عمقت الليرة التركية من خسائرها مقابل الدولار القوي، بعد جلسة أمس التي نجح خلالها في التقاط الأنفاس عقب النزول لمستويات تاريخية، وارتفع الدولار القوي مقابل الليرة التركية في هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الثلاثاء، إلى مستويات 8.744 ليرة، مقتربًا من مستوياته القياسية منذ أسبوع.
وتقترب الليرة التركية من مستهدفات بنوك الاستثمار الكبرى التي توقعت سقوط الليرة إلى مستويات تفوق الـ9 ليرات مقابل الدولار. وتوقع بنك “يو بي إس” بأن الليرة التركية ستنخفض بنهاية الربع الثالث، وصولًا لـ 9.3 ليرة تركية لكل دولار أمريكي.
ويعزى السبب في رفع الهدف السعري لسعر الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي؛ إلى خطط الفيدرالي الأمريكي الرامية لتشديد السياسة النقدية قبل الأوان مع ارتفاع التضخم.
ويرى بنك ويلز فارجو أن الليرة التركية لا تدفع للتفاؤل في ظل الظروف الحالية.
وينضم البنك الاستثماري التركي إلى الحزب الرافض لخفض الفائدة، باعتبارها قد تكون خطوة ضارة للغاية بسعر الصرف، وكذلك التوترات الجيوسياسية.
الذهب ضعيف
ويرتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية، مقابل سلة من 6 عملات خلال تلك اللحظات إلى قمة 3 أشهر والتي لامسها في 18 يونيو الحالي.
وارتفع مؤشر الدولار إلى مستويات 92.1 بينما انخفضت اليورو 0.2% ونزل الين 0.1%، فيما تراجع الاسترليني 0.35% وانخفض الدولار الأسترالي .6%.
وعلى الجانب الآخر يبدو أن المعدن الأصفر يوسع خسائره لتصل إلى أكثر من 15 دولار بعد النزول أدنى مستويات الدعم الهامة. ونزل الذهب إلى مستويات 1763 دولار للأوقية والتي تعد الأدنى منذ مطلع أبريل الماضي، وذلك قبل أن يعوّض بعضًا من خسائره.
ارتباك ورؤية مشوشة
يبدو أن السوق يقع تحت الضغط من جديد؛ بعد تلميحات من مسؤولي الفيدرالي بشأن توقعات المسؤولين للتضخم وما إذا كان مرحليًا أم دائم، وقال عضو الفيدرالي الأمريكي، راندل كوارلز، مساء أمس الإثنين، أن أعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك يدركون جيدًا أنهم قد يكون مخطئين بشأن معدلات التضخم.
وقال كوارلز إذا لم نشهد في غضون عام استقرارا في معدلات التضخم بالقرب من المستهدف 2%، فإن لدى البنك الأدوات اللازمة لمعالجة ذلك.
وبهذا الصدد يرى كبير الخبراء الاقتصاديين لدى أليانز، محمد العريان، أن المستويات المرتفعة للتضخم في الولايات المتحدة ليست مؤقتة وأن الاحتياطي الفيدرالي مخطئ في تقديراته. وقال العريان :”أرى كل يوم دليًلا على أن التضخم ليس مؤقتًا ولدى قلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتخلف عن الركب”.
وأوضح كبير الاقتصاديين لدى إليانز أنه إذا تحقق ذلك فقد يضطر إلى رفع الفائدة وتشديد السياسة النقدية في وقت أقرب مما يود.