باتت محكمة في العاصمة الهندية نيودلهي هي الوحيدة القادرة على منح آخِر أمل للكثير من المستشفيات الهندية التي تكافح من أجل الحصول على الأكسجين الذي يحتاج إليه مرضى كوفيد- 19 بشدة.
المستشفيات الهندية باتت الملاذ الأخير
وبحسب وكالة رويترز، تقيم محكمة نيودلهي العليا مؤتمرات عبر الفيديو يوميًّا لسماع التماسات المستشفيات التي تطالب بالحق في الحياة الذي يكفله الدستور الهندي. وتتم هذه المؤتمرات في حضور المسئولين المحليين والفيدراليين.
ويقول محامون إن تدخُّل القضاء أنقد حياة الكثيرين.
وقال المحامي شيال تريهان إن إدارات المستشفيات تقدمت بطلب مساعدة من محكمة نيودلهي كملاذ أخير بعد قرب نفاد الأكسجين، الأحد الماضي، وعدم تبقّي سوى 30 دقيقة منه لاستخدام ما يزيد على 42 مريضًا في مستشفى سيترام باهرتيا.
وأمر القضاة حكومة ولاية نيودلهي بتوفير إمدادات الأوكسجين فورًا.
وقال تريهان: “وصلت اسطوانات الأكسجين إلى المستشفى فورًا بعد جلسة الاستماع، ووصل صهريج بعد ساعات قليلة”.
نقص الأكسجين الطبي ألحق أضرارًا جسيمة بمدينة نيودلهي ذات الـ20 مليون نسمة خلال الأسبوعين الماضيين، وسط مشاهد غير مسبوقة لمرضى يموتون على أَسرّة المستشفيات وسيارات الأسعاف ومواقف السيارات وهم يحاولون استنشاق الأكسجين.
تسجل نيودلهي 20 ألف حالة إصابة جديدة بكوفيد- 19 يوميًّا، وسط انهيار النظام الصحي هناك، إذ تقول المدينة إنها تحتاج إلى 976 طن من الأكسجين الطبي يوميًّا، لكنها لا تحصل إلا على 490 طنًّا فقط من الحكومة الفيدرالية.
المحكمة التي تضم قاضيين تستمع إلى المحامين المفوضين من قِبل حكومة رئيس الوزراء الهندي والإدارة المحلية وهم يتجادلون حول حصص الأكسجين ومشاكل النقل ونقص الصهاريج.
نفاد صبر القضاة
وينفد صبر القضاة أحيانًا. وبنهاية الأسبوع الماضي، عبّر ممثلو حكومة نيودلهي عن مخاوفهم بشأن عدم وصول إمدادات الأكسجين في الوقت المناسب، مما يعرّض حيوات المرضى للخطر.
ودفع هذا القاضي فيبن سانغي إلى أن يحتدّ على المسئولين، قائلًا: “لقد طفح الكيل”.
وفي أواخر أبريل الماضي، قال سانغي للمسئولين الحكوميين إنهم ينبغي أن يستعيروا إمدادات الأكسجين أو حتى يسرقوها أو يستوردوها لتلبية احتياجات المدينة.
وتتعرض الحكومة الفيدرالية وحكومة ولاية نيودلهي لانتقادات حادة لعدم الاستعداد بالقدر الكافي لصعود الإصابات.
ومنذ أواخر أبريل الماضي، طلبت العديد من أفضل مستشفيات المدينة تدخُّل القضاء.