طروحات بنك القاهرة و شركة إنبى وغيرهما..حلول سحرية لأزمة خمول البورصة المصرية، التى تُعانى من سيطرة الروتين على تحركات السوق، خلال الفترة الماضية، مع انخفاض ملحوظ لقيم التداولات، منذ انتهاء حالة التحسن التى أعقبت تنفيذ طرح شركة «فورى» بجانب تنفيذ صفقة جلوبال فى أغسطس الماضى، هكذا جاءت رؤية خبراء سوق المال فيما يتعلق بمستقبل برنامج الطروحات الحكومية.
واستمرت حالة التحركات الروتينية للبورصة المصرية بتداولات تكاد تكون متوسطة، دون أى مؤشرات إيجابية مرورًا بحالة هبوط عنيفة «زلزال البورصة» عقب الاضطرابات السياسية فى سبتمبر الماضى، فى ظل غياب تام للمحفزات وحالة من الجمود أصابت المتعاملين فى البورصة.
ومنذ طرح حصة إضافية %4.5 من أسهم شركة الشرقية للدخان، فى مارس الماضى، لم تقم الحكومة بتنفيذ أى طروحات منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، إذ تقوم بتأجيل الطروحات مرة تلو الأخرى لأسباب مختلفة منها ظروف السوق، والمراجعات القانونية وما شابه ذلك.
فيما كان آخر التصريحات الحكومية لوزير قطاع الأعمال العام، هشام توفيق، الذى توقع فى نهاية سبتمبر طرح حصة إضافية من شركة أبو قير للأسمدة أو شركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع ضمن برنامج الطروحات الحكومية خلال أسبوعين من تاريخه.
وقال الوزير إنه تم إرجاء أى طروحات أولية ضمن المرحلة الثانية من برنامج الطروحات الحكومية حتى يناير 2020، بعد أن كان مقررا لها سبتمبر الجارى، نظرًا لأن بعض الإجراءات استغرقت مزيدا من الوقت ولن نستطيع طرح شركات للمرة الأولى حتى نهاية الربع الأخير من العام الحالى.
وأوضح الوزير أن المرحلة الثانية تشمل 10 شركات منها 8 تعدينية وصناعية، إلى جانب شركة «إى فاينانس» وبنك القاهرة.
شريف سامى: الأولوية للكيانات التى تجذب الاهتمام مثل بنك القاهرة ومصر الجديدة
وقال شريف سامى، الرئيس السابق للهيئة العامة للرقابة المالية، و رئيس مجلس إدارة الشركة القومية لإدارة الأصول والاستثمار، إن طرح بنك القاهرة ومصر الجديدة من الطروحات التى توفر التنوع وتزيد جاذبية السوق.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت نجاح طرح «فورى» فى إعادة الثقة لسوق الطروحات مجددًا، فيما كان يجب استغلال تلك الحالة من خلال تنفيذ طروحات تجذب اهتمام المستثمرين، بغض النظر عن أنه كان طرحا أوليًا أو طرح حصص إضافية، لافتًا إلى أن طرح حصة إضافية من شركة مصر الجديدة للإسكان سيجذب اهتمام الكثير من المستثمرين، مؤكدًا أنه يجب مراعاة شرط الجاذبية عند اختيار الطرح المقبل.
وأوضح أن تحركات البورصة معتمدة على عدة معايير أبرزها المزاج العام و حالة تفاؤل المستثمر من عدمها، والظروف الخارجية والعالمية.
وأشار «سامى» إلى أن المسئول يجب أن يراعى كل المحددات عند اتخاذ قرار بطرح شركة ما فى البورصة، مطالبًا فى الوقت ذاته بتنوع الشركات المطروحة، مثل عدم البدء بطرح «إى فاينانس» نظرًا لطرح شركة «فورى» من فترة قريبة.
أحمد أبوحسين: لاتزال مطلبا للسوق وفرص النجاح مواتية
وقال أحمد أبوحسين، العضو المنتدب لقطاع السمسرة فى شركة «كايرو كابيتال»، إن سوق المال بحاجة ماسة إلى تنفيذ طرح شركات جديدة على السوق، خاصة أن كل الظروف مواتية لنجاح الطروحات.
وأضاف أن طرح بنك القاهرة سيكون بمثابة الطرح السحرى الذى سيضيف العديد من الثمار الإيجابية لسوق الأسهم عقب مرحلة من التذبذبات، مشددًا على أن الطروحات البنكية غائبة عن السوق منذ فترة بعيدة للغاية.
