أعلنت السعودية الإثنين، عن مبادرة لإنهاء النزاع في اليمن، قوبلت بترحيب يمني وعربي واسع النطاق، فيما قال الحوثيون إنه لا جديد فيها.
المبادرة السعودية تحظى بترحيب عربي
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إنه “استمرارا لحرص المملكة على أمن واستقرار اليمن والمنطقة والدعم الجاد للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، فإنها تعلن عن مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل”.
وأضاف الوزير السعودي، في مؤتمر صحفي، أن المبادرة تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
ودعا الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، التي قال إنها “تمنح الحوثيين الفرصة لوقف نزيف الدم اليمني ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وأن يكونوا شركاء في تحقيق السلام”.
ذكرى بدء عمليات التحالف العربي
وتابع أن المبادرة التي تهدف إلى حماية الشعب اليمني سارية منذ الآن، وهي”الحل الوحيد للخروج بحل سياسي”، وعبر عن تفاؤله بموافقة الشركاء الدوليين على المبادرة وإنجاحها.
وتأتي المبادرة السعودية قبل أيام من الذكرى السادسة لبدء عمليات التحالف العربي، بقيادة المملكة، في 26 مارس 2015 ضد الحوثيين، ودعما للرئيس اليمني وحكومته.
وكان الحوثيون قد بدأوا الحرب على الحكومة المعترف بها دوليا في العام 2014، واجتاحوا في سبتمبر من العام ذاته العاصمة صنعاء، وسيطروا بعدها على معظم محافظات شمال البلاد.
ورحبت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان بالمبادرة السعودية، التي “تأتي استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية”.
واعتبرت أن المبادرة “اختبار حقيقي لمدى رغبة جماعة الحوثي بالسلام، واختبار لمدى فاعلية المجتمع الدولي المنادي بإنهاء الحرب واستئناف المسار السياسي”.
المبادرة لا تحمل جديدا
بينما قالت جماعة الحوثي، إن المبادرة لا تحمل جديدا، داعية السعودية إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل.
وأكد المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، أن “المقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي مرفوض، وأي مبادرة لا تلتفت للجانب الإنساني فهي غير جادة”.
وأضاف أن “تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق”، وأشار إلى أن “الذهاب للحوار بين اليمنيين يكون بعد إعلان السعودية وقف العدوان وفك الحصار”.
بدوره، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط عن تأييده للمبادرة السعودية، واعتبرها “خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة في اليمن”.
تأييد الجامعة العربية
ورأى أبوالغيط، في بيان أن المبادرة تعكس صدق نوايا السعودية وسعيها للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب، وأوضح أن النقاط الأساسية في المبادرة تمثل “نقطة انطلاق لحوار سياسي شامل، ومعالجة متوازنة لشواغل مختلف الأطراف، بما في ذلك الطرف الحوثي”.
وأكد أن “الكرة الآن في ملعب جماعة الحوثي”، التي طالبها بـ “تنحية أية مصالح خاصة أو أجندات خارجية، والنظر إلى الفرصة التي تنطوي عليها المبادرة من أجل رفع المعاناة عن الشعب اليمني والشروع في حوار سياسي شامل ينهي الأزمة”.
كذلك رحبت مصر، في بيان بالمبادرة السعودية، وثمنت الجهود الصادقة للمملكة وحرصها الدؤوب على التوصل لتسوية شاملة في اليمن، تنهي أزمته السياسية والإنسانية الممتدة.
ودعت القاهرة، كافة الأطراف اليمنية للتجاوب مع المبادرة السعودية بما يحقن دماء الشعب اليمني ويدعم جهود إحلال السلام في اليمن.
من جانبها، أعلنت الكويت دعمها للمبادرة السعودية، ودعت الأطراف اليمنية للتفاعل الإيجابي مع المبادرة، والالتزام التام بها، بغية إطلاق المشاورات بين الأطراف اليمنية وصولا إلى الحل السياسي المنشود.
وحثت الخارجية الكويتية، في بيان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لدعم هذه المبادرة، من أجل إنهاء الصراع في اليمن .
ترحيب الأردن بالمبادرة
الأمر نفسه للأردن، الذي رحب بالمبادرة السعودية، وأكد دعمه الكامل لها.
ورأى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في بيان أن المبادرة توفر طرحا متكاملا للتوصل لاتفاق سياسي شامل منسجم مع قرارات الشرعية الدولية ينهي الأزمة ويحمي اليمن وشعبه ويعزز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأشار إلى أن المبادرة “تمثل خطوة عملية في جهود إنهاء الأزمة الأمنية ومعالجة تبعاتها الإنسانية الكارثية”.
أما وزارة الخارجية القطرية، فقالت في بيان إنه “بعد إعلان السعودية مبادرتها الهادفة لإنهاء الأزمة اليمنية، فإن دولة قطر تعلن ترحيبها بكافة المبادرات والجهود الهادفة لإنهاء الحرب في اليمن”.
وعبرت الدوحة، عن “تطلعها لأن يكون المسار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية هما المسار الذي يلتف حوله الفاعلون في المشهد اليمني كافة والمجتمع الدولي ككل من أجل تحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والاستقرار والازدهار”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.