العام‭ ‬الثالث

العام‭ ‬الثالث
حازم شريف

حازم شريف

8:59 ص, الأحد, 13 مارس 05

بصدور‭ ‬هذا‭ ‬العدد،‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬أصبحنا‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬العام‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬جريدة‭ ‬المال، عامان‭ ‬مرا‭ ‬سريعاً،‭ ‬سبقهما‭ ‬مثلهما‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬والتحضير،‭ ‬نجحنا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع،‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬عنق‭ ‬الزجاجة،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬فزنا‭ ‬أيضاً‭ ‬بثقة‭ ‬من‭ ‬نستهدفهم‭ ‬من‭ ‬قراء‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ثمانية‭ ‬أسابيع،‭ ‬سينتقل‭ ‬فريق‭ ‬المال‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬جديد،‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬التى‭ ‬نمر‭ ‬بها،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬متغيرات‭ ‬أشمل‭ ‬تواجه‭ ‬المجتمع‭ ‬بأكمله.

‬ نحن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬الحسم،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتخذ،‭ ‬بعضها‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬بالفعل‭ ‬كتعديل‭ ‬المادة‭ ‬76‭ ‬من‭ ‬الدستور،‭ ‬كي‭ ‬تسمح‭ ‬باختيار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬عبر‭ ‬الاقتراع‭ ‬الحر‭ ‬المباشر،‭ ‬وبعضها‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬مثل‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭ ‬لذلك‭ ‬التعديل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬استكمال‭ ‬اجراءات‭ ‬الاصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬والمنتظر‭ ‬أن‭ ‬تتسارع‭- ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬نأمل-، ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬اجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭.

‬ ثم‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬وأعلن‭ ‬عنها‭ ‬بالفعل،‭ ‬قد‭ ‬باتت‭ ‬على‭ ‬محك‭ ‬اختبار‭ ‬جديتها،‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬أوضح‭ ‬مدى‭ ‬جدى‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬تنفيذها،‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬التوقيتات‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها،‭ ‬مثل‭ ‬قرارها‭ ‬بخصخصة‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬وبنك‭ ‬الإسكندرية‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجارى‭.

‬ هناك‭ ‬أيضاً‭ ‬معركة‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬قوى‭ ‬البيروقراطية،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬ترشيد‭ ‬الدعم‭ ‬وقصره‭ ‬على‭ ‬مستحقيه،‭ ‬وعلى‭ ‬حل‭ ‬معادلة‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬على‭ ‬معدلات‭ ‬تضخم‭ ‬منخفضة‭.

‬ كذلك‭ ‬ملف‭ ‬فك‭ ‬أسر‭ ‬قطاع‭ ‬الإعلام‭ ‬مما‭ ‬يكبله‭ ‬من‭ ‬قيود،‭ ‬ومنح‭ ‬الفرصة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لتملك‭ ‬وإدارة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القنوات‭ ‬الأرضية،‭ ‬وتخفيف‭ ‬الهيمنة‭ ‬الحكومية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬والتى‭ ‬لا‭ ‬تتيح‭ ‬شروطاً‭ ‬عادلة‭ ‬للتنافسية‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تبدو‭ ‬حالة‭ ‬التفاؤل‭ ‬المسيطرة‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬دوائر‭ ‬الأعمال‭ ‬سلاحاً‭ ‬ذا‭ ‬حدين،‭ ‬فهي من ناحية،‭ ‬قد‭ ‬تدفع‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬أقصى‭ ‬مدى‭ ‬تدريجياً،‭ ‬مع‭ ‬تطابق‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬مع‭ ‬النوايا‭ ‬والخطط‭ ‬المعلنة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة،‭ ‬ولكنها في المقابل،‭ ‬قد‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬إحباط‭ ‬عكسية‭- ‬بنفس‭ ‬درجة‭ ‬التفاؤل‭ ‬الحالية-، ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬عجزت‭ ‬الحكومة‭ ‬لأي‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬على‭ ‬تغذية‭ ‬روح‭ ‬التفاؤل‭ ‬هذه،‭ ‬بإجراءات‭ ‬عملية‭ ‬مستمرة‭ ‬تحسن‭ ‬أجواء‭ ‬الاستثمار‭.

‬ وفي‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬وغيرها،‭ ‬نحن‭ ‬نعد‭ ‬أنفسنا‭ ‬كي‭ ‬نكون‭ ‬حاضرين‭ ‬على‭ ‬الساحة،‭ ‬ننتقد‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتراءى‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬معيقة‭ ‬للإصلاح،‭ ‬نطرح‭ ‬الحلول،‭ ‬نقدم‭ ‬البدائل،‭ ‬نسعى‭ ‬لتفعيل‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة،‭ ‬لا‭ ‬نخشى‭ ‬الاتهامات‭ ‬سواء‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬أو‭ ‬غفير،‭ ‬ما‭ ‬دمنا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬بموقفنا،‭ ‬نعترف‭ ‬بالخطأ‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬يتكشف‭ ‬لنا‭ ‬الصواب،‭ ‬ونصر‭ ‬على‭ ‬الصواب،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقنعنا‭ ‬أحد‭ ‬بأننا‭ ‬على‭ ‬الخطأ‭ ‬قابضين‭.‬