قرر بعض صناع الدراما المصرية تقديم مسلسلات تحمل طابعا شعبيا في موسم دراما رمضان 2023 ، حيث يقدم النجم مصطفى شعبان دراما شعبية في مسلسله ” بابا المجال” تأليف واخراج أحمد خالد موسى وانتاج الباتروس لكامل أبو علي .
كما يقدم النجم أميركرارة مسلسل ” سوق الكانتو” الذي يتسم بالطابع الدرامي الشعبي ، تأليف هاني سرحان واخراج حسين منباوي .
ونجد أيضا أنه يشهد السباق الرمضاني القادم عرض الجزء الثاني لمسلسل ” رمضان كريم” 2 ، بطولة نجلاء بدر وسيد رجب الذي يدور في الحارة الشعبية المصرية ويتطرق لعادات وحياة الأسرة المصرية في شهر رمضان الكريم ، تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز .
ماجدة خير الله : هذه النوعية من دراما رمضان تحتاج لكاتب يفهم مفردات الناس البسيطة
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن أكثر من نصف الشعب المصري من بيئات ومناطق شعبية ، لذلك يحب الجمهور المصري الفنان الذي يعبر عن بيئته وحياته ، وهذه أحد أسباب ارتباط المشاهدين بالنجم محمد رمضان في وقت ما ، حيث كانوا يرونه المواطن المظلوم الذي يحاول الحصول على حقه في الحياة ويحبون الشخص الذي يعبر عنهم مثل الراحل فريد شوقي كانوا يسمونه بملك الترسو ، فهذه الأعمال الدرامية الشعبية تلمس الجمهور المصري بدرجة كبيرة .
وأضافت ليس كل مسلسل شعبي يستطيع النجاح ، لكن شركات الإنتاج تكون حريصة على تقديمها ، حتى في سوريا ظلت الدراما بها تقدم مسلسل ” الحارة” لسنوات كثيرة ، فكل بلد لديها مناطق شعبية مشهورة لديهم ، وتكون قريبة جدا للشعب البسيط في أي بلد وكان المسلسل ناجحا جدا .
وأكدت أن هذه النوعية من الدراما تحتاج لكاتب يفهم مفردات الناس البسيطة وكيفية حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية ولأسرية ولاتكون مجرد كتابة من الخارج والسطح فقط ، فمثلا المؤلف احمد عبد الله ناجح في هذه النوعية الدرامية حقيقة .
رامي المتولي : لو قدمت هذه المسلسلات بشكل جيد تؤثر جدا في الجمهور
بدوره، اعتبر الناقد الفني رامي المتولي أن هذه النوعية من المسلسلات ناجحة جدا ، وهي لون ليس جديدا ففريد شوقي ومحسن سرحان وعادل إمام قدموه سابقا ، لأنها منطقة ثرية جدا خاصة لو كان العمل الفني جيدا ومؤثرا في المشاهدين بسهولة .
وأشار إلى أم هذا النوع من الأعمال لا يتطلب أن يكون صناعه متفوقين في العناصر الفنية ، مثل التلوين والتصوير والإنتاج الفني فهذه التفاصيل تكون بدرجة أقل ، حيث أن هذه النوعية من الدراما تكون ذات طابع تجاري بدرجة كبيرة .
لكن لو قدمت هذه المسلسلات بشكل جيد تؤثر جدا في الجمهور ، فالعنصر الأهم فيها هي كتابة ورسم الشخصيات والسيناريو ، فلو كان هذا العنصر تحديدا في المسلسل الشعبي العمل يحقق نجاحا وفق” المتولي” .
وأردف قائلا أن مصطفى شعبان لديه قاعدة جماهيرية كبيرة لايمكن إنكارها أبدا ، حتى مع المسلسلات التي قدمها أخذ هذا اللون بناء على نجاحه الذي قدمه منذ سنتين مع النجم عمرو سعد بمسلسل ” ملوك الجدعنة” ، فهو يبني على نجاح سابق.
وأضاف أن فكرة الانتقام التي قدمها في مسلسل ” أيوب” أيضا من الأفكار الشعبية التي قدمها منذ سنوات ، فهي تيمة شعبية يتفاعل معها الجمهور بصورة كبيرة ، فهو نجم ذكي جدا ينتقي اختياراته الفنية ويعرف كيف يصل للجمهور وهذه نطقة هامة تدعم جدا طبيعة مسلسله الرمضاني القادم الذي يحمل صبغة تجارية وسيؤثر في قطاع كبير من الجمهور .
