أصبح خيار السفر عبر الطيران العارض أحد الخيارات المتاحة لتجنب فيروس كورونا لأنه يتلافى مخالطة عدد كبير من المسافرين الآخرين بجانب أن أسعاره تقترب من أسعار رحلات الطيران التجاري الفاخر، حسب تقرير لوكالة بلومبرج.
وتراجعت مؤخرا أسهم شركات الطيران التجارية بفعل مخاوف تفشي فيروس كورونا،
انتعاش الطلب على الطيران العارض
ومقابل هذا، يرصد مشغلو الطيران العارض انتعاش الطلب من قبل المسافرين الأثرياء الراغبين في تجنب التعرض لتجمعات بشرية كثيفة والباحثين عن وسيلة للسفر بديلا عن الرحلات المؤجلة.
وقال آدم تويدل المدير التنفيذي لشركة برافيت فلاي للطيران العارض:” يوجد بلا شك صعود في الطلب على الطيران العارض الأكثر راحة، ولدينا عدد كبير بشكل لافت من الاستفسارات من الشركات والأفراد.”
وتلقت الشركة طلبات من فريق لمكافحة الفيروس ينتوى السفر إلى آسيا.
وتم كذلك تلقي طلب آخر من أسرة تود السفر إلى بالي إنطلاقا من هونج كونج بغية تجنب مخالطة الأشخاص الآخرين جراء السفر عبر الرحلات التجارية الاعتيادية.
وتقول شركة فيكتور للطيران العارض أن طلبات السفر عبر طائراتها أصبح أمرا أكثر تكرارا بعد تفشي فيروس كورونا.
وكان الفيروس قد ظهر لأول مرة وسط الصين في ديسمبر الماضي ومنها إلى ست قارات حاليا.
وقال ريتشارد لويس رئيس شركة طيران عارض أخرى هي انسجنيا جروب التي تنظم رحلات للعملاء الأثرياء:” تزايدت أعداد طلبات السفر عبر طائرات الشركة خصوصا الرحلات الطويلة، العملاء الذين يتقدمون بهذه الطلبات يرغبون في تجنب مخالطة أشخاص آخرين داخل كابينة الطائرة خوفا من العدوى.”
تكلفة استخدام الطيران العارض باهظة لكنها تستطيع المنافسة نسبيا مع الطيران التجاري الفاخر.
سعر التذكرة 140 ألف دولار
وتصل تكلفة الطيران من نيوريورك إلى لندن على طائرة طراز جالف ستريم أي.في ذات ال12 مقعد إلى 140 ألف دولار. وذلك مقارنة بتذكرة الطيران التجاري الفاخرة البالغة 10 آلاف دولار.
وحققت شركة جيت.سيت جروب للطيران العارض في نيويورك حجوزات تكفي لنحو 150 رحلة شهريا. وارتفعت أعمال الشركة بنحو 25 % خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وحسب ستيف اورفالي المدير التنفيذي للشركة، الخوف من الفيروس هو الذي يدفع لزيادة الطلب.
يمتلك الكثير من عملاء الشركة شركات متوسطة الحجم وأصبح يتعين عليهم السفر لمتابعة أحوال المصانع أو المتاجر التي يمتلكونها، وفق أورفالي
وتابع:” عندما يسافر العملاء بمفردهم فإنهم يرغبون في عدم تعريض أسرهم لأية مخاطر. وهو ما يدفعهم إلى السفر عبر الطائرات الخاصة بدلا من سداد تذكرة درجة أولى في رحلات تجارية تجعلهم معرضين لخطر الإصابة بالعدوى.”
وأشار اورفالي إلى أنه يتلقى أيضا طلبات من أشخاص غير معتادين على استخدام الطيران العارض. وقال أنه يأمل في أن يتحول هؤلاء الأشخاص إلى زبائن دائميين بعد حصولهم على المزايا الكثيرة التي يوفرها الطيران العارض.
وقال ريتشارد زاهر مؤسس شركة بارامونت بيزنس جيت في فيرجينيا بالولايات المتحدة:” عملائنا ينتمون إلى فئة المستثمرين الذين لهم استثمارات كبيرة في الأسواق، عندما يخسرون ملايين الدولارات سيتحاشون السفر إلى أماكن سينفقون فيها الكثير من الأموال وربما يعرضون أنفسهم لخطر مخالطة أشخاص آخرين يحملون الفيروس”.
واتخذت الكثير من الدول تدابير وقائية لمنع انتشار الفيروس الذي تسبب حتى الآن في مقتل أكثر من 2.800 شخص في جميع أنحاء العالم.
وتقرر إغلاق المدارس اليابانية لمدة شهر بينما حظرت السعودية رحلات العمرة التي تجتذب ملايين الأشخاص إلى مكة والمدينة.
خسارة ربع القيمة السوقية
وتكبدت شركات الطيران التجاري أكبر الخسائر. وتراجعت بنحو الربع القيمة السوقية المجمعة لشركة إير لاينز جروب الأمريكية وشركة يونتيد إير لاينز القابضة وشركة دلتا إير لاينز منذ مطلع العام.
وحذر محللون من تفاقم خسائر هذه الشركات في ظل تراجع الطلب على السفر بسبب تفشي المرض.
ويوضح الجراف التالي تراجع سعر سهم يونتيد اير لاينز بالدولار:
وتواجه شركات الطيران العارض مصاعب في مجال توفير الطائرات الملائمة وتلبية القيود الجديدة التي تشمل التأكد من بقاء المسافرين بلا أعراض بعد عودتهم من الصين.
وقال زاهر من شركة بارمونت بيزنس التي تدير 500 رحلة طيران عارض سنويا إن العملاء يطلبون مثلا طائرات لم تسافر إلى الصين ويطلبون طاقم غير مصابين بالحمى.
وتشمل القيود الجديدة إلزام الرحلات القادمة إلى بريطانيا مثلا من مناطق مصابة بالفيروس الخضوع لفحوصات داخل المطار، وهناك سلطة إحتجاز الطائرة والمسافرين والبضائع والمعدات إذا شعروا بأنها تشكل خطرا على الصحة العامة.