فى سابقة غريبة من نوعها بسوق المال المصرية، طلبت شركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ من جريدة «المال» تكذيب ما نشرته حول سعيها لاقتراض مليار جنيه من صندوق استثمار ألمانى، وفى الوقت ذاته أرسلت الشركة بياناً رسمياً لإدارة البورصة تؤكد فيه تلقيها عرضاً من الصندوق الألمانى لوضع الأموال تحت تصرفها.
كانت «المال» قد نشرت الخميس الماضى خبراً يفيد موافقة صندوق استثمار ألمانى على منح الشركة العربية للشحن تمويلاً بالعملة الأجنبية يعادل مليار جنيه، بفائدة %5.5 بهدف تمويل خطتها الاستثمارية للعام المالى المقبل.
وأكد الخبر وفقاً لمصادر أن بنك مصر سيكون الوسيط بين الشركة والصندوق الألمانى، وسيتم من خلاله الحصول على التمويل وسداد أقساط القرض، الذى سيوجه لمشروع سفن حاويات الراوفد، الذى تعتزم الشركة تنفيذه قريباً، عقب حصولها على التراخيص اللازمة.
وصباح الخميس الماضى، تلقت الجريدة فاكساً رسمياً من إدارة الشركة، يؤكد أن الخبر عار تماماً من الصحة، وأنه كان ينبغى الرجوع إلى المستشار الإعلامى للشركة القابضة للنقل البحرى والبرى، للحصول على المعلومات الصحيحة، وطالبت بتكذيبه وفقاً لقوانين الصحافة إلا أن إدارة الشركة أرسلت فى نفس اليوم إفصاحأً رسمياً لإدارة البورصة يؤكد دخولها فى مفاوضات مع صندوق الاستثمار الألمانى.
ونص بيان الشركة المرسل للبورصة على أن صندوق الاستثمار الألمانى عرض أن يضع تحت تصرف الشركة مبلغ 50 مليون يورو، ما يعادل مليار جنيه، ولكن فى المرحلة الأولى من المشروع سيتم الاستفادة بمبلغ 329 مليون جنيه، وهو ما تم الكشف عنه فى دراسة مرسلة لإدارة البورصة بتاريخ 13 ديسمبر 2018.
وأوضحت الشركة فى ردها للبورصة، أنه لم يتم التوقيع على مذكرة التفاهم إلا بعد أخذ الموافقات اللازمة، وبناء على تعليمات الشركة القابضة للنقل البحرى، كما أنه بناء على تعمليات الأخيرة لم يتم إدراج المشروع ضمن الخطة الاستثمارية للعام المالى 2019/2020.
وبالعودة للخبر المنشور فقد أشارت المصادر إلى انتهاء الشركة من دراسة كل عناصر المشروع، وتتضمن دراسة الجدوى، والتعاقد مع شركتين للتسويق للقيام بالتعاقد مع الخطوط الملاحية بغرض جلب 120 حاوية سنوياً، مقابل نسبة من الإيرادات.
وأوضحت المصادر أن «العربية للشحن»، حصلت على موافقة ميناء الإسكندرية لتخصيص أرصفة بمساحة 10 آلاف متر مربع، تستخدم فى ترسية السفن الخاصة بالمشروع، وذلك مقابل شراكة فى نسبة الإيرادات يجرى دراستها حالياً.
وتستهدف «العربية للشحن» التى تعانى من تعثر مركزها المالى، توليد إيرادات دولارية من مشروع سفن الروافد تعادل 82 مليون جنيه، والروافد هى سفن متوسطة الحجم تعتمد على نقل الحاويات لموانئ الترانزيت، ثم تستكمل رحلتها لجهة الوصول.
يشار إلى أن الشركة تستهدف إيرادات 31 مليون جنيه، وتكلفة نشاط 27 مليونا، وخسائر 7 ملايين فى العام المالى المقبل، وخلال النصف الأول من العام المالى الحالى تكبدت العربية للشحن خسائر 13.6 مليون جنيه، مقارنة بخسائر 12.8 مليون فى الفترة المقارنة من العام السابق.