تدهورت توقعات التضخم في تركيا بسبب ضعف العملة، إذ أظهر مسح رئيسي أجراه البنك المركزي للبلاد أن المحللين يتوقعون أسرع زيادة في أسعار المستهلكين منذ أكثر من عقدين ، بحسب وكالة بلومبرج.
أسرع زيادة في أسعار المستهلكين
أوضح المسح الشهري للتوقعات الصادر عن المركزي أن توقعات التضخم خلال 12 شهراً صعدت بنحو 9 نقاط مئوية إلى 42% في أغسطس مقارنة بالشهر السابق، وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2002. ومن المتوقع تراجع الليرة بأكثر من 20% من قيمتها مقابل الدولار خلال الفترة نفسها، مما يفاقم ارتفاع أسعار المستهلكين، وفقاً للتوقعات التي نشرها المركزي يوم الجمعة.
تتأثر التوقعات إلى حد ما بالتقديرات الرسمية للمركزي، حيث رفع البنك توقعاته للتضخم خلال الشهر الماضي إلى 58% في نهاية العام الجاري، مشيراً إلى التأثير الناجم عن انخفاض قيمة الليرة التركية مؤخراً.
وخسرت العملة 31% من قيمتها هذا العام، وهو ما أثقل بدوره عبء الزيادات الضريبية الأخيرة التي أعلنت عنها الحكومة لتمويل عجز الميزانية المتزايد.
تباطؤ التضخم في تركيا خلال 2024
على المدى المتوسط، يتوقع المركزي تباطؤ التضخم بعد بلوغه ذروته في الربع الثاني من العام المقبل، بينما يواصل صنّاع السياسات النقدية زيادة أسعار الفائدة تدريجياً.
على الجانب الآخر، يسعى الفريق الاقتصادي الجديد -الذي عيّنه الرئيس رجب طيب أردوغان بعد إعادة انتخابه في مايو- إلى التخلص من بعض سياسات الرئيس التركي التي تحمل شعار “تحقيق النمو بأي ثمن”، أملاً في إبطاء زيادة أسعار المستهلكين، وإصلاح الأحوال المالية العامة للبلاد.
وعلى الرغم من ذلك؛ ما تزال غالبية المشاركين في استطلاع المركزي تتوقع تحقيق نمو قوي في تركيا هذا العام، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.7% في عام 2023 بأكمله، مع تسارع النمو إلى 4% العام المقبل، وهي توقعات مشابهة لنتائج المسح في يوليو.