خلفت السنة الماضية أضرارا غير مسبوقة على القطاع الزراعى وباتت الشركات والمزارعين فى حيرة من أمرهم وعجزوا عن اختيار أفضل المحاصيل التى قد يجنوا منها أرباحا خلال الموسم الصيفى المقبل بعد تضاؤل فرص التنوع المحصولى التى نتجت العام الماضى ومستمرة حتى الآن.
كانت أسعار المحاصيل الزراعية ألحقت خسائر بملاكها خلال بدايات العام الجارى وبضغط متواصل من نزيف وركود فى السوق العالمية وحيث تعانى جميع البلدان العربية والأجنبية بلا استثناء من ويلات فيروس كورونا المستجد.
وبعد تراجع أسعار الطماطم والبطاطس والفراولة خلال العام الماضى 2020، إنضم لطابور المحاصيل المتضررة كل من البسلة والسمسم والخيار والفول السودانى والجزر.
وأكد عدد من رؤساء الشركات الزراعية أن أسعار التداول الحالية لمعظم الخضروات تُلحق خسائر فادحة بهم ،نتيجة الركود العالمى واستمرار المخاوف من تأثيرات فيروس كورونا المستجد على الأسواق العالمية والمحلية، والمحاصيل التى نجت من الأزمة هى الأعلاف بأنواعها والفلفل الألوان والمحاصيل الزيتية.
وفى البداية أكد سيد محمود رئيس مزرعة نانا للإستثمار الزراعى بوادى النطرون أن جميع المحاصيل الزراعية تخلف خسائر كبيرة وراءها فهى لا تغطى تكاليف الزراعة مشيرا إلى أن الإتجاه حاليا لزراعة اللب الأبيض والفلفل الألوان والبرسيم الحجازى.
ولفت محمود إلى أنه على سبيل المثال، فإن عوائد الزراعة للفدان من محصول البسلة 1500جنيه بانتاج طن ونصف، والسمسم 4000 جنيه والبطاطس 10الآف جنيه بعد إنتاج 10أطنان والخيار البلدى 7000جنيه بعد إنتاج 5/7 أطنان والفول السودانى 7000جنيه وتصل تكلفة الفدان فى 8حتى 12ألف جنيه.
كان عدد من المزارعين أتلفوا محصول الباذنجان والخيار والبطاطس عبر بيعها كأعلاف بسعر 500جنيه للطن أو التخلص منها على حواف الترع أو استدعاء الرعاة لإزالة المزروعات ثم زراعة محصول آخر.
وطالب محمود من الحكومة المصرية الاهتمام بأوضاع المزارعين الصعبة وغير المسبوقة، حيث لا يوجد محصول يحقق ربحية منه حاليا لا من الخضر ولا الفواكه.
ومن جانبه قال المهندس محمد اللملومى مستثمر زراعى من الأقصر وصاحب مزرعة إن زراعة الطماطم تتكلف حاليا 70 ألف جنيه للفدان الواحد وينتج الفدان 25 طناً ويدر 25 ألف جنيه فقط بخسارة ثلثى التكلفة.
ولفت اللملومى إلى أن العام الحالى سيشهد بنسبة كبيرة استمرار أسعار الخضروات كما هى وبالتالى أصبح من الأفضل زراعة محاصيل أخرى مثل الذرة الصفراء والرفيعة والمحاصيل الزيتية و البرسيم الحجازى واللب والفلفل الألوان والذرة السكرية وذرة الفيشار.
وأوضح أن سبب انهيار الأسعار هو التوسع فى زراعة المحاصيل فى المناطق الصحراوية الجديدة وتحسن الإنتاجية.
وطالب اللملومى بإيجاد سلسلة جديدة لتسويق المنتجات الزراعية أسوة بالبنجر والقمح والقصب وبعض الأحيان الخضروات التصديرية وايضا بتطبيق الدورة الزراعية لتنظيم المساحات والزراعة التعاقدية لتسويق المنتجات عبر توفير حلقات وسيطة تشرف عليها الزراعة تنتهى بتسويق الحاصلات البستانية والزراعية حيث يلتزم كل طرف ببنود الزراعة التعاقدية سواء المنتج أو المسوق أو المشترى وهو الشركة المصدرة.
بدوره قال محمود عطا مدير الإدارة المركزية للخضر والبساتين فى وزارة الزراعة أن دور الوزارة انتاجى فقط وليس تسويقى وإن توافر السلع بأسعار زهيدة يُثبت نجاح الوزارة فى الوصول لتحقيق أهدافها.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة توفر التقاوى عبر جمعياتها وعلى المزارع أن يختار ما يزرع بنفسه كما يتلقى دعماً فيما يتعلق بالتقاوى والأسمدة والمكافحة وغيرها بسعر مناسب أو مجانى فى بعض المحاصيل.