تتجه حكومات كبرى دول آسيا ولاسيما الصين واليابان وكوريا الجنوبية لإنتاج مليونى سيارة تعمل بوقود خلايا الهيدروجين «FCV» بتكاليف تقدر بمليارات الدولارات مع نهاية العقد المقبل ضمن جهودها لتحويل المركبات التقليدية إلى الطاقة المتجددة.
وقالت وكالة رويترز إن الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بمبيعات سنوية 28 مليون وحدة، تستهدف إنتاج أكثر من مليون وحدة من «FCV» بحلول عام 2030 مقارنة مع 1500 مركبة حاليا معظمها باصات.
وتخطط اليابان التى تبلغ مبيعاتها السنوية أكثر من 5 ملايين سيارة لزيادة عدد مركباتها التى تعمل بخلايا الهيدروجين من 3400 وحدة حاليا إلى 800 ألف، بينما تسعى كوريا الجنوبية التى يبلغ حجم سوقها ثلث السوق اليابانية إلى رفع العدد من أقل من 900 وحدة إلى 850 ألفا خلال الفترة نفسها.
وتتفوق السيارات الكهربائية «EV» حتى الآن على مركبات «FCVs» بفضل شركة تيسلا الأمريكية التى تنتج «EV» الفاخرة منذ أكثر من عشر سنوات وارتفاع إنتاجها ومبيعاتها فى الصين، ويتوقع أن تصل على مستوى العالم إلى 7.9 مليون وحدة مع نهاية العام الجارى.
ويتوقع المحللون فى المراكز البحثية المعنية بأسواق السيارات ارتفاع إنتاج السيارات الكهربائية بحوالى %35 العام المقبل لتتجاوز 10.7 مليون وحدة، ثم إلى أكثر من 36.8 مليون سيارة بحلول عام 2028 ولكنهم يرون أيضا أن سيارات الهيدروجين «FCV» تمثل أنظف مصدر للطاقة وأنه مع مرور الوقت وتوفير البنية الأساسية لها فسوف تنافس السيارات الكهربائية.
وقالت «تويوتا موتور» أكبر شركة سيارات يابانية، إنه لاينتج من وقود المركبات التى تعمل بخلايا الهيدروجين سوى ماء وحرارة وهذا يجعلها مناسبة للغاية لليابان الفقيرة فى الموارد الطبيعية ويحقق لها أمن الطاقة، علاوة على أنها لاتحتاج إلى وقت طويل لإعادة الشحن كما يحدث مع البطاريات الكهربائية.
ويرى المؤيدون لاستخدام وقود خلايا الهيدروجين فى الصين واليابان، أن سيارات «FCV» تكمل «EV» برغم أن عددا قليلا من شركات السيارات العالمية بدأ ينتج سيارات «FCV» للركاب على نطاق تجارى ولكن هذه الخلايا أفضل خيار للباصات والشاحنات الثقيلة التى تسير لمسافات طويلة لنقل الركاب والبضائع من مدينة لأخرى، لأنها لن تحتاج إلى وقت لإعادة الشحن والذى تحتاجه المركبات الكهربائية.
وبدأت «تويوتا» إنتاج «ميراى السيدان» التى تعمل بخلايا الهيدروجين نهاية عام 2014 ولكن مبيعاتها على مستوى العالم لم تصل إلى 10 آلاف وحدة حتى الآن، كما طرحت شركة هيونداى موتور الكورية الجنوبية «نيكسو كروس أوفر» بخلايا الهيدروجين منذ مارس من العام الماضى وبلغت مبيعاتها العالمية 2900 وحدة فقط، بينما باعت من موديلات «توسان» حوالى 900 وحدة وباعت شركة «مرسيدس» الألمانية عددا لايزيد عن 10 سيارات لشركات وبعض عملاء القطاع العام.
وأنتجت عدة شركات صينية باصات تعمل بخلايا الهيدروجين ومنها شركة «SAIC موتور» المملوكة لحكومة بكين أكبر منتج للسيارات فى الصين، وشركة «جيلى أوتو جروب» التى تملك «فولفو كارز» السويدية و«لوتس» البريطانية.
ويمثل عدم انتشار محطات إعادة شحن خلايا الهيدروجين والتى تحتاج إلى تكاليف باهظة أكبر عقبة أمام استخدام سيارات «FCV» على نطاق واسع، كما أن نقص عدد هذه المحطات يرجع إلى عدم إنتاج عدد كاف من هذه السيارات لتصبح ذات جدوى.
ويشعر المستهلكون بمخاوف من مخاطر انفجار خلايا الهيدروجين لأن هذا الغاز يشتعل ويساعد على الاشتعال لدرجة أن السكان فى اليابان وكوريا الجنوبية اعترضوا ونظموا مظاهرات احتجاجا على بناء محطات التزود بوقود خلايا الهيدروجين، ولاسيما بعد انفجار تانك هيدروجين فى سيول وتسببه فى مصرع شخصين وبعده حدث انفجار فى محطة هيدروجين فى النرويج هذا العام.