كشفت إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة التجارة الصينية أن الاستثمارات الصينية المباشرة فى مصر بلغت فى الفترة من يناير إلى سبتمبر 2021 نحو 223 مليون دولار، بزيادة قدرها %150.6 عن الفترة المقابلة من عام 2020، وفق ما صرح به زو زينشنغ، المستشار الاقتصادى والتجارى بالسفارة الصينية بالقاهرة، مضيفًا أن إجمالى حجمها سجل بنهاية عام 2020 نحو 1.191 مليار دولار.
وقال فى حوار مع «المال» عبر البريد الالكترونى، إن أبرز الشركات الصينية المستثمرة فى مصر فى الوقت الحاضر يتمثل فى «سينو ثروة» للحفر، و«شمال للبترول الدولية»، و”تيدا للاستثمار”، و”جوشى مصر لصناعة الألياف الزجاجية”، و«هواوى للتكنولوجيا»، و”XD Group”، و” EGE MAC”، و”Angel Yeast Egypt”، و”NewHope Liuhe” المحدودة، و”مصر للثلاجات والتكييفات”،و”كونكو للتكنولوجيا”.
وأشار إلى أن إجمالى حجم التبادل التجارى بين البلدين سجل فى أول 11 شهرًا من العام الماضى نحو 17.84 مليار دولار، بزيادة قدرها %38.5 على أساس سنوى.
وأوضح أنه وفقًا لإحصاءات الجمارك الصينية، بلغت واردات الصين من مصر نحو 1.51 مليار دولار، بزيادة %80.6 على أساس سنوى، بينما سجلت صادرات الصين إلى مصر 16.33 مليار، بزيادة 35.5٪ على أساس سنوى.
وأضاف «زينشنغ» أن منتجات الصادرات المصرية لبكين تتمثل فى الوقود والفواكه والمكسرات الصالحة للأكل والمخلفات والنفايات من الصناعات الغذائية، والنحاس ومصنوعاته والأحجار.
كان «زينشنغ» قد صرح سابقًا بأن الفاكهة تستحوذ على نصيب الأسد من صادرات مصر الغذائية لبلاده، منوهًا بأنه منذ عام 2019 أصبحت الفاكهة ثانى أكبر منتجات تصدير من القاهرة لبكين بعد النفط والغاز، وتابع أنه يتم تصدير التمور المصرية الطازجة والبرتقال الطازج والعنب والتمر ولب البنجر.
وعلى الجانب الآخر، تتمثل المنتجات التى تصدرها الصين للقاهرة فى الآلات والمعدات الكهربائية، والأجهزة الميكانيكية، والمركبات وأجزائها، والأدوات والأجهزة، والمنتجات البلاستيكية.
وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، سجل حجم التبادل التجارى بين مصر والصين فى الـ10 شهور الأولى من العام الماضى نحو 11.94 مليار، موزعة بين واردات مصرية بقيمة 10.78 مليار وصادرت بقيمة 1.16 مليار.
وأشارت بيانات «الإحصاء» إلى أن حجم التبادل التجارى بين البلدين سجل خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2020 نحو 10.855 مليار، موزعًا بين صادرات مصرية بقيمة 1.275 مليار، وواردات قيمتها 9.58 مليار دولار.
ولفت المسئول الصينى، إلى أن البلدين كانا قد عقدا بنجاح الاجتماع الثامن للجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة لتبادل وجهات النظر حول سبل تعميق التعاون متبادل المنفعة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، وأنشأوا مجموعة عمل حول تعزيز التجارة بين الجانبين.
وأشار إلى تصريحات الرئيس الصينى شى جين بينغ فى المؤتمر الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصينى الأفريقى التى أكد فيها أن الصين وأفريقيا ستنفذان بشكل مشترك «البرامج التسعة» التى تغطى تعزيز التجارة ومجالات التنمية الخضراء.
وأضاف المستشار الاقتصادى لبكين بالقاهرة، أن الجانب الصينى سيعمل مع مصر على تنفيذ نتائج الاجتماعات المذكورة لتعزيز التنمية وللتجارة بين البلدين.
وتابع أنه من خلال الجهود المشتركة بين الجانبين، سيحقق التعاون الاقتصادى والتجارى الثنائى نتائج مثمرة أكثر، ويسهم بشكل أكبر فى النمو الاقتصادى المستقر لهما.
تقدم سريع فى بناء الجدار الخارجى والديكور الداخلى للبرج الأيقونى بالعاصمة الجديدة
وبخصوص آخر المستجدات المتعلقة بمشروع تطوير وإنشاء حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، قال إنه فى الوقت الحاضر تم تزيين الهياكل الرئيسية للبرج الأيقونى وبعض المبانى السكنية، منوهًا بأن بناء الجدار الخارجى والديكور الداخلى للبرج يتقدم بسرعة.
