المدارس تفتح أبوابها في اليوم الثلاثاء، وبدأ أكثر من مليوني طالب وطالبة العودة المدرسية، بعد انقطاع دام نحو ستة أشهر، وسط مخاوف مُتزايدة من تداعيات انتشار مرض كورونا الجديد (كوفيد- 19).
قال وزير التربية التونسية فتحي السلاوتي، في تصريحات، للصحفيين بهذه المناسبة، إن عدد الطلاب المعنيين بهذه العودة المدرسية يتجاوز بقليل 2 مليون طالب وطالبة.
واعتبر أن العودة المدرسية لهذه السنة “ستكون استثنائية في ظل تنامي مرض كورونا الجديد.
وأشار إلى أن وزارته اتخذت كل الإجراءات، ومنها البروتوكول الصحي الذي يتضمن جملة من الإجراءات الوقائية وسط المراكز التربوية والتعليمية والتكوينية وأماكن الإقامة.
كما تشمل الإجراءات الوقائية وسائل النقل المدرسي ومراكز الطب المدرسي والجامعي ومراكز الصحة الجامعية.
وأوضح وزير التربية التونسي أن العودة المدرسية ستتم بالتدرّج بالنسبة للمستويات التعليمية بالمدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية.
ولفت إلى أن عدد الطلاب والطالبات في القسم الواحد لن يتجاوز 18 طالبًا، وذلك لضمان التباعد الاجتماعي.
وأكد أن جميع الإجراءات الاستثنائية المندرجة في إطار التوقي من عدوى مرض كورونا تنسحب أيضًا على المدراس التابعة للقطاع الخاص.
مخاوف النقابة العامة
ومع ذلك أبدت النقابة العامة للتعليم الثانوي مخاوفها وقلقها بسبب الوضع الذي عليه المؤسسات التربوية في تونس، حيث حمّلت في بيان الحكومة كامل المسئولية عن سلامة أعضاء الأسرة التربوية، وما يمكن أن تتسبب فيه ظروف العودة المدرسية من تبِعات صحية.
وحذرت من صعوبة تطبيق أي بروتوكول صحي “في ظلّ إحجام الدولة عن رصد ما يكفي من إمكانيات مادية ولوجستية وصحية لمجابهة مرض فيروس كورونا الجديد”، بحسب ما جاء في بيانها.
من جهته اعتبر المستوري القمودي، الأمين العام المساعد للنقابة العامة للتعليم الأساسي، في تصريحات للصحفيين، أن ظروف العودة المدرسية “صعبة جدًّا وفيها مجازفة كبيرة بأرواح التلاميذ”.
وأشار إلى أن أكثر من 400 مؤسسة تربوية دون مياه، و450 أخرى دون بيوت راحة.
قلق أولياء الأمور
وقبل ذلك أعرب عشرات الآلاف من أولياء التلاميذ في عريضة نُشرت، اليوم، عن قلقهم ومخاوفهم من العودة المدرسية نتيجة الانتشار المُتصاعد لمرض كورونا الجديد، وطالبوت بتأجيلها.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أعلنت، في ساعة متأخرة من مساء أمس (الاثنين)، تسجيل 747 حالة إصابة جديدة بمرض (كوفيد- 19).
وذلك في حصيلة هي الأكبر منذ انتشار هذا المرض في تونس في بداية شهر مارس الماضي.
وبهذه الحصيلة يرتفع إجمالي عدد الإصابات بهذا المرض المُسجلة في البلاد، إلى 7382، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 107، مقابل تسجيل 1991 حالة شفاء من هذا المرض.
تونس دخلت مرحلة الانتشار المجتمعي
وأمام هذا الارتفاع اعتبرت نصاف بن علية، الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة التونسية، في تصريحات نقلتها مساء أمس إذاعة “موزاييك أف أم”، أن تونس “دخلت مرحلة الانتشار المجتمعي لمرض كورونا الجديد”.
وأوضحت أن هذه المرحلة “تتميز بانتشار مرض كورونا على المستوى الوطني الأمر الذي “يستوجب التأهب والاستعداد على مستوى المستشفيات ومراكز الصحة الأساسية، ويُحتم تعزيز اليقظة الصحية للاكتشاف المبكر لحالات الإصابة”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلًا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.