مراقبو السوق يتوقعون أن يستمر تقلب أسعار الأصول الصينية في الأشهر المقبلة، إذ إن الاحتجاجات المتزايدة في البر الرئيسي بسبب قيود كوفيد ألقت بظلالها على مسار إعادة فتح البلاد.
انخفض مؤشر الأسهم الصينية بالداخل بنسبة وصلت إلى 2.8%، بينما تدهور “مؤشر هانغ سينغ” في هونج كونج بنسبة 4.2%، وسجل كل منهما أكبر خسارة يومية له منذ شهر. وخسر اليوان المحلي 1% من قيمته عند بداية التداول، في أكبر هبوط له منذ مايو الماضي، قبل أن يقلص خسائره قليلا.
تسعير المخاطر
قال كريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون غروب”: “قد نرى تجنبا للمخاطر في مختلف جوانب الأسواق الصينية، نحن نشهد بعض التدفقات الخارجة من اليوان المتداول بالخارج، والتي أعتقد أنها مؤشر جيد على الأداء المتوقع للأسواق الصينية”، مضيفا أن توقعات الصين على المدى الطويل لا تزال قوية نسبيًّا.
بيع كثيف
قالت جيسيكا أمير، محللة السوق في “ساكسو كابيتال ماركتس” في سيدني: “ربما أصبح أي شيء منكشف على الصين هنا عرضة للخطر، وما زلنا لم نرَ رد الحكومة بعد.. في كلتا الحالتين، ستكون الأرباح المستقبلية للشركات التي تتعرض للسوق الصينية موضع شك، ومن المحتمل أن يعبّر المستثمرون عن ذلك عن طريق البيع”.
ذكرت كارين جوريتسما، رئيسة قسم الأسهم الأسترالية في “آر بي سي كابيتال ماركتس” أن “ذلك يثير مخاوف ويؤدي إلى عمليات بيع كثيف في جميع أنحاء المنطقة، لكننا رأينا ذلك من قبل، ولن يكون البيع بالغا في تأثيره.. أعتقد أن المشكلة الأكبر تتعلق بالمدى الطويل، وماذا سيعني ذلك لسلسلة التوريد والشركات”.
طريق وعرة
قال ستيفن لوك، الرئيس التنفيذي في “فاونتين كاب ريسيرتش آند انفستمنت” في هونغ كونغ: “أتوقع أن تظل الأسواق متقلبة في الأشهر المقبلة، حيث تعيد الصين ترتيب نفسها لمواجهة تفشي كوفيد”.
أضاف لوك: “الواقع على الأرض فوضوي حيث يكافح المسؤولون لتنفيذ 20 توجيهاً جديداً صدر عن اجتماع الحزب بشأن سياسة صفر كوفيد، مع الحفاظ على عدم زيادة عدد الحالات… من المرجح أن يستمر العمل على عدة جبهات في فصل الشتاء وقد يصل ارتفاع عدد الحالات إلى نقطة اللاعودة، حيث لا يعود ممكناً تحقيق صفر كوفيد إلا في حال فرض إغلاق كامل في جميع المدن الصينية”.
إحباط المستثمرين
قال غابرييل ويلداو، العضو المنتدب في “تينيو هولدينغز” في نيويورك: “ستستجيب الأسواق بشكل سلبي للاحتجاجات واسعة النطاق وأرقام الحالات المتزايدة، التي يرجح أن تؤدي إلى اضطرابات جديدة في سلسلة التوريد وتقلص الطلب الاستهلاكي، على الأقل على المدى القصير… ربما يشارك المستثمرون أيضاً المحتجين في بعض مشاعر الإحباطـ، إذ توقعت كلتا المجموعتين -ربما خطأً- أن الإجراءات العشرين التي أُقرّت في اجتماع الحزب تعني تحولاً حاسماً في السياسة بعيداً عن أهداف صفر كوفيد، والآن أصيبت كل مجموعة منهما بالفزع لرؤية المسؤولين المحليين يعودون إلى عمليات الإغلاق الصارمة”.
عملة أضعف
الخبراء الاستراتيجيون في “كومنولث بنك أوف أستراليا” بمن فيهم جوزيف كابورسو ، كتبوا في مذكرة: “الوضع المتدهور لكوفيد في الصين سيُضعف غالباً الدولار الأسترالي واليوان الخارجي”. وأضافوا أن استمرار عمليات الإغلاق “سيكون له تأثير سلبي حتما على النشاط الاقتصادي بسبب القيود المفروضة على الحركة”.
مراقبة رد الحكومة
قال روبرت مومفورد، مدير الاستثمار في “غام هونغ كونغ: “الاحتجاجات تخلق حالة من عدم اليقين ولكن هدف إعادة الفتح قد تحدد فعلاً منذ مؤتمر الحزب… تكمن المشكلة في أن المسار والوتيرة غير واضحين… يشك المرء في أن هذا النوع من الضغط العام قد يشجّع على تسريع وتيرة إعادة الفتح… وهو أمر إيجابي إن حدث … لكن يبقى أن نرى كيف ستتفاعل السلطات مع الأحداث الأخيرة”.