وكان «زينشنغ»، قد قال فى تصريحات سابقة لـ«المال»، إن المشروع يتضمن 20 مبنى فرديًا ومشروعات بنية تحتية داعمة بمساحة بناء إجمالية تبلغ حوالى 1.9 مليون متر مربع، مشيرًا إلى أن البرج يعد أطول مبنى فى أفريقيا.
وأشار إلى أنه فى الوقت الحاضر، تعتبر الشركات الصينية متحمسة للاستثمار فى مصر، مؤكدًا أن السفارة تشجع وتدعم تلك الشركات للاستثمار بالسوق المحلية من خلال اتباع مبادئ كيانات السوق وقواعد العمليات التجارية.
شركاتنا ستشارك بشكل أكبر فى مجالات الاقتصاد الرقمى والتنمية الخضراء
وتابع أنه فى المستقبل ستشارك الشركات الصينية بشكل أكبر فى مجالات تشمل الاقتصاد الرقمى، والتنمية الخضراء، والطاقة الجديدة، وتصنيع السيارات، وذلك لتعزيز الجودة العالية والتنمية المستدامة للتعاون العملى بين البلدين.
وألقى “زينشنغ” الضوء على التعاون بين البلدين فى مشروع تصنيع الكمامات الطبية بالمنطقة الحرة بمدينة نصر، وقال إن شركة Ningbo A Plus للاستيراد والتصدير الصينية تعاونت مع شركة Euromed المصرية لتأسيس 5 خطوط إنتاج للكمامات فى مصر، تم تشغيلها بالفعل بإنتاج حوالى 300 ألف كمامة فى اليوم.
وحول التعاون المشترك بين مصر والصين فى مشروع مبادرة “الحزام والطريق”، قال إن مصر شريك طبيعى للتعاون فى المبادرة، وهى واحدة من أوائل الدول التى انضمت إلى المبادرة التى تتوافق مع رؤية 2030 للتنمية المستدامة.
وأكد أنه منذ طرح المبادرة، تم تنفيذ عدة مشروعات فى إطارها بين البلدين وتم تحقيق تقدم مطرد بنتائج مثمرة.
مشروع القطار المكهرب بمدينة العاشر من رمضان يسير بشكل سلس
وفى سياق متصل، قال إن مشروع القطار المكهرب بمدينة العاشر من رمضان يسير بشكل سلس، مضيفًا أن إنشاءات مشروع أبراج العلمين بدأت، كما جذبت منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادى والتجارى 120 شركة للاستثمار وإنشاء المصانع بها.
وتأسست منطقة تيدا للتعاون فى عام 2008، وتربط المنطقة مشروعات مبادرة «الحزام والطريق» بإستراتيجية التنمية لمحور قناة السويس فى مصر.
وتابع أنه منذ تفشى وباء كورونا تعاونت الصين ومصر بنشاط فى مكافحة الوباء، وحتى الآن تبرعت الصين بثلاثة ملايين جرعة من لقاح COVID-19 على 4 دفعات لمصر.
كما تعاونت شركتا Sinovac وVacsera وقامتا بإنشاء أول خط محلى لإنتاج لقاح لعلاج الفيروس فى إفريقيا بإنتاج سنوى يبلغ 200 مليون جرعة.
كان الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان، بحث خلال لقائه مع المدير العام لشركة سينوفاك الصينية جاو كواينج، ديسمبر الماضى المخطط الزمنى لنقل تكنولوجيا تصنيع لقاح “سينوفاك” لمصانع الشركة القابضة للمستحضرات واللقاحات الحيوية “فاكسيرا” خلال عام 2022، وبدء تدريب الفِرق العاملة بشركة فاكسيرا على مراحل وتقنيات تصنيع المواد الخام للقاح كورونا.
نعمل مع القاهرة على حل اضطرابات سلاسل التوريد
وقال المستشار الاقتصادى والتجارى بالسفارة الصينية بالقاهرة، إنه فى ضوء من استمرار تفشى الوباء تعطلت سلاسل التوريد التجارية العالمية بشكل خطير، مضيفًا أن نقص الرقائق والحاويات والعمالة وغيرها من المشكلات أدى إلى إلقاء عبء ثقيل على الشركات، وأثر سلبًا عليها وعلى الأفراد فى جميع البلدان.
وأضاف أن الصين ستركز على الصعوبات والتحديات العملية، وستعمل مع مصر على حل الاضطرابات فى سلاسل التوريد وتخفيف الضغط على الشركات الناجم عن ارتفاع تكلفة الخدمات اللوجستية الدولية وذلك لتعزيز تنمية التجارة الثنائية بين البلدين.