اكتشف العلماء هياكل عظمية لقرود في مقبرة للحيوانات بالقرب من ميناء برنيس على البحر الأحمر، يعتقد الخبراء أنها كانت حيوانات أليفة منزلية منذ نحو 2000 عام، بحسب ما نقلته شبكة روسيا اليوم عن عدة مصادر.
ووقع استخدام الميناء من قبل كل من الرومان والمصريين الذين استوردوا الحيوانات من الهند، حيث كشفت عمليات المسح ثلاثية الأبعاد ومقارنات العظام أن الحيوانات كانت من الأنواع نفسها التي تعيش في الدولة الآسيوية.
وعثر الفريق على عدد من الهياكل العظمية مرتبة كأطفال نائمين، مزينة بالأصداف وبعضها مدفون بالقرب من قطط محنطة.
كانت العديد من الهياكل العظمية من القردة الأصغر سنا، والتي يقول الخبراء إنها كانت نتيجة عدم قدرة الحيوانات على التكيف مع منازلها الجديدة ونقص التغذية.
ويعمل الباحثون في هذا الموقع منذ أكثر من عقد، وخلال هذا الوقت اكتشفوا حصونا ضخمة وجدرانا دفاعية ومجمعا ضخما تحت الأرض، وفقا لما ذكرته صحيفة The First News.
وعثر على مقبرة الحيوانات وغيرها من القطع الأثرية القديمة من قبل فريق من مركز آثار البحر الأبيض المتوسط بجامعة وارسو، بالتعاون مع باحثين في جامعة ديلاوير.
وعندما أخرجت بقايا القرود لأول مرة مما كان ذات يوم ميناءا بحريا قديما في مصر، اعتقد الخبراء أنهم ينتمون إلى نوع محلي.
وبعد إجراء عدد من الاختبارات باستخدام الماسحات الضوئية ثلاثية الأبعاد ومقارنات العظام، توصل الفريق إلى أن الحيوانات شقت طريقها إلى المنطقة من الهند.
وقالت البروفيسورة مارتا أوسيبينسكا، عالمة آثار الحيوان من الأكاديمية البولندية للعلوم: “نعتقد أن الرومان ذوي النفوذ الذين عاشوا في برنيس، البؤرة الاستيطانية البعيدة، في المرحلتين الأولى والثانية، أرادوا أن يجعلوا وقتهم ممتعا برفقة حيوانات مختلفة. وكان من بينهم القرود أيضا”.
ويعتقد الفريق أن هذه المخلوقات كانت حيوانات أليفة منزلية بسبب كيفية دفنها في مقبرة للحيوانات وترتيبها مثل الأطفال النائمين
وكانت إحدى الجثث مغطاة بقطعة قماش صوفية واثنتان أخريان كان بهما أصداف كبيرة موضوعة على رؤوسهم. كما دُفن بالقرب من أحد القرود خنزير صغير جدا وثلاث قطط محنطة.
وقالت أوسيبينسكا: “هذا اكتشاف فريد. وحتى الآن، لم يعثر أحد على قرود هندية في المواقع الأثرية في إفريقيا. ومن المثير للاهتمام، حتى المصادر المكتوبة القديمة لا تذكر هذه الممارسة”.
وأخذ الميناء البحري من المصريين من قبل الرومان الغزاة الذين استخدموه كحلقة وصل بين مصر والشرق الأوسط والهند.
واستخدم الغزاة هذا الميناء كمركز تجاري، حيث اكتشف الخبراء عددا من السلع المحفوظة مثل الجلود والمنسوجات من الصين والهند.
وتظهر الهياكل العظمية أن هذه القرود سافرت على بعد آلاف الأميال من موطنها الأصلي، ما أدى في كثير من الأحيان إلى موت مبكر للحيوان.
وأوضحت البروفيسورة أوسيبينسكا:”كان الأمر يتعلق بتزويد الحيوانات بالطعام الكافي والماء خلال رحلة بحرية تستغرق أسابيع قليلة عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر. ولسوء الحظ، بعد الوصول إلى برنيس، لم تستطع القرود التكيف وماتت صغيرة. وربما كان سببه نقص الفاكهة الطازجة والأغذية الضرورية الأخرى”