أعلنت القوات المسلحة السودانية سيطرتها على مدينة الأبيض، في وقت تتواصل فيه الخروقات بعد إعلان كل هدنة في السودان منذ بدء الصراع قبل أكثر من أسبوع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأضاف الجيش السوداني في بيان بثه الأحد عبر التلفزيون الرسمي، أن قواته بسطت سيطرتها على مدينة الأبيض وسط ولاية شمال كردفان في السودان.
بيان القوات المسلحة السودانية
وأتى هذا الإعلان بينما سجلت هدنة العيد التي اتفق عليها يوم الجمعة الماضي، من أجل السماح للمواطنين بالوصول إلى مناطق آمنة وزيارة عائلاتهم خلال عيد الفطر، خروقات عدة مجدداً.
فقد سمعت اشتباكات متقطعة في العاصمة الخرطوم بين الجيش والدعم السريع، بعدما انطلقت المواجهات العسكرية العنيفة بينهما في 15 أبريل الجاري.
ودوت قذائف وتبادل لإطلاق النار في أم درمان والخرطوم بحري، وتحليق لطيران الجيش.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع تتحرك في أحياء بالخرطوم ومنها حي شمبات.
إلى ذلك، لفت إلى أن حركة نزوح المدنيين مستمرة إلى مناطق وولايات خارج الخرطوم، التي لا تزال تشهد اشتباكات بين الفينة والأخرى، على الرغم من الهدوء الحذر نسبياً.
في حين أعلن الدعم السريع ببيان مقتضب، في وقت سابق اليوم أن طائرات الجيش استهدفت قواته في منطقة كافوري بالخرطوم بحري.
من ناحية أخرى، دفعت المعارك الدائرة في السودان الكثير من الدول إلى إجلاء رعاياها أو موظفي سفاراتها برا وجوا وبحرا.
وجرت بعض عمليات الإجلاء من بورتسودان على البحر الأحمر، على مسافة 850 كيلومترًا (530 ميلًا) بالسيارة من الخرطوم بعدما تحول المطار الرئيسي في العاصمة الخرطوم لمسرح لمعارك عنيفة والذي يخضع لسيطرة قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش.
حرب أشمل وأوسع تلوح في الأفق
يشار إلى أن الجيش كان قد أعلن، الجمعة الماضية، أنه وافق على وقف لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة العيد، دعا إليه قبل يوم واحد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
إلا أن الطرفين فشلا حتى الآن في الالتزام الكلي والتام بوقف إطلاق النار.
وتشهد السودان منذ الأسبوع الماضي، اشتباكات عنيفة بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، لاسيما في الخرطوم، ما منع الآلاف من الخروج إلى ولايات أخرى آمنة، أو السفر عبر مطار العاصمة إلى الخارج.
في حين قوض هذا الانزلاق المفاجئ إلى الحرب في السودان خططا لاستعادة الحكم المدني، ودفع البلد الذي يعاني من الفقر بالفعل إلى شفا كارثة إنسانية، وهدد باندلاع حرب أشمل وأوسع.
لا سيما أنه لا توجد أي مؤشرات حتى الآن على أن أيا من الطرفين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع وإجراء حوار، بحسب ما أكد سابقا كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
فيما ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 260 قتيلاً مدنياً، ونحو 1500 مصاب، بحسب ما أفادت اليوم لجنة أطباء السودان.