وأوضح أن الظروف مناسبة لإنجاح الطروحات الحكومية الأولية، إذ شهدت الفترة الأخيرة انخفاضا متكررا لسعر الفائدة، بالإضافة إلى تغطية مميزة لطرح «فورى»، ورد أموال شهادات قناة السويس، لافتًا إلى أن وجود طرح مثل بنك القاهرة أو شركة «إنبى» سيساهم فى جلب مستثمرين جدد للسوق، و من ثم سيولة جديدة تسهم فى زيادة عمق السوق الأمر الذى سيؤدى بشكل تلقائى إلى زيادة الاستثمارات المخصصة من قبل صناديق الاستثمار الأجنبية للسوق المصرية.
ولفت إلى أن توجه الحكومة نحو طرح حصص إضافية من شركات مقيدة بالفعل فى السوق، لن يساهم فى تحقيق الأهداف المرجوة سالفة الذكر، مؤكدًا أن تواجد تلك الشركات بالسوق، يقلل من جاذبية طروحاتها للمستثمرين سواء كانوا مصريين أم أجانب.
وأكد أن تأجيل تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية غير مبرر فى الوقت الراهن، مشددًا على أن السوق بحاجة ماسة إلى محفزات تُزيد من تواجد المستثمرين، وترفع من قيم التداولات للمستويات المليارية مجددًا.
وأشار إلى أن مدير الطرح فى برنامج الطروحات الحكومية له دور كبير للغاية سواء فى تسويق الشركات محل الطرح بطريقة محترفة، واختيار التوقيتات والتسعير العادل الجذاب لكل شرائح المستثمرين المستهدفة.
إبراهيم النمر: السوق تربة خصبة لها وتخصيص الحصص الإضافية للمستثمرين الإستراتيجيين
وفى سياق متصل، قال إبراهيم النمر، رئيس قسم البحوث بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية، إن البورصة فى الفترة الراهنة ومنذ طرح «فورى»، تُعد بيئة خصبة لاستقبال الطروحات الأولية.
وأضاف أن الحكومة إذا أقدمت على تقديم الطروحات الأولية على نظيرتها من الحصص الإضافية، ستلاقى اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين فى ظل حالة التعطش التى تسيطر على السوق لأى طرح أولى قوى.
وأوضح أن البدء ببضاعة جديدة مثل بنك القاهرة، أو شركة إنبى، سيدفع السوق نحو التحركات الإيجابية و جذب شريحة جديدة من المستثمرين، وزيادة عمق السوق.
وأشار إلى أن الحكومة كان يجب أن تستغل الحالة الإيجابية المتفائلة التى أعقبت طرح «فورى» و إنهاء صفقة جلوبال تيلكوم، وخفض سعر الفائدة، بالبدء فى تنفيذ الطروحات الأولية، إلا أنها تأخرت كثيرًا دون أى مبررات منطقية.
وأكد أن طرح حصص إضافية من شركات مقيدة، لن يؤتى بثماره فى تعميق حجم السوق، وجذب شريحة جديدة من المستثمرين، مقترحًا أن تخصص تلك الحصص الإضافية لمستثمرين إستراتيجيين وليس فى طرح عام للجمهور.
إيهاب السعيد: «القاهرة» يتميز بالجاذبية وسيلقى طلبا كبيرا من الأجانب
وقال إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، ورئيس قسم التحليل الفنى بشركة أصول لتداول الأوراق المالية، إن طرح بنك القاهرة قبل انتهاء عام 2019 سيكون قرارًا فى غاية الروعة والتأثير الإيجابى على سوق المال.
وأضاف أنه كان يجب استغلال الحالة الإيجابية التى سيطرت على المستثمرين فى السوق عقب نجاح طرح «فورى»، وعودة الشهية للمستثمرين للمشاركة فى الطروحات الأولية مجددًا، متسائلًا عن السبب الذى أدى إلى عدم تنفيذ أى طرح أولى حكومى عقب تلك الأجواء ؟!
وأوضح أن التفكير فى بدء برنامج الطروحات الحكومية عبر الحصص الإضافية من الشركات المقيدة سيكون غير مفيد للسوق فى الوقت الراهن، بعدما أصبحت السوق فى حاجة ماسة إلى محفزات جديدة.
وشدد على أن طرح بنك القاهرة مختلف نوعًا ما عن باقى الشركات الموجودة فى البرنامج الحكومى، إذ يتميز البنك بالجاذبية، بالإضافة إلى انتمائه لقطاع يفضله الأجانب المتعاملين فى السوق المحلية، وهو قطاع البنوك.
ونصح بعدم البدء فى طرح شركة «إى فاينانس» نظرًا لتشابهها مع شركة «فورى»، مفضلًا طرح بنك القاهرة و شركة «إنبى» ثم «إى فاينانس».