أعدت النقابة العامة للمبرمجين المصريين دراسة عن أوضاع المبرمجين فى مصر بناء على عدد سنوات الخبرة والتوزيع الجغرافى على المحافظات والمسميات الوظيفية ولغات البرمجة الأكثر استخداما وكذلك تأثير جائحة كورونا.
وشارك فى الدراسة نحو 930 شخصا خلال الفترة من 26 نوفمبر إلى 20 ديسمبر الماضيين موزعين على 23 محافظة بواقع %64 يعملون فى القاهرة، تلتها مدينتا الإسكندرية والجيزة بنسبة %8 لكل منهما، ثم الدقهلية بنسبة %4.
استحوذ ذوو الخبرات الأقل من 4 سنوات على نصف عدد المشاركين، ثم أصحاب الخبرات التى تتراوح بين 4 و6 سنوات حوالى 170 مشاركا، و120 مشاركا لأولئك الذين تتراوح خبراتهم بين 10 إلى 15 عاما.
وأرجعت الدراسة التى حصلت «المال» على نسخة منها – انخفاض أعداد أصحاب الخبرات من 7 إلى 9 سنوات لكونهم أكثر الفئات التى تفضل السفر والعمل خارج مصر، ثم يعودون للبلاد مجددا مما يرجح كفة أصحاب الخبرات من 10 إلى 15 عاما، بينما يقل أعداد المبرمجين الذين يمتلكون خبرات أكثر من 15 عاما.
وحصدت كلمة مطور «developer» على %45 من المسميات الوظيفية الشائعة داخل المهنة، تلتها كلمة مهندس “engineer” بنسبة %15 وتوزعت النسبة المتبقية على أخرى إلا أن المسمى الوظيفى الأكثر استخداما بسب الوظيفة هو مبرمج.
«الجافا» تستحوذ على %17 من اللغات المستخدمة.. و«#c» وصيفا
فى سياق متصل، أظهرت الدراسة أن أكثر لغات البرمجة استخداما فى مصرهى لغة «الجافا» بنسبة %17 بسبب زيادة الاعتماد عليها فى برمجة الموبايل، وجاءت لغة “C#” فى المركز الثانى بنسبة تزيد عن %15، ثم لغة الباثيون «python» بنسبة %11.
%63 يعملون بقواعد بيانات «مايكروسوفت» .. و%20 «أوراكل»
على صعيد آخر، أكد %63 من المشاركين فى الدراسة أنهم يعملون بقواعد بيانات «Microsoft SQL server» تلتها قواعد بيانات «أوراكل» بنسبة تقل عن 20 % الأمر الذى يختلف كليا مع مؤشرات السوق العالمية والتى تظهر سيطرة قواعد بيانات “MYSQL”.
وحول أثر جائحة كورونا على أوضاع المبرمجين المصريين، كشفت الدراسة أن نسبة المتأثرين من الوباء خلال العام الماضى بلغت 28 % مقارنة مع 36 % فى 2020، بينما بلغت نسبة المبرمجين الذين انخفضت مرتباتهم %17 مقابل %24 خلال العام قبل الماضى، بينما وصلت نسبة الذين تركوا وظائفهم %11 مقارنة مع %12 خلال فترة المقارنة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد المشاركين فى دراسة 2020 كانوا 100.
90 ألف جنيه أكبر راتب لعدد سنوات خبرة من 10 إلى 15 عاما
وعن مستويات المرتبات حسب عدد سنوات الخبرة، كشفت الدراسة عن حذف %2 من المبرمجين أصحاب أقل وأكبر مرتبات، علاوة على حذف البيانات غير المكتملة مثل عدم ذكر الوظيفة أو المرتب أو المحافظة، مع العلم أن الفارق بين أقل مرتب وأكبر مرتب وصل إلى 22 ضعفا فى عدد سنوات الخبرة التى تتراوح بين 10 إلى 15 عاما، وسجل أكبر مستوى مرتب فى هذه الفئة نحو 90 ألف جنيه.
وأكدت أن الفارق الكبير بين أقل وأعلى مرتب يرجع إلى مشاركة فئتين فى الدراسة هما العاملون فى الحكومة وأولئك الذين يعملون عن بعد مع شركات أجنبية وهؤلاء رغم انخفاض مرتباتهم عن العاملين بتلك الدول نفسها فإن مرتباتهم تبلغ أضعاف نظرائهم فى الشركات المحلية.
