على مدار السنوات الثمانى الأخيرة تم إعلان “وفاة بيتكوين” أكثر من 439 مرة وفقا لـ”سجل تأبين بيتكوين” وهو سجل يتتبع القصص الإعلامية التى تدعى أن بيتكوين عملة لا قيمة لها.
ومع ذلك، بدا أن كل هذه القصص بعيدة عن الحقيقة، إذ مرضت بيتكوين كثيرا لكنها لم تمت أبدا وفقا لما يراه جو شيو كبير محللى التشفير لدى منصة TradeSmith.
وتمر بيتكوين وقطاع العملات الرقمية بالكامل بمرحلة صعبة إثر الانهيار المفاجئ لبورصة “إف تى إكس” التى كان ينظر إليها كأحد أعمدة الصناعة.
وكانت البورصة تحتفظ بأصول قابلة للبيع السهل بقيمة مليار دولار مقابل ديون بقيمة 9 مليارات دولار قبل أن تعلن إفلاسها.
ومع ذلك، يمتلك جو شيو وجهة نظره المتفائلة بخصوص مصير العملات المشفرة، مشيرا فى مقال له عبر موقع ناسداك دوت كوم، إلى سابقة انهيار لحقت ببورصة إم تى جوكس، ثالث أكبر بورصة للعملات المشفرة فى العالم يوم 7 فبراير من عام 2014.
ويقول شو إن حملة هجوم على عملة بيتكوين انطلقت فى أعقاب هذه الحادثة، إذ وصفتها إحدى التعليقات الصحفية بأنها أسوأ استثمار خلال عام 2014.
وأوضح: “تبين لاحقا الخطأ الفاحش لهذه التعليقات عندما صعدت قيمة بيتكوين خلال السنوات التالية بأكثر من %18000”.
وتتكرر الواقعة ذاتها بعد مرور ثمانى سنوات، إذ تعانى السوق فى الوقت الراهن من انهيار بورصة إف تى إكس وتراجعت قيمة بيتكوين بنسبة %75 نزولا من ذروة بلغتها عام 2021. وعادت النغمات المتشائمة بخصوص مصير البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة لتطل برأسها من جديد، على حد تعبير شو.
ويقول شو بكل ثقة إن العملات المشفرة لم تمت عام 2014، ولن يحكم عليها بالانهيار فى الوقت الراهن أيضا.
ولفت إلى أن الخبراء الذين يتحدثون علنا عن موت العملات المشفرة هم أنفسهم الذين يواصلون الاعتماد على هذه العملات.
والمثال الواضح على هذا هو ما قاله جيمى ديمون المدير التنفيذى لشركة جى بى مورجان تشيس فى سبتمبر الماضى خلال فاعلية تمت فى معهد التمويل الدولي، إذ وصفها بأنها مخطط استثمارى احتيالى لا مركزى يعد المستثمرين بتقديم معدلات مرتفعة من العوائد.
وقال شو إن ديمون نفسه هو الذى قاد بنك جى بى مورجان تشيس إلى إبرام أول صفقة تمويل لا مركزى لا تعتمد على المؤسسات التقليدية مثل البنوك، مستخدما سلسلة كتل عامة.
ولم يكتف ديمون بهذا، ففى عام 2019، قاد جى بى مورجان تشيس أيضا لإطلاق رمز خاص بالبنك تحت اسم جى بى مورجان كوين لخدمة العملاء من فئة المؤسسات.
وفى عام 2020، قاد ديون جى بى مورجان تشيس لإنشاء أول منصة تعتمد على شبكة سلسلة الكتل تحت اسم أونيكس، واصفا إياها بأنها شبكة سلسلة الكتل التى تعزز مبادلة أنواع مختلفة من الأصول الرقمية.
وفى عام 2021، أطلق جى بى مورجان تشيس تحت قيادة ديمون سلة انكشاف جى بى مورجان تشيس على العملات المشفرة بهدف منح عملاء البنك طريقة للتربح من الانكشاف على العملات المشفرة بدون الحاجة لشراء هذه العملات بشكل مباشر.
ويشير شو إلى أن الأمر ذاته ينطبق على ناقد آخر للعملات المشفرة، هو مارك كوبان الذى قال عام 2019 إنه يفضل شراء الموز على البيتكوين، وأدعى أن العملات المشفرة ليس لها قيمة جوهرية.
ويرى شو أن العملات المشفرة مدعومة بأموال المؤسسات مما يجعلها تصل لوضعية تجعلها عصية على السقوط لكونها باتت كبيرة للغاية.
ويسرد شو خبرته الشخصية بالاستثمار فى العملات المشفرة، قائلا إنها بدأت منذ الأشهر القليلة اللاحقة التى أعقبت انهيار بورصة إم تى.جوكس، وخلال السنوات الثمانية التالية التى استثمر شو خلالها بكثافة فى العملات المشفرة، تمكن شو من تعظيم عوائده من بعض استثماراته فى العملات المشفرة لدرجة أنه أصبح لديه قدرة مالية مكنته من التجول بين مدن عالمية بصحبة أسرته بداية من بالى بأندونيسيا وباريس ولندن.
وأشار شو إلى أنه سرعان ما يتم نسيان مزايا الاستثمار فى العملات المشفرة فور قراءة أخبار انهيار قيمتها، لكن الحقيقة تكمن فى أن السوق تعمل على تصحيح أوضاعها سريعا.
وأوضح: “حدث هذا فى الماضى ويحدث الآن وسيحدث فى المستقبل”.
وأضاف أن الدرس الذى ينبغى تعلمه هنا هو أن ذيوع أخبار انهيار العملات المشفرة لا يقصد بها الموت الفعلى لها بل حلول ميعاد شراء هذه الأصول.