أعلنت جمعية البيزنس الأوروبى (AEB) التى تمثل المستثمرين الأجانب فى روسيا أن إجمالى مبيعات سيارات الركوب والمركبات التجارية الخفيفة هوت بحوالى %63 فى السوق الروسية خلال مارس الماضى لتنزل إلى 55 ألف وحدة فقط بسبب الحرب الأوكرانية، مقارنة مع نفس الشهر من عام 2021.
وهوت مبيعات الموديلات الفاخرة فى السوق الروسية خلال الشهر الماضى مع هبوط الروبل بسبب الحرب فى أوكرانيا والعقوبات الغربية المشددة على اقتصاد موسكو، خاصة موديل لكزس الذى تنتجه شركة تويوتا، بعدما انخفض بنسبة %91، وكذلك بورش الفاخرة التى تنتجها وحدة بورش التابعة لمجموعة فولكس فاجن بحوالى %73.
وذكرت شبكة (CNN) بيزنس الأمريكية أن مبيعات السيارات فى السوق الروسية تعرضت لهبوط حاد خلال الشهر الماضى، بسبب غزو موسكو لجارتها أوكرانيا مما تسبب فى فرض عقوبات غير مسبوقة على اقتصاد روسيا نجم عنها انسحاب الشركات الأجنبية وتوقف إنتاج مصانعها فى روسيا.
وتعرضت مبيعات جميع العلامات التجارية الأوروبية والأمريكية والآسيوية لخسائر حادة فى سوق روسيا خلال شهر مارس الماضى، ولكن أكبر الخسائر كان من نصيب فولكس فاجن الألمانية أكبر شركة سيارات فى أوروبا والتى هبطت مبيعاتها بأكثر من %74 فى روسيا وبعدها سكودا التشيكية ثم تويوتا اليابانية، بينما كان إجمالى المبيعات تراجع بنسب %4.8 فقط خلال فبراير لأن الغزو حدث يوم 24 من نفس الشهر فلم يكن للحرب تأثير معظم أيام ذلك الشهر.
وأسرعت شركات السيارات العالمية ومنها تويوتا وفولكس فاجن وجنرال موتورز الأمريكية بالخروج من روسيا وتجميد أنشطتها هناك، وكذلك منع تصدير سياراتها لروسيا بسبب قرار الرئيس فلاديمير استمرار الحرب، رغم العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى على اقتصاد موسكو.
وأعلنت شركة رينو الفرنسية التى تملك شركة افتوفاز الروسية للسيارات أنها علقت جميع أنشطتها فى مصنعها فى العاصمة موسكو وتدرس الخيارات المتاحة للتخارج وبيع حصتها فى الشركة الروسية.
وأدى انهيار الروبل إلى ارتفاع متوسط سعر السيارة الجديدة فى روسيا بما يتراوح بين %35 و%45 خلال شهر مارس الماضى كما جاء فى موقع أوتوستات لتحليل سوق السيارات الروسية على الإنترنت والذى أشار إلى ارتفاع معدل التضخم السنوى بحوالى %16 خلال الشهر الماضى.
ورغم أن الموديلات المحلية مثل لادا التى تنتجها افتوفاز ستستفيد من انسحاب الشركات الأجنبية إلا أن العقوبات الغربية ستعطل سلاسل إمدادات المكونات اللازمة للتصنيع مما سيؤدى إلى نقص حاد فى قطع الغيار وهبوط الإنتاج لدرجة أن الشركة أعلنت أنها ستقلل أيام العمل إلى 4 فى الأسبوع اعتبارا من يونيو القادم وإنتاج موديلات جديدة تعتمد على المكونات المحلية ولاتستخدم المكونات المستوردة.
وترى كارول توماس محللة أسواق السيارات فى وسط وشرق أوروبا بوكالة (LMC) أوتوموتيف أن شركات السيارات الصينية ستنتهز خروج الشركات الغربية وتزيد من تصدير سياراتها للسوق الروسية وتخطط لإنشاء قاعدة إنتاج لها فى روسيا خلال الشهور القادمة.
وارتفعت مبيعات شركات السيارات الصينية ومنها جريت وول موتورز وجيلى فى السوق الروسية خلال الربع الأول من العام الحالى وتراجعت خسائرها من الشركات الغربية المنافسة لها فى شهر مارس الماضى، حيث زادت مبيعاتها بعد انسحاب الشركات الأحنبية.
وأعلنت الجمعية الصينية لمصنعى السيارات أن إجمالى مبيعات المركبات هبطت فى مارس الماضى بحوالى %11 لتنزل إلى 2.25 مليون سيارة مقارنة مع نفس الشهر من عام 2021.
وأوضحت الجمعية أنه تم تسجيل رقم قياسى بحجم إنتاج ومبيعات المركبات التجارية فى الصين فى مارس الماضى، وبلغ حجم إنتاج المركبات التجارية 579 ألف وحدة فى الشهر الماضى، بزيادة %55.2 على أساس سنوى، بينما ازداد حجم المبيعات بنسبة %68.1 ليصل إلى 651 ألف وحدة.
وبلغ حجم إنتاج هذه المركبات 1.39 مليون وحدة، بزيادة %76.9 خلال الربع الأول من العام الجارى على أساس سنوى، وبارتفاع بنسبة %26.1 قياسا إلى الفترة المماثلة من عام 2019 وهذا يعنى أنها يمكنها تصدير المزيد من المركبات التجارية لروسيا.
وأعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا فى 24 فبراير الماضى وغزوها، ولكن على الفور أعلنت العديد من الدول الأوروبية وحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة من فرض عقوبات على روسا باعتبارها الدولة الغازية، وفى ظل هذه العقوبات، أعلنت عدد من التقارير أن مبيعات السيارات الجديدة فى روسيا قد تنهار بحوالى %50 فى 2022.
وأدى انهيار قيمة العملة الروسية الروبل مقابل الدولار بعد العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسى إلى هبوط مبيعات السيارات فى أسوأ انهيار فى مبيعات السيارات فى روسيا منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008.
وبلغت مبيعات السيارات الجديدة فى روسيا 1.67 مليون سيارة العام الماضى، أى حوالى %2.3 من مجمل المبيعات العالمية، ومن أبرز الموردين للسوق الروسية رينو – نيسان وهيونداى – كيا ولكن ستقل هذه المبيعات كثيرا بعد أن أعلنت معظم شركات السيارات الرئيسية العالمية عن إيقاف عمليات التصدير لروسيا ومنها تويوتا وفولكس فاجن وفورد وهوندا وبى إم دبليو ومرسيدس وجاكوار وغيرها لحين تجاوز الأزمة فى أوكرانيا.