أما مسلسل رمضان كريم 2 فهو مسلسل مختلف اجتماعي لايت يناقش العادات والتقاليد الاجتماعية وفيه أكثر من شخصية جذابة والمشاهدين يرون حياتهم وأسرهم فيه وليس رؤية بطل معين أو البحث وراء تيمة الانتقام المعروفة في المسلسلات الشعبية ، وذلك يقدم في أكثر من مسلسل تليفزيوني مؤخرا وسيحقق مسلسل رمضان كريم 2 تأثيرا كبيرا في الشارع المصري وفق” المتولي” .
واستطرد قائلا مسلسل سوق الكانتو لأمير كرارة سيتوقف نجاحه في دراما رمضان على الشخصية التي سيقدمها ، فلو قدم مسلسلا شعبيا بطريقة مسلسل” طرف ثالث” بشخصية ” سليم الرايق” ، لن يحقق تأثيرا واضحا ، حتى حينما قدم مسلسل” كلبش” تناوله من جانب شخصيته كفتوة وبطل شعبي وليس كضابط شرطة، ولو قدم سوق الكانتو على طريقة ونهج شخصياته السابقة لن يكون هناك تأثير بمسلسله الرمضاني القادم ومنافسة مع المسلسلات الشعبية الأخرى ، لو لم يستطع الخروج من شخصيته في مسلسل طرف ثالث في مسلسله الجديد .
وأكد أيضا أن هذه النوعية من الدراما الشعبية تعتبر مادة مستمرة في الطلب وجذابة ومنذ بداية التلفزيون حتى هذه اللحظة ، توجد المسلسلات الشعبية من حيث وجود فكرة وجود الحارة الشعبية والبطل الشعبي بكل تنويعاتها وفكرة الانتقام والفتوة الذي يأخذ حق الغلابة فهي جذابة جدا للجمهور ويتذوقها بصورة مميزة .
نادر عدلي : تقديم الجو الشعبي في شهر رمضان الكريم بأعمال درامية يكون جيدا
من جانبه أوضح الناقد الفني نادر عدلي أن الدراما الشعبية تكون جذابة مثل نوعيات أخرى ، لكن المهم كيفية تناولها وحجم الاثارة فيها .
ولفت إلى أن تقديم الجو الشعبي في شهر رمضان الكريم بأعمال درامية معينة يكون جيدا ، حيث أن معظم الأحياء الشعبية تعبر عن المجتمع المصري نتيجة الازدحام في هذه الأحياء وتقارب الأسر ببعضها وهو غير موجود في شكل المدينة الأحدثا ، لذلك يكون الاطار الشعبي هنا له مدلوله وقوته والمسلسلات التي تستطيع التعبير عن هذا الجو الشعبي تكون قريبة للمشاهدين .
وتابع أنه يسعد الجمهور أن يرى نماذج كثيرة في هذه المسلسلات أغلبها من ” صنايعية” الذين لهم مفردات خاصة في تعاملاتهم ، وليسوا شبه الموظفين الحكوميين الذين يعملون في وظيفة محددة يوميا لا توجد فيه الإثارة بدرجة كبيرة ، لذلك هذا النوع من الدراما يكون جيدا حقيقة .
وهذا النوع من الدراما يكون مميزا حقيقة ، لكن تتوقف الأمور على طريقة المعالجة لهذه المسلسلات في النهاية وطريقة الكتابة لها وفق” عدلي”.
وعن تقديم النجوم مصطفى شعبان وأمير كرارة لمسلسلات شعبية السنين الماضية مثل ” مزاج الخير” لشعبان و” الطبال” و” كلبش” لكرارة قال : حاولوا بهذه الأعمال الفنية الاقتراب فقط من الجانب الشعبي لكنه ليس نوعا من المعالجة الحقيقية لتقديم أجواء وزمن ومكان مختلف عن الدراما السائدة .
واستطرد قائلا أن الحدث هنا هو دراما رمضان وكيف يتعامل معه الجمهور بدرجة أكبر ، من كون أن يكون الشخص هو المهم في تعامله مع الآخرين ، فهنا توجد إضافة قوية ومهمة متعلقة بالموضوع وارتباطه بالشكل والزمن .