استحوذت شركة الطارق، أوتوموتيف المتخصصة فى توزيع السيارات، على حصة الموزعين لسيارات فيات تيبو مانيوال، تركية المنشأ، بشرائحها المختلفة، فى صفقةٍ تجعلها الموزع الأوحد والمتحكم فى التسعير الواقعى لتلك السيارات حتى استيراد الوكلاء «دايناميكس» دفعات جديدة.
ولعلّ رفض الموزعين فى بداية دخول دفعات تيبو، المستوردة أوائل العام، لحصصهم، لأسباب تتعلق بوجود أعداد كبيرة من الفئات المانيوال، كان وراء اقتناص «الطارق» الكميات الموجودة كلها، ومن ثم إعادة بيعها للتجار بالأسعار التى تحددها.
وتُباع فيات تيبو داخل السوق بأسعار تزيد على التسعير الرسمي للوكلاء بنحو 10 إلى 15 ألف جنيه؛ وذلك لعدم توافرها إلا عند «الطارق»، وهو ما يجبر الموزعين والتجار على شرائها بتلك الارتفاعات مع الاحتفاظ بهوامش ربحيتهم الثابتة.
ورغم وجود مجموعة fca التى تعتبر الشركة الأم للعلامة فيات الإيطالية داخل مصر، وإطلاق “دايناميكس”- الوكلاء المحليين- خصومات على طرازات تيبو، أوائل العام، على خلفية تطبيق الشريحة الأخيرة من اتفاقية الشراكة التركية وحصد الزيرو جمارك، فإن تلك الخصومات كانت بمثابة حِبر على ورق فى إعلانها خلال التوقيت الحالى، ولم ترقَ لمرحلة التنفيذ الفعلى إلا بالحجز لدى الوكلاء لفترات قد تصل إلى ثلاثة أشهر.
من جانبه علّق عماد حلمى، رئيس مجلس إدارة دايناميكس، بأن تخصيص حصص الموزعين للطرازات يكون ضمن اتفاقيات مسبقة وليس وليد الفترة الحالية، مؤكدًا أن الاتفاقيات تتم مع الموزعين من خلال طلباتهم للكميات خلال فترة تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر، قبل وصول الكميات للموانئ وتاريخ التسليم.
وقال إن مصانع السيارات الخارجية تعتمد فى إنتاجها على طلبات وكلائها المنتشرين فى العالم من خلال اتفاقيات مسبقة بالكميات والأعداد، وهو الأمر الذى يجعل من المستحيل استيراد كميات إضافية لطراز معين فى حال زيادة الطلب عليه بصورة كبيرة، كما هو حادث حاليًّا على طراز تيبو.
وتابع: إنه ليس شرطًا أن يقوم المصنع الأم بتوفير طلبات الوكلاء بأعداد معينة، مشيرًا إلى أن لكل شركة عالمية سياستها والتى تتصرف على حسب طاقة الإنتاج خلال الفترة الحالية.
وأضاف حلمى أن الإنتاج العالمي للسيارات خلال تلك الفترة ليس بأفضل حالاته؛ لأسباب تتعلق بالتأثيرات السلبية لفيروس “كورونا” على مصانع السيارات ومورِّديها من المكونات وهو ما أدى إلى تراجع عدد المركبات المنتجة لأغلب الشركات العالمية.
وأكد أنه باعتبار تلك الظروف السابقة فإن الموزع الذى يريد أن يقتنص حصة بسيارات تزيد على المتفق عليه، لن يجد الكميات التى يريدها- على حد تعبيره.
أما عن سيارات فيات تيبو المانيوال فذكر حلمى أنه مع دخول الكميات لتلك الطراز، تحفّظ بعض الموزعين فى بداية الأمر للحصول على أعداد منها فإنهم قاموا بزيادة طلباتهم من “دايناميكس” بعدما حظيت تيبو المانيوال على أعداد كبيرة من طلبات المستهلكين.
وأوضح رئيس الشركة أن “دايناميكس” قررت رفع مدة التسليم لطرازات تيبو إلى 90 يومًا لأسبابٍ تتعلق بفجوة بين العرض والطلب وتراجع حجم الكَميات المورَّدة من شركة فيات الأم أمام طلبات المستهلكين.
عماد حلمى: انتهاء الأوفر برايس بمجرد وصول أعداد كبيرة.. وسنتصدر السوق بنهاية العام
وتوقّع حلمى أن تختفى ظاهرة الأوفر برايس أو الزيادات السعرية على طرازات تيبو، والتى يفرضها بعض التجار بمجرد دخول كميات وأعداد كبيرة تفي حالة الطلب الحادث على تلك السيارة.
وأضاف أنه بناءً على طلبات الموزعين وحجم الحجوزات على طرازات فيات، فإن من المرتقب أن تحتل “دايناميكس” من المرتقب أن تتمركز على صدارة مبيعات السيارات المستوردة محليًّا خلال الأشهر المقبلة وحتى نهاية العام.
وأكد أحد الموزعين- فضّل عدم ذكر اسمه- أن الملاءة المالية القوية لشركة الطارق وراء استحواذها على صفقة توزيع سيارات تيبو بشكل حصري، خاصة أن وكلاءها لديهم التزامات تتعلق بكَميات محددة من الشركة الأم، موضحًا أن وكلاء السيارات يتجهون حاليًّا لتخصيص الحصص لموزع وحيد مع إعطائه هامش ربح أكبر من المعتاد لتصريف الكميات بدلًا من الاحتفاظ بمخزون قد لا يستطيعون التخلص منه.
وتابع أن تحفُّظ الموزعين والتجار فى الكَميات المطلوبة من وكلاء فيات لسيارات تيبو، مع وجود كَميات كبيرة من الطرز المانيوال، وراء تخصيص “دايناميكس” الحصة كلها لـ«الطارق»، والذى بدوره يقوم بإعادة توزيع السيارات على التجار مع التحكم فى تسعير تلك السيارات بشكل واقعى خلال الفترة الراهنة.
وقال إن الالتزمات المالية مع ظروف السوق الحالية وخسائر الشركات خلال العام الماضى، وراء تفضيل بعض الوكلاء التخلص من الحصص المتفَق عليها مع الشركات الأم، لموزع يمتلك ملاءة مالية قوية؛ ليكون بمثابة طوق النجاة فى مواجهة التزامات المصانع الأم.
وأضاف أن زيادات تيبو السعرية داخل السوق تكمن فى فرض «الطارق» ارتفاعات تعوِّض المخاطرة المالية فى الاستثمار لشراء الحصة القادمة من تركيا بأكملها للطرز المانيوال، بخلاف احتفاض التجار بهوامش أرباح ثابتة للسيارات التى رفضوا تسلُّمها من الوكلاء وعادوا لشرائها من جديد.