وورد فى الدراسة أن وظيفة مدير المشروع «project manager» جاءت فى المركز الأولى من حيث متوسط المرتب بأكثر من 32 ألف جنيه، تلتها وظيفة «software team leader» بمتوسط مرتب يزيد عن 23 ألف جنيه أعقبتها وظيفة «software team leader» بمرتب زاد عن 23 ألف جنيه، ثم “software senior developer “ بمرتب يزيد عن 18 ألف جنيه.
وسجلت القاهرة أعلى متوسط مرتبات فى جميع الفئات باستثناء الخبرات من 4 إلى 5سنوات فرغم أن أكبر مرتب فى هذه الفئة سجل من مشارك فى القاهرة إلا أن المتوسط كان أعلى فى محافظة الإسكندرية.
وفى مصر سجلت وظيفة “ Software Architecht” أعلى متوسط رواتب، تلتها وظيفة “ Technichal Project Manager “ فى حين أن أقل المرتبات سجلها الطلاب الذين يعملون بجانب دراستهم مقارنة مع المؤشرات العالمية والتى تؤكد أن أعلى وظيفة راتبا هى «Engineering Manager» ثم «Senior Executive»، بينما تتصدر وظائف (C-Suite VP ) و“Senior Executive” يليها وظيفة «Engineering Manager» الترتيب فى أمريكا، أما أقل الوظائف فكانت للطلاب سواء عالميا أو داخل الولايات المتحدة.
وانتهت الدراسة إلى تمركز المبرمجين فى محافظة القاهرة الأمر الذى يتطلب توجها من الدولة لإنشاء قرى تكنولوجية فى محافظات أخرى مثل الإسكندرية والدقهلية أو المحافظات التى تم إنشاء كليات حاسبات ومعلومات بها، علاوة على انخفاض متوسط رواتب العاملين فى مصر بنسبة %5 مقارنة مع المتوسط العالمى مما يجعل مصر سوقا واعدة لاستقطاب الشركات العالمية.
كما خلصت إلى وجود عجز واضح فى أعداد المبرمجين من أصحاب الخبرات التى تتراوح بين 4 إلى 10 سنوات الأمر الذى يمكن تكرار حدوثه حال استمرار سفر المبرمجين للعمل خارج مصر مما قد يؤدى فى النهاية إلى عملية تصحيحية عبر زيادة مرتبات المبرمجين داخل مصر خصوصا بين هذه الفئة.
وقال محمد حسنين، نقيب المبرمجين، إن الدراسة استهدفت التركيز على المبرمجين المصريين المقيمين فى البلاد بما فى ذلك أولئك الذين يعملون عن بعد، موضحا أن منهجية الدراسة هى استخدام الأسلوب الإحصائى التحليلى الذى يرتكز على جمع وترتيب العينة ثم تبويبها والوصول إلى استنتاجات من خلالها.
وأكد – فى تصريحات لـ«المال»- أننا بصدد رفع نتائج الدراسة خلال المرحلة المقبلة إلى كل من مركز معلومات مجلس الوزارء وزارة الاتصالات والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء من أجل تحسين أوضاع المبرمجين، خاصة مع وجود فجوة كبيرة فى رواتبهم بالسوق المحلية.
ولفت إلى أن النقابة قامت خلال الأعوام الماضية بتوقيع اتفاقات تعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» التابعة لوزارة الاتصالات تتيح حصول المبرمجين على دورات تدريبية بأسعار مخفضة بهدف رفع مهارات أعضائها، إلى جانب إطلاقها مع بداية العام الحالى برنامج رعاية صحية لهم.
يشار إلى أن نقابة المبرمجين تأسست فى محافظة القاهرة خلال أكتوبر2011 وتسعى إلى تحقيق عدة أهداف أبرزها الارتقاء بالمستوى العلمى والمهنى للمبرمجين ،والعمل على تطوير المهنة وتحسين الأداء، فضلا عن المساهمة فى دراسة خطط التنمية الاقتصادية والمشروعات البرمجية، والعمل أيضا على تشجيع البحث العلمى وتنمية البحوث والدراسات، وتسوية المنازعات ذات الصلة بالمهنة التى تنشأ بين أعضائها أو بينهم والجهات التى يعملون بها.
وتشترط النقابة للحصول على عضويتها أن يكون المتقدم لها مصرى الجنسية ويحمل مؤهلا عاليا ويتمتع بسمعة حسنة، وألا يكون صدر ضده حكم بعقوبة مقيدة للحرية فى جريمة مخلة بالشرف والأمانة أو فى إحدى جرائم استعمال الحاسب على وجه مخالف للقانون، ألا يقل عمره عن 18 عاما عند التقدم بطلب العضوية، ولديها فروع فى محافظات الإسكندرية والشرقية والدقهلية والبحيرة.