كما شددت على أن ذلك يمثل إرداة قوية في تحويل التحدي إلى فرصة، مشيرة إلى دور السوشيال ميديا وزيارة كبار المسئولين الدوليين في إعطاء مصداقية وخلق الصورة الذهنية الإيجابية، فضلًا عن دور المهرجانات كمهرجان العلمين، كمثال ترفيهي يلعب دورًا كبيرًا انه في خلق الصورة الذهنية حول استقرار الأمن.
وأوضحت “المشاط” أن الفترة الحالية تشهد العديد من اللقاءات بين الجانب المصري والسعودي، حيث تعد المملكة العربية السعودية من إحدى الدول ذات الاستثمارات الكبيرة في مصر، مشيرة إلى الحديث حول اتفاقية استثمارية ما بين مصر والمملكة في مجال زيادة الاستثمارات السعودية في مصر.
وأشارت إلى تركيز برنامج الحكومة على موضوع الاستثمار الأجنبي المباشر وذلك بتوجيهات السيد رئيس الجمهورية وبالتنسيق ما بين الوزرات المختلفة، وذلك بالتركيز على زيادة دور القطاع الخاص في الاقتصاد، موضحة أن هذا يمثل أكبر أولوية للحكومة المصرية والتي تسعى بكل مؤسساتها للعمل بشكل متناسق سواء على مستوى السياسة المالية، النقدية، الإصلاحات المختلفة لإتاحة الفرصة لاستثمارات أكبر من القطاع الخاص.
وتطرقت إلى الشراكات التي نفذتها وزارة التعاون الدولي خلال الفترة السابقة مع وكالات ومؤسسات دولية جديدة لمساندة مصر وتحقيق التكامل مع مصر لتطهير مدينة العلمين الجديدة ومنطقة الساحل الشمالي الغربي مصر من الألغام.
وأشارت إلى الاهتمام بالتأهيل النفسي والبدني للمتضررين من الألغام من خلال توفير الأجهزة التعويضية، مؤكدة تركيز القيادة السياسية على إنشاء مجمع متكامل لصناعة الأطراف الصناعية لخدمة الدولة والدول المحيطة.
وتحدثت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عن الإنفاق الاستثماري للدولة حيث تتضمن الخطة الاستثمارية للحكومة عدة بنود وتتوزع بواقع 42% من الإنفاق للتنمية البشرية والتي من بينها التنمية الرياضية والاهتمام بالشباب، و37% للتنمية الصناعية، و21% للمحافظات والتنمية المحلية، والتي تضم أيضًا بشكل أساسي التركيز على الشباب بما فيها الرياضة.
وأشارت إلى التعاون الكبير بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع وزارة الشباب والرياضة، لافتة إلى مبادرة شباب بلد والتي تتم تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، مؤكدةً أن الفترة القادمة ستشهد تركيزًا كبيرًا على العوائد والتدريبات المتاحة للشباب في المحافظات المختلفة ومشاركة الشباب في صناعة القرارات.
ولفتت “المشاط” إلى استضافة مصر لمؤتمر المناخ COP27، موضحة أن الطاقة الجديدة والمتجددة أو فكرة التحول الأخضر أصبحت عنصر أساسي في استراتيجيات أي دولة وفي علاقة الدولة بالمستثمرين وعلاقتها بالدول الأخرى كذلك.
وأضافت أن مصر لديها مستهدفات وطنية بتتماشى مع الأعراف الدولية، حيث من المستهدف في عام 2030 أن تصبح 42% من الطاقة المستخدمة؛ طاقة متجددة، مما يعني الحاجة إلى استثمارات في الطاقة الجديدة سواء كانت طاقة رياح، أو طاقة شمسية.
وأوضحت أن الدولة لديها العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر والتي تتم من خلال المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وصندوق مصر السيادي بالإضافة إلى الشراكات مع الدول المختلفة.
وتطرقت “المشاط” إلى مبادرة “حياة كريمة”، مؤكدةً أنها مبادرة متكاملة تشمل كافة مجالات التنمية البشرية وتطوير البنية التحتية في قرى الريف المصري، سواء على مستوى الصحة، أو التعليم والتدريب، والتشغيل و الصرف الصحي وغيرها، موضحة انها تغطي 4500 قرية، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة والعمل جاري على المراحل المقبلة.
كما أشارت “المشاط” إلى عدد من المبادرات الرئاسية الأخرى والمتضمنة مبادرة مصر خالية من فيروسC، والتي اتخذتها منظمة الصحة العالمية كنموذج لتعميمه في أفريقيا، فضلًا عن مبادرة 100 مليون صحة، والمبادرة الرئاسية لتنمية الأسرة والتي تقوم وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بالتنسيق مع الجهات المعنية فيما يخص تلك المبادرة، مشيرة إلى التعاون مع شركة المتحدة فيما يخص تنمية الأسرة والتي تركز على خصائص السكان وليس فقط معدل النمو السكاني.
وحرصت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، على تهنئة المخرج خالد جلال والقائمين على مسرحية “الشهرة” بعد عرضها الأول، مؤكدة امتلاك مصر لمواهب فنية واعدة.